مرحلة المراهقة ..مظاهرها ..حاجاتها..مطالبها
تعد مرحلة المراهقة مرحلة طبيعية من مراحل النمو الإنساني ، وهي ذات خصائص تميزها ومتطلبات تتناسق وطابع المرحلة ، وكل مربي وأب بحاجة للتعرف على هذه المرحلة وإدارك التأثيرات التي تؤثر على شخصية المراهق ومعرفة خصائص نموه النفسية والجسمية والإنفاعلية والاجتماعية ، لكي يستطيع التعامل معها بحكمة ويشبعها بالأساليب الأمثل ، ولذد كثر الحديث عن هذه المرحلة وأكثر الحديث يصفها بأنها مرحلة سلبية بينما هي مرحلة إيجابية ملئية بالنشاط والحيوية في حياة أبنائنا ويجب أن نتعلم كيف نستثمرها .
المعنى اللغوي لكمة المراهقة : قال ابن منظور في لسان العرب مادة ( ر هـ ق):
رهق: (الرَّهَقُ: الكذب؛ قال أَبو عمرو: الرَّهَقُ الخِفّةُ والعَرْبَدةُ
والرَّهَقُ: جهل في الإِنسان وخِفَّة في عقله؛ تقول: به رَهَــق.
ورجل مُرَهَّقٌ: موصوف بذلك ولا فِعل له.
والمُرَهَّقُ: الفــــــاسِــــــد.
والمُرَهَّقُ: الكريم الجَـوّاد.
ومن معانيها أيضا: (.. قال ابن الأَعرابي: إِنه لَرَهِقٌ نَزِلٌ : أَي سريع إِلى الشرّ سريع الحِدَّة.
قال الشيباني: فيه رَهَق أَي حِدَّة وخِفَّة.
والرَّهَق: السَّفَه والنُّوكُ.
يقال: رجل فيه رَهَق إِذا كان يَخِفّ إِلى الشرّ يَغشاه .
والرَّهَقُ: التُّهمَةُ.
والمُرَهَّقُ: المُتَّهم في دِينه.
والرَّهَق : الإِثْــمُ.
والرَّهْقةُ: المرأَةُ الفـاجرة.(
وراهق الغلامُ، فهو مراهِق إِذا قـــــــارب الاحـــــتـــلام.
والمُراهِق: الغلام الذي قد قارب الحُلُم، وجارية مراهِقة.
ويقال: جارية راهِقة وغلام راهِق، وذلك ابن العشر إِلى إِحدى عشرة .
الخصائص العامة :
حــصــول الــنــضــج الجنسي .
تغيرات شتى في مظاهر النمو .
نــفــســـــــيــة الــمـــــراهـــق .
اختيار نوع التعليم ومن ثم المهنة (تصور المستقبل).
مرحلة فاصلة بين الطفولة والرشد .
الــفــروق الواســعــة بين الجنسين .
أساليب الكشف عن البلوغ :
وسائل الكشف عن البلوغ يمكن تصنيفها كالتالي :
المظاهر الطبيعــية . ،المظاهر الثــــانوية .،الأساليب الفيزيائية ، الأساليب الكيميائيـة .
1. المظاهر الطبيعية :
بلوغ سن الخامسة عشرة أو الثامنة عشرة .
حدوث الاحتلام للذكــور .
حصول الحيض للإناث .
2. المظاهر الثانوية :
خشونة الصوت للذكور ونعومته للإناث .
ظهور الشعر في بعض أجزاء الجــســـم .
تحول الشعر الخفيف الناعم إلى خــشن .
توزع الدهون في بعض مناطق الجسم .صدر للأنثى ، وعرض المنكبين للرجل
3. الأساليب الفيزيائية :
يتم ذلك من خلال أخذ أشعة سينية (أشعة×) عظام الكفين والركبتين ، حيث تختلف الصور الشعاعية للأطفال عن المراهقين ، وعلى ضوء النتائج هذه يتحدد البلوغ من عدمه .
4. الأساليب الكيميائية :
ويتم عن طريق التحليل المختبري لعينة من البول عقب الاستيقاظ مباشرة وبوجود الأشياء التالية يتأكد البلوغ :
وجود حيوانات منوية لدى الذكور.
وجود مادة الكرياتين حيث توجد في بول الذكور قبل البلوغ وتختفي بعده .
وجود هرمون الأندروجين لدى الذكور، حيث لا يوجد قبل الــــبـــــــلـــوغ .
وجود هرمون الأستروجين لدى الإناث ، حيث يوجد قبل البلوغ ولكنه يزداد بعده
النمو الجسمي :
يحدث خلال مرحلة المراهقة طفرة كبيرة في النمو ، ويشمل النمو التغير في ثلاثة أشياء : الحجم و الوزن و الخصائص الجنسية..
تتحول الملامح الطفولية إلى ملامح فظاظة جسمية بسبب اختلاف نسب أعضاء الجسم.
يزداد الوزن بسرعة نتيجة زيادة الدهون بالإضافة الى زيادة أنسجة الجسم .
يزداد نمو القلب والرئتين وزيادة ضغط الدم .
يتراكم الدهن في بعض أجزاء الجسم ويزداد طول الساقين وعرض المنكبين وبروز الصدر .
تستطيل العظام وتسبق في نموها النمو العضلي
يتضح النمو الجسمي في مرحلة البلوغ في مظهرين :
أ- المظهر الفسيولوجي : نمو الأجهزة الداخلية،كالغدد الجنسية والخصائص الثانوية..
ب- المظهر الخارجي : مثل الطول وتعبيرات الوجه وغيرها ...، ويصاحب ذلك بعض الآلام في العضلات والشعور بالإعياء .
:: ظهور الخصائص الثانوية كتغير الصوت من صوت رفيع إلى صوت خشن عميق .
:: ظهور الشعر في الشارب والذقن والساقين والذراعين وتحت الإبط وغيرها .
يصاحب هذه التغيرات آثار التعب والكسل والخمول واضطرابا في الجهاز الهضمي ، وقد يصاحب فترة النمو فقر الدم أحيانا .
يظهر لدى المراهقين النفور من العمل والنشاط (كان في السابق ممتلئ حيوية ونشاطا ، ولكنه الآن لديه نوع من عدم التوازن والتآزر الحركي،حيث يختل في المشي والرشاقة).
النمو لدى الفتيات أسرع وأكبر من الأولاد .
القوة العضلية تظهر في أوضح معانيها في السن بين 15-18.
ينبغي للمدرسة تهيئة الوسائل لممارسة الألعاب ، والإشباع عن طريق ممارسة الرياضة
أهمية التغذية في هذه المرحلة .
المؤثرات على النضج : التغذية ، الصحة ، درجة الحرارة , العوامل الاجتماعية والاقتصادية
النمو العقلي :
يتجه النشاط العقلي فيها نحو التركيز والتبلور نحو موضوع معين(الاختيار الي ) وكثرة المناهج في الثانوية .
يكتسب المراهق القدرة على التفكير المجرد ، ويصبح أكثر قدرة على التخطيط العملي ، وكذلك التفكير التأملي .
تتضح الفروق الفردية في المراهقة في القدرة العقلية العامة ، والاختلاف في الاستعدادات والميول .
تزداد القدرة العقلية العامة ، فيزداد التعلم وينمو الذكاء، ويصل أعلى مستوى له خلال هذه المرحلة – هناك اختلاف في أي عمر يصل إلى منتهاه ما بين 13-20
:: عرض لبعض العمليات العقلية :
:: الانتباه : يزداد في المدى والمدة (فهم المشكلات طويلة ومعقدة ) .
:: التذكر: اختلاف طريقة الحفظ بين الطفل والمراهق ، فالحفظ لدى المراهق يقوم على الفهم والتذكر قائم على إدراك العلاقات ، بين عناصر الموضوع ، والمراهق لا يتذكر إلا إذا كان حفظه قائم على أساس الفهم ، في حين حفظ الطفل قائم على التكرار ولا يشترط له الفهم .
:: التخيل : في الطفولة يقوم على أساس الصور البصرية ، أما التخيل في المراهقة فيقوم على التجريد المبنى على ألألفاظ والصور اللفظية ، إن القدرة على التجريد تساعد الطالب على دراسة الهندسة والرياضيات ونحوهما ..
:: إن نمو القدرات العقلية السابقة يساعد الطالب على الاستدلال والتفكير المجرد وحل المشكلات
النمو الانفعالي :
يوجد اتفاق على أن مرحلة المراهقة مرحلة أزمة فهي مرحلة توتر انفعالي .
نتيجة للنمو السريع فإن له آثارا انفعالية كبيرة على المراهق فهو يشعر بانزعاج من نمو أطرافه ، وتضخم صوته ، ونمو أعضائه وبروزها، ويقضي وقتا كبيرا أمام المرآة ..
يؤدي ذلك إلى العزلة والشعور بالخجل ، وتقل اهتماماته الاجتماعية ، ويشعر بالارتباك من الآخرين خشية ملاحظة التغير الذي طرأ عليه ، وبالتالي الارتباك والتردد الذي يظهر على أفعاله ، ويخجل من القراءة الجهرية نتيجة تغير الصوت لديه
يظهر لديه عدم الاستقرار ؛ فتتغير ميول المراهق كما يتغير جسمه فهو ينتقل من نشاط لآخر ،ولا يشعر بالرضا من أي نوع ، ويصاحب ذلك مشاعر التوتر .
تزداد الحساسية لديه تجاه نظرات الآخرين وأوامرهم ونصائحهم ومطالبهم ، فتغلب عليه حدة الطبع وسرعة الغضب ، ويفسر معظم ما يسمعه من الكبار والأقران على أنه موجه إليه.
يكون في المنزل غيورا من إخوانه ناقدا لهم ، يسبهم ويتعارك معهم دون سبب واضح ، ويسلك هذا مع أصحابه ، فتنهار الصداقات القديمة .
كما يظهر لديه الميل والإعجاب بالأشخاص والجماعات
كما يغرق في الخيالات وأحلام اليقظة والتعصب نحو موضوع ما .
تزداد لديه القابلية للاستهواء والاستثارة ، فلديه العاطفة الجياشة .
نتيجة تكامله العضوي والعقلي فهو يملك ما يملكه من أنواع الانفعالات ويصيبه ما يصيب الكبار من أنواع الانفعالات ..لكن تنقصه الخبرة ، فهو لم تعركه التجارب ولم تصقله الخبرة!
قد لا يستطيع التحكم في المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية .. فقد يلقي أو يحطم ما في يده ، وقد يمزق ويتلف مقتنياته .
إذا أحب أسرف وبالغ وتعلق بمن يحب ، ويهيم به ، ويضحي من أجله ، ويملك عليه لبه ، ويستولي على حاله ومخيلته ، وهذا سرِّ شيوع الحب الغرام لدى المراهقين .
كما أنه إذا أعجب بشخص أو جماعة أو نموذج سعى إليه وجمَّع الناس عليه وبالغ في مدحه ، ووضعه أو ل اهتماماته التي لا يساوم عليها ، وهذا سر تعلق المراهقين الشديد بمن يسمون (النجوم ) من رياضيين أو ممثلين أو مغنين ، ومن ثم تقليدهم والتوحد معهم ، وذلك نتيجة الضعف التمييزي لدى المراهق ، ونتيجة اللمعان والإشادة بهؤلاء فينشأ الإعجاب الشديد بهم ، ولذا فهو يتمتع بالمبالغة في التأييد والمناصرة والتشنج .
النمو الشخصي :
قد تسيطر على المراهق فكرة أن أنظار الناس تتجه إليه ، وأنهم ينظرون إليه ما ينظر هو إلى نفسه ، وهذا ناتج عن فقدان التوازن الانفعالي .
لديه الحساسية الزائدة تجاه النقد ، نتيجة خيبة أمله فيما كان يعتقده عن رأي الآخرين نحوه
أحلام اليقظة وخيالاته تضفي عليه قوة وكمالا وقيمة ، ولكن هذه ليس لها رصيد عند الناس، فهو عندهم مازال صغيرا حقيرا وغير قادر على تحمل المسؤولية
لذا يصبح في بعض الأحيان ناقما على والديه وعلى الناس والمجتمع ويطلق بعض العبارات مثل : ( لا أحد يفهمني ) ، ومثل (ما يدريكم عني)، ومثل (أنا أفهم منكم) ، ومثل (لا أريد أن أجلس إلا مع أصحابي الذين يفهمونني ) ... ومثل هذه العبارات .
نقصان الثقة بالنفس ، حيث يصبح أقل ثقة بنفسه ،وذلك راجع لعدة أسباب :
1. نقص المقاومة الجسمية ، والــقــابــلــيـة للــتــعب .
2. الضغوط الاجتماعية التي تطلب منه أكثر مما يؤديه .
3. نقد الكبار لطريقته بالعمل .
يعتري المراهق أحيانا مظاهر اليأس والقنوط والكآبة ، وقد يستبد به اليأس فــيــقـدم عــلـى الانــتــحــار .
الاهتمام بمسائل الزواج (الجنس) ، فــهــو يــشـغــل مــعــظـم وقته وتفكيره .
يدرك المراهق أن عجزه المالي هو الذي يحول دون تحقيق رغباته ، وآماله ويقف ذلك دون استقلاله
النمو الاجتماعي :
يحس المراهق بالحاجة إلى الانتماء الى رفقة أو جماعة ، تشاركه مشاعره ، وتعيش مرحلته ، وهذه الجماعة مطلب حيوي لا يستغني معظم المراهقين عنها ، خاصة مراهقي المدن .
من أخطر مصادر المشكلات للمراهق تفضيله لمعايير الأقران التي تتعارض مع معايير الكبار ، وخاصة الوالدين .
يميل المراهق نحو الاستقلال عن السلطة والاعتماد على نفسه ، والاعتداد برأيه .
الصراع والمشاكسة داخل الأســـــرة والـــمــدرســــة .
تقمص شخصية أو فكر أو جماعة لتصبح مثله الأعلى .
التفكير في الأمور الدينية (مشكلة ازدواج المــعاييـر) .
الانتماء إلى الجماعة والإخلاص لــــهــا .
الرفض لأشكال السلطة وانتقاد مصادرها .
هذه المرحلة تعتبر مرحلة إعداد للاستقرار وبناء الحياة الأسرية
حاجات المــراهــق :
أولاً : الحاجات النفسية :
معنى الحاجة :
تنقسم إلى ثلاثة أنواع :
1) حاجات نــفــسـية : وتضــم الحاجة إلى : العبادة , الأمن ، القبول .
2) حاجات اجتماعية : وتشمل الحاجة إلى : الرفقة ، الزواج ، العمل والمسؤولية .
3) حاجات ثقافية : وتضم الحاجة إلى : الاستطلاع ، الهوية الثقافية
1-الحاجة إلى العبادة :
:: أهميتها .
:: نماذج من الأنشطة العبادية .
أداء الصلوات والشعائر المفروضة والمحافظة عليها
أداء السنن الرواتب والنوافل .
تلاوة القرآن والاستماع إليه .
قراءة الأوراد والأذكار مع تذكر معانيها وأغراضها .
التردد على مواطن الوعظ والذكرى والقصص المؤثر .
الحج والعمرة مع رفقة صالحة .
كثرة الاستغفار والتوبة
. لقيام ببعض التطوعات المؤثرة : كزيارة المرضى .. ودروس القرآن وحلقه .. وزيارة الصالحين وأهل الخير .. زيارة القبور ... تذكر الموت .. حلقات العلم في المساجد .. تذكر الدار الآخرة
شروط تنمية الجانب العبادي
هناك شروط ينبغي على المعلم والمرشد والمربي مراعاتها عند تنمية الجانب العبادي لدى المراهق منها :
أن يكون حث المراهق وتوجيهه إلى هذا الجانب عفويا .. وبطرق غير مباشرة ما أمكن ذلك .
مخاطبة عقول المراهقين وأفكارهم الى جانب عواطفهم ومشاعرهم .. فلديهم نضج عقلي وحيوية فكرية .. ومشاعر ممزوجة بالمناقشة العقلية .
البدء في مناقشة هذا الجانب والتوجيه الى ممارسته مبكرا ، مع بداية المراهقة أو قبلها ، خاصة وأن استعداد المراهق للإستقبال والاسترشاد بالكبار يكون في السنوات المبكرة الأولى (13، 14، 15) وبعدها يتقلص الاستقبال من الكبار وتزداد الاستقلالية .
توظيف قدرات المراهق في التأمل والتساؤل والتفكر حول الكون والنفس والحياة
استثمار مواقف الضعف والضيق والشدائد والنوازل عند تربية الناحية العبادية
2- الحاجة إلى الأمن :
طبيعة الفترة التي يعيشها المراهق حرجة ، فهي فترة انتقالية مؤقتة ، يحكمها تغيرات سريعة ومتنوعة .. وهذه تؤثر على المراهق من حيث الاستقرار النفسي والطمأنينة والأمن .
المراهق بحاجة إلى الأمن على نفسه ..ومستقبله.. والطمأنينة أثناء التحولات والتغيرات التي تحدث له
لا بد من إسهام البيئة التربوية ببث الطمأنينة في كيانه النفسي ، وإشباع حاجته إلى الأمن والعمل على توعية المراهق بنفسه بصورة عفوية وبأسلوب واقعي
ما هي أبرز المخاوف التي تعتري المراهق ؟ من هذه المخاوف ما يلي:
1/ التخوف من تحمل المسؤولية والنجاح فيها :
يعالج بـ : ا- تعويده على تحمل بعض الأعباء الأسرية.
ب- المعاملة المســـؤولية .
ج- المشاركة الاجتماعية .
2/ التخوف من التحولات الجسدية والشكلية :
يعالج بـ : أ- تجنب السخرية من المراهق .
ب- طمأنة المراهق بعفوية عن هذه التغيرات .
ج- معاملته كالراشد
3/التخوف والتردد حول الأهداف الكلية والبعيدة للحياة :
يعالج بـ : أ- عدم ترك المراهق فريسة للأفكار .
ب- الإجابة عن كل تساؤلاته بكل رحابة صدر .
ج- تزويده بالنظرة الإسلامية .
4/التخوف من مواقف الحوار والمواقف الاجتماعية :
يعالج بـ : أ- عدم احتقار المراهق .
ب- تدريبه على الحوار والمناقشة
5/التخوف من الحالات العاطفية والانفعالية :
فنظرا لكثرة المغريات والتحولات الجسدية فإن أحلام اليقظة تدور حول الجنس الآخر والتفكير بالزواج ، ومع وجود البيئة المثيرة للغرائز فأنها يؤدي بالبعض الى الانحراف الجنسي والوقوع في الموبقات ، أو فقد التماسك العصبي والعاطفي ، وأقل ذلك انشغاله النفسي بمشاعره وأحاسيسه ، وإضاعة طاقاته وتبديد وقته بلا فائدة ....
يعالج بـ : أ/ تربية المراهق على المصارحة والمكاشفة وتبادل الرأي بين المربي والمراهق فهذا أساس لكسب الثقة وبث الطمأنينة في نفس المراهق ، وجيهه توجيها صحيحا
ب/ من خلال الأسلوب السابق يربي المعلم والمرشد فيه خلق المصابرة والمجاهدة.
ج/ تعويد المراهق على تحمل المواقف الانفعالية والتعقل في مواجهتها
3-الحاجة إلى القبول :
يعد القبول مطلبا نفسيا واجتماعيا لا يستغني عنه الإنسان فالفرد في وسط البيئة الأسرية والاجتماعية يسعى للحصول على الرضا والمحبة والتقدير من الآخرين .. ويكره أن يسخر منه ويستهان به ، ويأنف من الاحتقار ويتألم لذلك ، ويحاول تلافيه ما ستطاع إلى ذلك
إن قبول المراهق من قبل الآخرين ركيزة أساسية لتقبله هو لنفسه وللآخرين وأخذه لتوجيهاتهم .
هناك عنصران مهمان لابد من أخذهما بعين الاعتبار في سبيل قبول المراهق وشعور المراهق بذلك وهذان العنصران هما:
فهم المراهق فهما جيدا من جميع نواحي نموه المختلفة ، وإشعاره أنه معروف ومفهوم لدى أبويه وأساتذته ومعلميه ...
تقدير المراهق حسب ما تقتضه مرحلته ..فالاحترام والاعتبار ضروريان .
إذا تم تقدير المراهق واحترامه حسب مرحلته ، كان سببا في إحساسه بالقبول والرضا ، وأثر ذلك في سلوكه نحو الأفضل
مرحلة المراهقة ــــــــــــــ الحاجات الاجتماعية
1- الحاجة إلى الرفقة :
* طِبيعة الإنسان .
* تتميز الرفقة بكونها اختيارية .
:: عوامل تخدم ربط المراهق بالرفقة الصالحة ومنها :
1. معرفة المربي بشروط الرفقة الصالحة وصفاتها ، ومنها : النزوع للخير قولا وعملا ..الثقافة الإسلامية .. الاتزان الانفعالي ..
2. الانتباه المبكر والتهيئة المسبقة للمراهق .
3. التهيئة لوجود الــرفـقـة الصــــالـــحـــة .
4. ربط المراهق بالأنشطة الجادة والهادفة : كالجمعيات المدرسية،وحلق تحفيظ القرآن ، والمراكز الصيفية
5. الاستعانة بذوي العلم والخبرة .
6. المتابعة غير المباشرة .
7. التحكم بنظام الأســرة .
8 ـ إكرام الصحبة الصالحة وتقبلها
2/ الحاجة إلى الزواج :
الزواج من الحاجات الضرورية لبقاء الجنس البشري ، وهي من الحاجات النفسية والعضوية ، و ينبغي المبادرة للزواج لتحقيق الإشباع لهذه الحاجة .
ثمرات وحاجات يحققها الزواج ومنها :
الحاجة إل السكن النفسي بالزواج . ، الحاجة إلى الشعور بالنوع وتحقيقه . ، الحاجة إلى الإشباع الغريزي .
الحاجة إلى تحقيق التكامل بالزواج .
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العناصر متداخلة ومترابطة .
إن المراهق يحس بحاجة الى الجنس الآخر ، أشد ما يكون الإحساس .. ويكون مضطرب المشاعر .. مشغول التفكير ..كثير التخيل حول هذا الموضوع .. وتفتقد حياته قبل الزواج تلك العناصر الأربعة
وتؤكد الدراسات النفسية والتربوية أن التحولات الجنسية التي يعيشها المراهق تؤثر على الاستقرار والنظام الحياتي للمراهق .
فالإنسان قبل الزواج يعيش الشتات والاغتراب والقلق ويفقد الاستقرار الناشئ من اعتماده على والديه في مراحل طفولته .. ويحس أن بحاجة إلى شيء آخر ..يضاف لما سبق .. لا يستقر إلا به ..ولا سكن إلا إليه .. ولا يطمئن إلا بتحقيقه .. ألا هو الزواج .
فالمراهق يُرى جامح الخيال ..مضطرب المزاج .. قلق الضمير.. كثير التفكير .. ذا شطحات في آرائه وتصرفاته .. فإذا تزوج هدأت نفسه واستقرت معيشته .. واتزنت شخصيته .. واختفى كثير من جوانب جموحه وهوجه !!
ونظرا لهذه الايجابيات فقد حث الرسول r على الزواج حيث قال : [ يَا مَعْشَرَ الشّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوّجْ، فَإِنّهُ أَغَضّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ، فَإِنّهُ لَهُ وَجَاءٌ] رواه البخاري ومسلم
الزواج المبكر وأهميته .
إن الزواج المبكر هو الأصل .. والطريق الطبيعي الفطري لتلبية الحاجة الغريزية وهو استجابة طبيعية لتلبية دافع فطري ، وحاجة جبلية ملحة .. ثم إن إحساس المراهق بالنوع لا يتم إلا بالزواج والقيام كل فرد منهما بدوره .
الأدلة الشرعية تشهد أن التبكير بالزواج هو الإجراء الطبيعي لحياة تتفق مع الفطرة .
إن موانع الزواج الحقيقة هي : الفقر المعجز عن النفقة .. وعدم القدرة العضوية على الزواج .. أما الحجج الواهية .. مثل التأخر لعدم الوظيفة أو لإكمال الدراسة .. أو عدم النضج العقلي .. . الخ ، فهي حجج لا ترقى إلى درجة تؤهل لتعويق حادة أساسية .. ودافع عضوي .
آثار تأخير الزواج :
لتأخير الزواج أمور سيئة ، فهو مخالف للشرع ومصادم للسنن الكونية والفطرة الإنسانية ،ويترتب على تأخيره آثارا عدة منها :
1 ـ إهدار الطاقة العضوية بإضاعة ماء الحياة في العادة السرية ، والمداعبات المحظورة ، والزنا واللواط وقد أمر الإسلام بحفظ الفروج وعدم لتعدي فيه قال تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} المؤمنون 5-7
2 ـ إهدار الطاقة النفسية والمعنوية بإضاعة الحيوية والفتوة والغزارة العاطفية والتفكير والخيال والشجاعة النفسية والإقدام والمبادرة .. إضاعتها بالمغازلات والمكاتبات والأدبيات المنحرفة والانحرافات الخلقية والمغازلات ...الخ ، وإضاعتها كذلك بالمغامرات واستعراض السيارات ونحو ذلك ...
3 ـ تعريض الشباب للفتنة : فهم في المجتمعات المعاصرة يتعرضون لمغريات شتى ، منها المقروءة والمشاهدة والمعايشة على مستويات متعددة ، مع التفنن في الإخراج بالصوت والصورة والإطار والخلفية والمؤثرات الصوتية والبصرية ..
4 ـ العنوسة وهي مشكلة هذا العصر ..........
الحاجة إلى العمل وتحمل المسؤولية .
طبيعة التغيرات ومقتضياتها :
نتيجة للتغيرات التي طرأت على المراهق وميزته عن فترة الصبا من خلال النضج الجسمي والعقلي ، والتميز المعرفي والعقلي والانفعالي _ ولذا فهو يصبح مسؤولا ومكلفا من الناحية الشرعية
مع المراهقة يبدأ الإحساس والمعاناة والتفكير بقدْرِه وقيمته عند نفسه وعند الآخرين .. أي التفكير في الصورة الحقيقية الشخصية كما هي في الواقع .. وكما يريدها أن تكون ؟ وهل مقبول أم غير مقبول ؟ هل هو قوي أم ضعيف ؟ وهل هو ناجح أم فاشل ؟ وكيف يعمل لتحسين هذه الصورة ؟ !!
إنه يستعد للمسؤوليات والمهمات .. ولذا يواجه المراهق أزمة البحث عن الذات ..!! أو البحث عن القيمة أو الوظيفة .. التي ينبغي أن يقوم بها .. وعن الموقع الحقيقي له في الأسرة .. والمدرسة والمجتمع ..
أسلوب المعاملة:
لقد بينت الدراسات النفسية الكثيرة ظاهرة الإحساس بالمسؤولية في مرحلة المراهقة ، والعوامل التي تدفع بها .. وهي حاجة يسندها إحساس داخلي واستعداد نفسي وبدني ..بالإضافة للعوامل الاجتماعية والبيئية التي تعزز الاتجاه إلى المسؤولية وممارستها ..أو تثبيطها ..
استخدام الحوار والمناقشة .. عند طرح الآراء في المجلس وعند تقويم الأحداث .. ولأفكار ...والأشخاص ... وعند إصدار الأوامر والنواهي .
أمثلة : (قصة إبراهيم عليه السلام ، أهل الكهف ، يوسف ، الرسول ، صغار الصحابة ..والتابعين
ينبغي تهيئة المراهق لتحمل المسؤولية بأنشطة مثل :
أولا : أسلوب المعاملة :
استخدام الشورى في المناسبات المتعلقة بالأسرة والعائلة والمدرسة ..والمناسبات كالرحلات والزواج ونوع السيارة ..الخ
التعويد على اتخاذ القرارات
ثانيا : المشاركة الأسرية :
تعويده على القيام ببعض المسؤوليات الأسرية كالإشراف على أفراد الأسرة ، والقيام بشؤونهم أحيانا ، والأعمال التي تتطلبها الأسرة ، الإشراف على إخوته الصغار .
التعويد على الاستقلالية المالية : وذلك بمنحه مصروفا شهريا أو أسبوعيا ، حيث يقوم بالصرف على البيت وعلى نفسه ، مع مساعدته بالمعلومات والخبرات اللازمة .
التعويد على التخطيط للمستقبل وإشعاره بأنه يستقبل الحياة ولابد من تحمل تبعاتها .. وأن يخطط لها
ثالثا : المشاركة الاجتماعية :
وهي مجال واسع لتدريب المراهق :
1ـ ممارسة الدعوة إلى الله عن طريق برامج التوعية والثقافة الإسلامية في المدارس أو المكتبات أو الرحلات الدعوية أو الخلوية أو رحلات الحج والعمرة .. وغيرها ...
ا2 ـ لقيام بالأعمال التطوعية وهي مرتبطة بالدعوة : كمساعدة الفقراء والمعوزين ، وقضاء حاجاتهم ، وتفقد أحوالهم ، وزيارة المرضى .
3 ـ العمل المؤقت والمستمر ، كالعمل الموسمي الذي يعوده على تحمل المسؤولية
مرحلة المراهقة ــــــــــــــ الحاجات الثقافية :
1/ الحاجة إلى الاستطلاع : أهمية دافع الاستطلاع :
أ ـ إن حب الإنسان للاستطلاع والاستكشاف يمثل دافعا مستقلا .. فالله جعل هذا الدافع لدى الإنسان ليدفعه إلى تطوير نفسه ومجتمعه وبيئته ، ولهذا نرى تطور المخترعات والمكتشفات والمعارف والعلوم والفنون على مر العصور .
ب ـ ويمثل دافع الاستطلاع الرغبة في المعرفة والاستزادة منها ، وقد عالج القرآن موضوعات عديدة بأسلوب السؤال والجواب ، ودعا إلى التعرف على الكون والحياة والنفس .. بالنظرة المتفحصة
لقد دلت الأبحاث على وجود هذه الحاجة عند الإنسان منذ الصغر .. وهي تنمو معه . هذه بعض الأنشطة التي تتجه إليها رغبات المراهقين .. وتستأثر ميولهم .. ومنها :
نشاط القراءة عن المكتشفات الاختراعات .
نشاط المشاهدة والقراءة في قصص المغامرات والبطولات الوهمية .
نشاط الرحلات .
نشاط الاكتشافات والتجريب . وينبغي للمربي .. والمرشد .. أن يتعامل مع المراهق بتنمية حاجة الاستطلاع لديه وفق أمور مهمة تلي هذه الفقرة
.
أمور تراعى عند تنمية الجانب الاستطلاعي:
حمايته من التعرض للاستهواء بسبب الاستطلاع (كالشذوذ في الفكر والسلوكيات ، والممارسات المنحرفة ) .
تنمية القدرة على ضبط الاستطلاع ، ويتم ذلك بصورة عفوية .
خطوات الضبط الاستطلاعي :
أ إشعار المراهق بإطلاع الله عليه : (غض البصر ، حفظ السمع ، حفظ اللسان ، حفظ الفرج ، حفظ المعدة ).
ب ـ فن السؤال : أن تكون الأسئلة موجهة توجيها صحيحا لخدمة العلم المثمر .
ح ـ فن الاستئذان : وهو منتهى الضبط الاستطلاعي ، حيث يأخذ الأذن عند إرادة السماع أو النظر ، أو السؤال أو الإقدام
والاستئذان قاعدة سلوكية مهمة في تربية الأطفال
منع التعدي الاستطلاعي :
وهو التجسس ، وهو غاية التعدي في الاستطلاع والإساءة في استخدامه ، سواء التجسس في النظر أو التسمع على الأبواب أو استخدام الوسائل الحديثة المختلفة ، في تتبع أحوال الناس وأخبارهم .. مما يكرهون إطلاع الآخرين عليه .
= تلبية الحاجة إلى الاستطلاع ... وبم ذلك عن طريق الآتي :
توفير مكتبة منزلية تحوي موادا تهم المراهق سواء كانت كتبا أو أشرطة مرئية أو مسموعة ، وكذلك الأجهزة الحديثة .
القيام بالجـــولات الاســتــطــلاعية .
التعرف على الذات . و حل المشكلات ووضع الخطط لحلها
ب/ الحاجة إلى الهوية :
الهوية مطلب للإنسان يميزه عن غيره من سائر المخلوقات .
وتعد هوية الشخص بمكوناتها وطريقة تربيتها ، وتاريخها .. من المؤثرات المهمة في سمات الشخصية .
أهمية الهوية للمراهق : لابد أن تكون الحياة عند المراهق ذات معنى وهدف .
أزمة الهوية المعاصرة .
العوامل المؤثرة في الهوية :
(1) الفرد نفسه . (5) المؤسسات الاجتماعية .
(2) الأســـــــرة . (6) المؤســــســات الـدينية .
(3) الرفـــقـــــة. (7) المؤســـســات الشبابية .
(4) المؤسسات الإعلامية