المراهقة وازمة الهوية
أزمة الهوية لدى المراهق(مفهومها،أسبابها،كيفية التعامل معها).
تعد المراهقة من أكثر مراحل النمو إثارة للدارسين والباحثين في مجال العلوم النفسية والاجتماعية ، لما لها من طبيعة خاصة من حيث اتساع مساحتها التي تحوي جملة من التغيرات البدنية والنفسية والانفعالية تكون بمثابة مؤشر على بناء جديدا قد بدأ يتفتح . ولا شك أن فشل المراهق في تحقيق مطالب وتحديات مرحلته يجعله يشعر بالاغتراب الذي هو تشتت الأنا Ego Diffusion أو الشعور بعدم تعيين الهوية وما يتمخض عن ذلك من زملة أعراض.
وهذا يعني أن البحث في الهوية يتضمن البحث في الاغتراب، ذلك أن المراهق حينما يغترب إنما يغترب عن هويته وان عودته من اغترابه تعني عودته إلى هويته،وقدرته على حل أزمات النمو التي تتكون على اثر التحققات الماضية التي استدمجتها آنية الفرد بداية من المرحلة الأولى من النمو النفسي الاجتماعي حيث الثقة مقابل عدم الثقة،والاستقلال مقابل الشعور بالخجل ،وأزمة المبادرة في مقابل الشعور بالذنب، ثم أزمة الكفاية مقابل الشعور بالنقص، والاجتهاد في مقابل النقص وصولا لأزمة الهوية مقابل اضطراب الدور الخاصة بهذه المرحلة العمرية التي نحن بصدد دراستها.
ويعتبر أريكسون من أوائل الذين تحدثوا عن نمو واكتساب الهوية عند المراهق. والإحساس بالهوية أو الكينونة يعني أن يرى الإنسان نفسه فردا مستقلا عن الآخرين له ميوله وقيمته واهتماماته وأدواره في الحياة وطموحاته واختياراته التي قد تختلف أو تتفق مع الآخرين ولها قدر نسبي من الثبات والاستقرار.
أن المراهق في سعيه إلى تنمية الإحساس بهويته يقضي جل سنوات المراهقة في التفكير والمراجعة والتأمل في الأفكار والقيم السائدة وكذلك الخيارات المهنية التعليمية المتاحة وكيفية النجاح في الصداقات مع أقرانه وتبني قيما معينة وأدوارا اجتماعية وأفكارا وخيارات متعددة تمنحه الإحساس بوجوده المستقل المتميز الذي يساعده في بناء المستقبل لهذا يتعرض المراهقون إلى ما يعرف بأزمة الهوية.
وتعد أزمة الهوية المشكلة الرئيسية في مرحلة المراهقة عندما يبدأ المراهق يسأل نفسه:من أنا؟ من أكون؟ ما دوري في المجتمع؟ كيف اثبت وجودي؟ كيف أحقق النجاح ؟، ويجد المراهق نفسه أمام مطالب متعددة،وأفكار متناقضة، مما يجعله يعيش صراعات متعددة اغلبها(إقدام إحجام) وخاصة في ظل التغيرات الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية. وإذا فشل المراهق في تحقيق هويته يكون رهن إضطراب الهويةIdentity confusion وإضطراب الدورRole confusion أو خلط الهوية أو تبني هوية سالبة وينتج عن ذلك عدد من الاضطرابات التي تؤدي بدورها إلى ظهور أعراض مرضية قد تعصف بالمراهق وتلقي بظلالها على مستقبله.
مفهوم أزمة الهويةIdentity Crisis:
تستخدم كلمة(أزمة) في مجال الطب مثل(أزمة صحية،أزمة قلبية) وكذلك في مجال الاقتصاد (أزمة مالية) وفي علم النفس (أزمة نمو، أزمة ميلاد،أزمة الشخصية،أزمة وعي) وهذه الكلمات تعني في علم النفس حدوث تغيرات فجائية تتناول أكثر من ناحية في الكائن البشري وتعرض الاتزان النفسي للاهتزاز والتمزق وهذه الأزمة قد تتناول النواحي الفيزيولوجية والنفسية والذهنية والاجتماعية.
أما أزمة الهوية فهي كما يشير" ماير" إنما هي نتاج لفشل الفرد في تحديد هوية معينة وتشير إلى عدم القدرة على اختيار المستقبل أو متابعة التعليم كما تنطوي على الإحساس بالاغتراب وعدم الجدوى، وانعدام الأهداف، وعدم القدرة على اختيار المستقبل المهني، واضطراب الشخصية، ومن ثم البحث عن هوية سلبية.
وتبدأ أزمة الهوية ببحث المراهق عن مصادر جديدة للمعنى، والانجاز والقيمة، ويثيرها التناقض الوجداني للابن نحو أبيه وخاصة خوفه من أن تندمج رغباته في رغباتهم.
ويؤكد"اريك فروم" أن أزمة الهوية يترتب عليها عدم اكتمال القدرة على الحب الناضج الذي يتمثل في الرعاية لموضوع الحب، والإحساس بالمسؤولية تجاهه واحترامه ومعرفته معرفة كاملة، فحب المراهق يتميز بالنقص لتعثر الشاب وتعقد أزمته مع نفسه، وإن محاولات المراهق للإكثار من موضوعات الحب لا تعدو سوى محاولة لاكتشاف ذاته. وهكذا يربط فروم بين "أزمة الهوية" وفقدان القدرة على الحب الناضج.
أما "بول جودمان" فيربط بين أزمة الهوية وبين فقدان المراهق للقيمة الاجتماعية من خلال دور اجتماعي يعبر صراحة في قوله "أن الهوية ما هي الا الإحساس بالضياع في مجتمع لا يساعد المراهق في فهم ذاته،ولا يوفر له فرصا يمكن أن تعينه في الإحساس بقيمته الاجتماعية والمجتمع الحديث، لا يحرم الشاب من القدوة والمثل فحسب وإنما يعطلهم عن القيام بدور له معنى في الحياة".
مفهوم هوية الأناEgo Identity:
ويقصد بهوية الأنا تحديد الفرد من يكون؟ وما سيكون؟ بحيث يكون المستقبل المتوقع( بإذن الله)امتدادا واستمرارا لخبرات الماضي متصلة بما يتوقعه من مستقبل اتصالا ذا معنى، وينطوي مفهوم الهوية على شعور الفرد بكونه قادرا على العمل كشخص منفرد دون انغلاق العلاقة بالآخر . أي تحقيق تفرده وتقوية أواره الاجتماعي، وإعادة تقويمه لعلاقاته بعالمه وبالآخرين وتوجهه نحو أهداف محدده، إنها صورة ذاتية معقدة تتطور خلال التفاعل الاجتماعي ، وينطوي تكوين الهوية على الإحساس باستمرار الكيان الداخلي أو النفس مضافا إلى ذلك التوحد مع شيء خارج هذا الكيان أو النفس وهذا يعني أن الفرد يعيش ليحقق توقعات لنفسه وتوقعات المجتمع أيضا مع سعي الفرد الدائم للمحافظة على استمرار تصوره لهذا الكيان الداخلي أو النفس واعتراف الآخرين بهذا التماثل والاستمرار.
ويؤكد أريكسون(1963)أن"حل المراهق لصراع هذه المرحلة(الهوية) ليست في الانفصال الكامل بهذا الماضي ولكن في تكامل هذا الماضي مع حاضر جديد نحو مستقبل معين" وهو في سعيه للبحث عن إحساس بالتماثل بين الماضي والحاضر والمستقبل وقد يعيش معاركه الباكرة مع أشخاص آخرين لم تكن لهم علاقة به لكنهم يمثلون له دور معارضيه كما يصبح أكثر استعدادا لان يعتنق مبادئ ومثل لا تقبل المناقشة مطلقا.
تشكل الهوية في مرحلة المراهقة:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــ
أن تشكل الهوية يبدأ مع بدايات نمو الأنا كما يشير أريكسون حيث تساهم كل مرحلة من مراحل النمو في تشكيله إلى أن يصبح محور التغير والأزمة الأساسية للنمو خلال مرحلة المراهقة، وذلك مع ظهور أزمة الهوية المتمثلة في درجة من القلق والاضطراب المختلط والتي ترتبط بكفاح المراهق من اجل تحديد معنى لوجوده من خلال اكتشاف ما يناسبه من مبادئ ومعتقدات وأهداف وادوار وعلاقات اجتماعية ذات معنى أو قيمة على المستوى الشخصي والاجتماعي.
وتنتهي الأزمة من وجهة نظر أريكسون بتحقق الهوية في الظروف الجيدة حيث ينتهي الاضطراب ويتحقق الإحساس بالذات ممثلا في إحساس الفرد بتفرده ووحدته الكلية وتماثل واستمرارية ماضيه وحاضره ومستقبله وقدرته على حل الصراع والتوفيق بين الحاجات الشخصية الملحة والمتطلبات الاجتماعية بدرجة تؤكد إحساسه بواجبه نحو ذاته ومجتمعه، وينعكس ذلك سلوكيا في قدرته على اختيار قيمه ومبادئه وأدواره الاجتماعية والتزامه بالمثل الاجتماعية بدلا من مواجهتها، عند هذه المرحلة يكون الأنا قد اكتسب فاعليته الجديدة المتمثلة في الإحساس بالذات.
وبالرغم من أن الهوية تبدأ تتشكل منذ بداية الميلاد ، حيث تتأثر بكل من التفاعل بين سلوكيات الفرد وشخصيته والتركيب البيولوجي وبما يساعد على نموه الجسمي والسيكولوجي من الغذاء والمعاملة والجو الذي يعيش فيه، الا أن نمو الهوية لا يكتمل الا في مرحلة المراهقة حيث تتأجج فيها الصراعات وتبلغ ذروتها، فيؤدي ذلك أما إلى تشكل الهوية حيث الثقة بالنفس والآخرين والشعور بالاستقلال والمبادرة ، وبذلك يكون المراهق قد قطع شوطا كبيرا في رحلة الشعور بالذات وتشكل الهوية بما يميزها عن غيرها، وأما إلى عدم تشكيلها حيث فقدان الثقة بالنفس والشعور بالخجل والشك ومعايشة الواقع بكل انهزامية ودونية بحيث تكتنف النفس مشاعر العجز والشعور بالذنب، ويصبح مضطرب الهوية لا يدري من هو؟ ولا كيف يكون؟
تصنيف حالات الهوية (رتبها):ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
يشير مارشا في دراساته عن هوية الأنا كمحاولة لاختبار صدق افتراضات أريكسون عن النمو النفسي الاجتماعي في المراهقة أن هناك أربعة رتب أساسية للهوية ذات طبيعة ديناميكية، وتتحدد وفقا لظهور أو غياب متغيرين أساسيين هما(خبرة الفرد أو عدم خبرة الفرد لازمة الهوية)من جانب(والتزام الفرد أو عدم التزامه بما يصل إليه من قرارات)سواء كان ذلك من خلال قراراته الحقيقية أو كانت نتاج الصدفة، وعلى هذا الأساس فان الفرد يمكن أن يقع في إحدى الرتب التالية:
1- إنجاز أو(تحقيق) الهويةIdentity Achievement:
يتم تحقيق الهوية إذا خبر الأفراد أزمة هوية في مجال أو أكثر من مجالات حياتهم، وتوصلوا إلى قرار معين والتزموا بذلك القرار وهذا مؤشر لنمو الأنا بطريقة سوية ونتيجة لذلك فان محققي الهوية يتمتعون بدرجات أعلى من التوافق ، وتقدير الذات، والإنتاجية، ويعانون من درجات اقل من القلق والاضطرابات النفسية والسلوكية.
2- تأجيل أو(تعليق)الهويةIdentity moratorium:
يشير تعليق الهوية إلى خبرة الأفراد الآنية لازمة الهوية دون الوصول لقرارات، وعادة فان الأفراد الذين يحققون هوياتهم يمرون بهذه الفترة من التعليق المؤقت، الا أن الوقوع في هذه الرتبة تعني ديمومة مرور الفرد في أزمة الهوية، فهو في رحلة مستمرة للبحث عن هويته وأهدافه، الا انه لايظهر التزاما بها،وعادة ما يستمر في تغيير هذه الأهداف. ومثالا على ذلك استمرارية الفرد في تغيير تخصصه الدراسي بشكل مستمر.وبالرغم من تدني مستوى هذه الرتبة كمؤشر للنضج النفس اجتماعي فإنها تمثل رتبة متقدمة مقارنة بالرتبتين التاليتين،ذلك أن الأفراد يظهرون اهتماما بالوصول إلى أهداف ثابتة.ونتيجةلديناميكية الرتب فان احتمالات تحولهم إلى رتبةالتحقيق تبقى قائمةمع التوجيه السليم.
3- انغلاق أو (تعويق) الهوية Identity Foreclosure:
يقع الأفراد في رتبة الانغلاق كنتيجة لعدم خبرتهم لازمة الهوية ، حيث يواجهون بقوى خارجية تختار لهم أهدافهم، ومن ذلك اختيار الآباء لنوع الدراسة أو العمل أو غير ذلك لأبنائهم. الا أنهم مع ذلك لا يظهرون رفضا بل على العكس فأنهم يظهرون تقبلا ورضا بما يحققون، ولسوء الحظ فان هذه الرتبة عادة ما تنال الرضا والدعم الاجتماعي من قبل الآباء.والحقيقة أن الأفراد فيها يعانون من ضعف في نمو الأنا ودرجة عالية من الاعتمادية والقلق، وقد يظهر ذلك جليا في حالة فقدان مصدر الدعم.
4- تفكك أو(تشتت) الهويةIdentity Diffusion:
وتمثل أسوأ رتب الهوية حيث يعاني فيها الأفراد من ضعف نمو الأنا بدرجة كبيرة وأيضا من المشكلات السلوكية والنفسية التابعة لذلك، ونتيجة لهذا الضعف فان الأفراد يصنفون في هذه الرتبة نتيجة لغياب أزمة الهوية التي لا يخبرونها أصلا ولا يظهرون اهتماما بذلك، الا أنهم يختلفون أيضا عن المنغلقين في أنهم لا يظهرون أي التزام بما تشاء الصدف أن يقوموا به من أدوار، ولذا فقد يتركون هذه الأهداف لأسباب مختلفة ، وحتى لو لم يتركوها فإنها لا تمثل لهم أكثر من ادوار فرضت عليهم، وفي الغالب فأنهم يظهرون اضطرابات تختلف في حدتها، وقد تصل ببعضهم إلى العدوان والانحراف والجريمة.
الأساليب الإرشادية والعلاجية لأزمة الهوية:
أولا- الاساليب الارشادية:
بعد أن توصلنا إلى مفهوم أزمة الهوية ومفهوم هوية الأنا وعرفنا مفهوم الذات وكيف تتشكل الهوية في مرحلة المراهقة وكذلك العوامل المؤثرة في اكتساب الهوية ثم حالات الهوية والعوامل المسببة لأزمة الهوية والتشخيص والطرق الإرشادية الوقائية والعلاجية نأتي إلى طرح توصيات الدراسة وهي:
1- التعامل مع الطالب المراهق على انه أصبح رجلا قادرا على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات،فالكثير منا لا ينسى صورة الطفل لهذا المراهق ، ويظل يعامله بها وأسوتنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعامل صغار الصحابة بمبدأ التكليف، وحملهم مسؤوليات قد يعجز بعض الرجال عنها.
2- توعية الوالدين بالقاعدة التي تقول(عش مع أبنائك لا من اجلهم) وذلك بنبذ أساليب المعاملة القائمة على الإهمال والتوبيخ وإعطاء الأوامر فقط . ويجب التعامل مع المراهق بحب وتقبل ومشاركته في اهتماماته وهمومه.
3- تشجيع المراهق على تكوين صداقات جيده يمكنه من خلال إثبات ذاته، ومناقشة أفكاره حول مستقبله المهني والتعليمي وآماله وطموحاته ، وتنمية قدراته على التواصل مع الجماعة، والعمل معهم.
4- تنمية قدرات الطلاب ومواهبهم واستغلال طاقاتهم وأوقات فراغهم بكل ما يفيدهم ويحقق لهم مقدار اكبر من الرضى عن ذواتهم ومقدار إنتاجيتهم في مجتمعاتهم.
5- الربط بين سن المراهقة والتكليف في البرامج الإرشادية المقامة.
6- حل المشكلات التي قد تعيق تحقيق الذات، كفقدان الثقة بالنفس،الانطواء، الخجل.
7- مساعدة المراهق على أن يحقق هويته الذكرية التي تتطلب أن يتعامل على نحو يتفق مع ادوار الذكورة.
8-على المراهق في سبيله إلى تحديد هويته عليه أن يحدث تكاملا بين:
أ- ما اكتسبه في الماضي من توحد مع قيم وأفراد وجماعات معينة.
ب- النظام القيمي الراهن.
ج- أهدافه وطموحاته وتطلعاته للمستقبل.
ثانياً- الاساليب العلاجية:
1- العلاج النفسي الفردي:
ويهدف إلى تشجيع النمو ونضج الأنا في مواجهة الصراع وهو العلاج المفضل، حيث يبصر المريض بنكوصه ودفاعاته غير الناضجة التي يستخدمها، ويوجه نحو النضج والاختيار والتطبيق في الواقع، ونتائج علاج هذا الاضطراب طيبة.
2- العلاج الجمعي:
ونوجز بعض الانعكاسات الايجابية التي تعود على العميل أو المسترشد أثناء تفاعله مع الجماعة العلاجية فيما يلي:
أ- الجماعة تعطي الفرد فرصة لتعلم أشكال جديدة من السلوك تيسر له التوافق مع واقع حياته.
ب- تعمل الجماعة على تنمية بعض المعايير التي يتطلبها التفاعل داخل الجماعة إذ يتعلم متى يتحدث ومتى يصمت ليستمع للآخرين وهو ما يعرف بتبادلية الحديث.
ج- العمل على اكتساب صداقات جديدة تمثل له دعما معنويا وسندا نفسيا.
د- تجنب بعض المعايير الخاطئة كالميل إلى التكاسل وعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين.
هـ- تتيح الجماعة للفرد أن يقيم نفسه ويصحح أخطاءه حتى يحافظ على مكانه داخل الجماعة وجاذبيته لدى أفرادها.
و- تمكن الجماعة الفرد من تحسين أداءه والاستبصار بإمكانياته ومزاياه لكي تنطلق معبرة عن نفسها مما يشعره بالقيمة والاعتبار.
ز-إتاحة الفرصة لإستدخال مشاعر الأمن وعدم الخوف من الآخرين الذين يمكن أن يكونوا سببا في وصوله إلى تلك الحالة المرضية.
3- العلاج العقلاني الانفعالي:
لان البشر لهم إمكانيات أن يكونوا عقلانيين فان لديهم القدرة على تجنب أو إلغاء معظم الاضطرابات الانفعالية أو التعاسة من خلال تعلمهم أن يفكروا بعقلانية،وهذا هو ما يحدث في عملية العلاج. ويكون دور المعالج (المرشد) هو أن يساعد المسترشد على التخلص من الأفكار والاتجاهات غير المنطقية وان يحل محلها أفكارا واتجاهات منطقيةوعقلانية.
4- الإرشاد بالواقع:
ينظر العلاج بالواقع إلى الإرشاد على انه عملية تعليمية تركز على وجود حوار منطقي بين المسترشدين والمرشد. ومن هنا فان المرشد يكون نشطا من الناحية الكلامية ويسأل العديد من الأسئلة حول الموقف الراهن لحياة المسترشد، ويساعد توجيه الأسئلة خلال عملية الإرشاد المسترشد على أن يصبح واعيا بسلوكه وان يصدر أحكاما تقويمية وان يني خططا للتغيير.
ويجب استخدام القواعد الثمانية العامة التي حددها(جلاسر)وهي:
أ- العلاقة الشخصية(الاندماج الشخصي).
ب- التركيز على السلوك بدلا من المشاعر.
ج- التركيز على الحاضر.
د- الحكم على السلوك.
هـ- التخطيط.
و- الالتزام.
ز- لا أعذار.
ح- استبعاد العقوبة.
5- التدريب التوكيدي:
وهذه الطريقة من العلاج تفيد في علاج الأفراد الذين يفتقرون إلى الجرأة في التعامل مع الآخرين أو يجدون صعوبة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم وفي طور المراهقة نجد هذا الشكل العلاجي مفيد ويمكن للمرشد أن يستخدمه مع حالات المراهقين الذين يعانون من الصعوبات السابقة عن طريق تقوية ذواتهم وتحسين كفاءة التعامل مع أطراف التفاعل في واقع حياتهم وتصبح الرسالة الهامة التي على المرشد توصيلها للمراهق أن له الحق في التعبير عن نفسه أمام الآخرين دون عداء أو عدوان ودون تجاوز للأعراف والقيم والأخلاقيات.
أزمة الهوية لدى المراهق(مفهومها،أسبابها،كيفية التعامل معها).
تعد المراهقة من أكثر مراحل النمو إثارة للدارسين والباحثين في مجال العلوم النفسية والاجتماعية ، لما لها من طبيعة خاصة من حيث اتساع مساحتها التي تحوي جملة من التغيرات البدنية والنفسية والانفعالية تكون بمثابة مؤشر على بناء جديدا قد بدأ يتفتح . ولا شك أن فشل المراهق في تحقيق مطالب وتحديات مرحلته يجعله يشعر بالاغتراب الذي هو تشتت الأنا Ego Diffusion أو الشعور بعدم تعيين الهوية وما يتمخض عن ذلك من زملة أعراض.
وهذا يعني أن البحث في الهوية يتضمن البحث في الاغتراب، ذلك أن المراهق حينما يغترب إنما يغترب عن هويته وان عودته من اغترابه تعني عودته إلى هويته،وقدرته على حل أزمات النمو التي تتكون على اثر التحققات الماضية التي استدمجتها آنية الفرد بداية من المرحلة الأولى من النمو النفسي الاجتماعي حيث الثقة مقابل عدم الثقة،والاستقلال مقابل الشعور بالخجل ،وأزمة المبادرة في مقابل الشعور بالذنب، ثم أزمة الكفاية مقابل الشعور بالنقص، والاجتهاد في مقابل النقص وصولا لأزمة الهوية مقابل اضطراب الدور الخاصة بهذه المرحلة العمرية التي نحن بصدد دراستها.
ويعتبر أريكسون من أوائل الذين تحدثوا عن نمو واكتساب الهوية عند المراهق. والإحساس بالهوية أو الكينونة يعني أن يرى الإنسان نفسه فردا مستقلا عن الآخرين له ميوله وقيمته واهتماماته وأدواره في الحياة وطموحاته واختياراته التي قد تختلف أو تتفق مع الآخرين ولها قدر نسبي من الثبات والاستقرار.
أن المراهق في سعيه إلى تنمية الإحساس بهويته يقضي جل سنوات المراهقة في التفكير والمراجعة والتأمل في الأفكار والقيم السائدة وكذلك الخيارات المهنية التعليمية المتاحة وكيفية النجاح في الصداقات مع أقرانه وتبني قيما معينة وأدوارا اجتماعية وأفكارا وخيارات متعددة تمنحه الإحساس بوجوده المستقل المتميز الذي يساعده في بناء المستقبل لهذا يتعرض المراهقون إلى ما يعرف بأزمة الهوية.
وتعد أزمة الهوية المشكلة الرئيسية في مرحلة المراهقة عندما يبدأ المراهق يسأل نفسه:من أنا؟ من أكون؟ ما دوري في المجتمع؟ كيف اثبت وجودي؟ كيف أحقق النجاح ؟، ويجد المراهق نفسه أمام مطالب متعددة،وأفكار متناقضة، مما يجعله يعيش صراعات متعددة اغلبها(إقدام إحجام) وخاصة في ظل التغيرات الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية. وإذا فشل المراهق في تحقيق هويته يكون رهن إضطراب الهويةIdentity confusion وإضطراب الدورRole confusion أو خلط الهوية أو تبني هوية سالبة وينتج عن ذلك عدد من الاضطرابات التي تؤدي بدورها إلى ظهور أعراض مرضية قد تعصف بالمراهق وتلقي بظلالها على مستقبله.
مفهوم أزمة الهويةIdentity Crisis:
تستخدم كلمة(أزمة) في مجال الطب مثل(أزمة صحية،أزمة قلبية) وكذلك في مجال الاقتصاد (أزمة مالية) وفي علم النفس (أزمة نمو، أزمة ميلاد،أزمة الشخصية،أزمة وعي) وهذه الكلمات تعني في علم النفس حدوث تغيرات فجائية تتناول أكثر من ناحية في الكائن البشري وتعرض الاتزان النفسي للاهتزاز والتمزق وهذه الأزمة قد تتناول النواحي الفيزيولوجية والنفسية والذهنية والاجتماعية.
أما أزمة الهوية فهي كما يشير" ماير" إنما هي نتاج لفشل الفرد في تحديد هوية معينة وتشير إلى عدم القدرة على اختيار المستقبل أو متابعة التعليم كما تنطوي على الإحساس بالاغتراب وعدم الجدوى، وانعدام الأهداف، وعدم القدرة على اختيار المستقبل المهني، واضطراب الشخصية، ومن ثم البحث عن هوية سلبية.
وتبدأ أزمة الهوية ببحث المراهق عن مصادر جديدة للمعنى، والانجاز والقيمة، ويثيرها التناقض الوجداني للابن نحو أبيه وخاصة خوفه من أن تندمج رغباته في رغباتهم.
ويؤكد"اريك فروم" أن أزمة الهوية يترتب عليها عدم اكتمال القدرة على الحب الناضج الذي يتمثل في الرعاية لموضوع الحب، والإحساس بالمسؤولية تجاهه واحترامه ومعرفته معرفة كاملة، فحب المراهق يتميز بالنقص لتعثر الشاب وتعقد أزمته مع نفسه، وإن محاولات المراهق للإكثار من موضوعات الحب لا تعدو سوى محاولة لاكتشاف ذاته. وهكذا يربط فروم بين "أزمة الهوية" وفقدان القدرة على الحب الناضج.
أما "بول جودمان" فيربط بين أزمة الهوية وبين فقدان المراهق للقيمة الاجتماعية من خلال دور اجتماعي يعبر صراحة في قوله "أن الهوية ما هي الا الإحساس بالضياع في مجتمع لا يساعد المراهق في فهم ذاته،ولا يوفر له فرصا يمكن أن تعينه في الإحساس بقيمته الاجتماعية والمجتمع الحديث، لا يحرم الشاب من القدوة والمثل فحسب وإنما يعطلهم عن القيام بدور له معنى في الحياة".
مفهوم هوية الأناEgo Identity:
ويقصد بهوية الأنا تحديد الفرد من يكون؟ وما سيكون؟ بحيث يكون المستقبل المتوقع( بإذن الله)امتدادا واستمرارا لخبرات الماضي متصلة بما يتوقعه من مستقبل اتصالا ذا معنى، وينطوي مفهوم الهوية على شعور الفرد بكونه قادرا على العمل كشخص منفرد دون انغلاق العلاقة بالآخر . أي تحقيق تفرده وتقوية أواره الاجتماعي، وإعادة تقويمه لعلاقاته بعالمه وبالآخرين وتوجهه نحو أهداف محدده، إنها صورة ذاتية معقدة تتطور خلال التفاعل الاجتماعي ، وينطوي تكوين الهوية على الإحساس باستمرار الكيان الداخلي أو النفس مضافا إلى ذلك التوحد مع شيء خارج هذا الكيان أو النفس وهذا يعني أن الفرد يعيش ليحقق توقعات لنفسه وتوقعات المجتمع أيضا مع سعي الفرد الدائم للمحافظة على استمرار تصوره لهذا الكيان الداخلي أو النفس واعتراف الآخرين بهذا التماثل والاستمرار.
ويؤكد أريكسون(1963)أن"حل المراهق لصراع هذه المرحلة(الهوية) ليست في الانفصال الكامل بهذا الماضي ولكن في تكامل هذا الماضي مع حاضر جديد نحو مستقبل معين" وهو في سعيه للبحث عن إحساس بالتماثل بين الماضي والحاضر والمستقبل وقد يعيش معاركه الباكرة مع أشخاص آخرين لم تكن لهم علاقة به لكنهم يمثلون له دور معارضيه كما يصبح أكثر استعدادا لان يعتنق مبادئ ومثل لا تقبل المناقشة مطلقا.
تشكل الهوية في مرحلة المراهقة:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــ
أن تشكل الهوية يبدأ مع بدايات نمو الأنا كما يشير أريكسون حيث تساهم كل مرحلة من مراحل النمو في تشكيله إلى أن يصبح محور التغير والأزمة الأساسية للنمو خلال مرحلة المراهقة، وذلك مع ظهور أزمة الهوية المتمثلة في درجة من القلق والاضطراب المختلط والتي ترتبط بكفاح المراهق من اجل تحديد معنى لوجوده من خلال اكتشاف ما يناسبه من مبادئ ومعتقدات وأهداف وادوار وعلاقات اجتماعية ذات معنى أو قيمة على المستوى الشخصي والاجتماعي.
وتنتهي الأزمة من وجهة نظر أريكسون بتحقق الهوية في الظروف الجيدة حيث ينتهي الاضطراب ويتحقق الإحساس بالذات ممثلا في إحساس الفرد بتفرده ووحدته الكلية وتماثل واستمرارية ماضيه وحاضره ومستقبله وقدرته على حل الصراع والتوفيق بين الحاجات الشخصية الملحة والمتطلبات الاجتماعية بدرجة تؤكد إحساسه بواجبه نحو ذاته ومجتمعه، وينعكس ذلك سلوكيا في قدرته على اختيار قيمه ومبادئه وأدواره الاجتماعية والتزامه بالمثل الاجتماعية بدلا من مواجهتها، عند هذه المرحلة يكون الأنا قد اكتسب فاعليته الجديدة المتمثلة في الإحساس بالذات.
وبالرغم من أن الهوية تبدأ تتشكل منذ بداية الميلاد ، حيث تتأثر بكل من التفاعل بين سلوكيات الفرد وشخصيته والتركيب البيولوجي وبما يساعد على نموه الجسمي والسيكولوجي من الغذاء والمعاملة والجو الذي يعيش فيه، الا أن نمو الهوية لا يكتمل الا في مرحلة المراهقة حيث تتأجج فيها الصراعات وتبلغ ذروتها، فيؤدي ذلك أما إلى تشكل الهوية حيث الثقة بالنفس والآخرين والشعور بالاستقلال والمبادرة ، وبذلك يكون المراهق قد قطع شوطا كبيرا في رحلة الشعور بالذات وتشكل الهوية بما يميزها عن غيرها، وأما إلى عدم تشكيلها حيث فقدان الثقة بالنفس والشعور بالخجل والشك ومعايشة الواقع بكل انهزامية ودونية بحيث تكتنف النفس مشاعر العجز والشعور بالذنب، ويصبح مضطرب الهوية لا يدري من هو؟ ولا كيف يكون؟
تصنيف حالات الهوية (رتبها):ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
يشير مارشا في دراساته عن هوية الأنا كمحاولة لاختبار صدق افتراضات أريكسون عن النمو النفسي الاجتماعي في المراهقة أن هناك أربعة رتب أساسية للهوية ذات طبيعة ديناميكية، وتتحدد وفقا لظهور أو غياب متغيرين أساسيين هما(خبرة الفرد أو عدم خبرة الفرد لازمة الهوية)من جانب(والتزام الفرد أو عدم التزامه بما يصل إليه من قرارات)سواء كان ذلك من خلال قراراته الحقيقية أو كانت نتاج الصدفة، وعلى هذا الأساس فان الفرد يمكن أن يقع في إحدى الرتب التالية:
1- إنجاز أو(تحقيق) الهويةIdentity Achievement:
يتم تحقيق الهوية إذا خبر الأفراد أزمة هوية في مجال أو أكثر من مجالات حياتهم، وتوصلوا إلى قرار معين والتزموا بذلك القرار وهذا مؤشر لنمو الأنا بطريقة سوية ونتيجة لذلك فان محققي الهوية يتمتعون بدرجات أعلى من التوافق ، وتقدير الذات، والإنتاجية، ويعانون من درجات اقل من القلق والاضطرابات النفسية والسلوكية.
2- تأجيل أو(تعليق)الهويةIdentity moratorium:
يشير تعليق الهوية إلى خبرة الأفراد الآنية لازمة الهوية دون الوصول لقرارات، وعادة فان الأفراد الذين يحققون هوياتهم يمرون بهذه الفترة من التعليق المؤقت، الا أن الوقوع في هذه الرتبة تعني ديمومة مرور الفرد في أزمة الهوية، فهو في رحلة مستمرة للبحث عن هويته وأهدافه، الا انه لايظهر التزاما بها،وعادة ما يستمر في تغيير هذه الأهداف. ومثالا على ذلك استمرارية الفرد في تغيير تخصصه الدراسي بشكل مستمر.وبالرغم من تدني مستوى هذه الرتبة كمؤشر للنضج النفس اجتماعي فإنها تمثل رتبة متقدمة مقارنة بالرتبتين التاليتين،ذلك أن الأفراد يظهرون اهتماما بالوصول إلى أهداف ثابتة.ونتيجةلديناميكية الرتب فان احتمالات تحولهم إلى رتبةالتحقيق تبقى قائمةمع التوجيه السليم.
3- انغلاق أو (تعويق) الهوية Identity Foreclosure:
يقع الأفراد في رتبة الانغلاق كنتيجة لعدم خبرتهم لازمة الهوية ، حيث يواجهون بقوى خارجية تختار لهم أهدافهم، ومن ذلك اختيار الآباء لنوع الدراسة أو العمل أو غير ذلك لأبنائهم. الا أنهم مع ذلك لا يظهرون رفضا بل على العكس فأنهم يظهرون تقبلا ورضا بما يحققون، ولسوء الحظ فان هذه الرتبة عادة ما تنال الرضا والدعم الاجتماعي من قبل الآباء.والحقيقة أن الأفراد فيها يعانون من ضعف في نمو الأنا ودرجة عالية من الاعتمادية والقلق، وقد يظهر ذلك جليا في حالة فقدان مصدر الدعم.
4- تفكك أو(تشتت) الهويةIdentity Diffusion:
وتمثل أسوأ رتب الهوية حيث يعاني فيها الأفراد من ضعف نمو الأنا بدرجة كبيرة وأيضا من المشكلات السلوكية والنفسية التابعة لذلك، ونتيجة لهذا الضعف فان الأفراد يصنفون في هذه الرتبة نتيجة لغياب أزمة الهوية التي لا يخبرونها أصلا ولا يظهرون اهتماما بذلك، الا أنهم يختلفون أيضا عن المنغلقين في أنهم لا يظهرون أي التزام بما تشاء الصدف أن يقوموا به من أدوار، ولذا فقد يتركون هذه الأهداف لأسباب مختلفة ، وحتى لو لم يتركوها فإنها لا تمثل لهم أكثر من ادوار فرضت عليهم، وفي الغالب فأنهم يظهرون اضطرابات تختلف في حدتها، وقد تصل ببعضهم إلى العدوان والانحراف والجريمة.
الأساليب الإرشادية والعلاجية لأزمة الهوية:
أولا- الاساليب الارشادية:
بعد أن توصلنا إلى مفهوم أزمة الهوية ومفهوم هوية الأنا وعرفنا مفهوم الذات وكيف تتشكل الهوية في مرحلة المراهقة وكذلك العوامل المؤثرة في اكتساب الهوية ثم حالات الهوية والعوامل المسببة لأزمة الهوية والتشخيص والطرق الإرشادية الوقائية والعلاجية نأتي إلى طرح توصيات الدراسة وهي:
1- التعامل مع الطالب المراهق على انه أصبح رجلا قادرا على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات،فالكثير منا لا ينسى صورة الطفل لهذا المراهق ، ويظل يعامله بها وأسوتنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعامل صغار الصحابة بمبدأ التكليف، وحملهم مسؤوليات قد يعجز بعض الرجال عنها.
2- توعية الوالدين بالقاعدة التي تقول(عش مع أبنائك لا من اجلهم) وذلك بنبذ أساليب المعاملة القائمة على الإهمال والتوبيخ وإعطاء الأوامر فقط . ويجب التعامل مع المراهق بحب وتقبل ومشاركته في اهتماماته وهمومه.
3- تشجيع المراهق على تكوين صداقات جيده يمكنه من خلال إثبات ذاته، ومناقشة أفكاره حول مستقبله المهني والتعليمي وآماله وطموحاته ، وتنمية قدراته على التواصل مع الجماعة، والعمل معهم.
4- تنمية قدرات الطلاب ومواهبهم واستغلال طاقاتهم وأوقات فراغهم بكل ما يفيدهم ويحقق لهم مقدار اكبر من الرضى عن ذواتهم ومقدار إنتاجيتهم في مجتمعاتهم.
5- الربط بين سن المراهقة والتكليف في البرامج الإرشادية المقامة.
6- حل المشكلات التي قد تعيق تحقيق الذات، كفقدان الثقة بالنفس،الانطواء، الخجل.
7- مساعدة المراهق على أن يحقق هويته الذكرية التي تتطلب أن يتعامل على نحو يتفق مع ادوار الذكورة.
8-على المراهق في سبيله إلى تحديد هويته عليه أن يحدث تكاملا بين:
أ- ما اكتسبه في الماضي من توحد مع قيم وأفراد وجماعات معينة.
ب- النظام القيمي الراهن.
ج- أهدافه وطموحاته وتطلعاته للمستقبل.
ثانياً- الاساليب العلاجية:
1- العلاج النفسي الفردي:
ويهدف إلى تشجيع النمو ونضج الأنا في مواجهة الصراع وهو العلاج المفضل، حيث يبصر المريض بنكوصه ودفاعاته غير الناضجة التي يستخدمها، ويوجه نحو النضج والاختيار والتطبيق في الواقع، ونتائج علاج هذا الاضطراب طيبة.
2- العلاج الجمعي:
ونوجز بعض الانعكاسات الايجابية التي تعود على العميل أو المسترشد أثناء تفاعله مع الجماعة العلاجية فيما يلي:
أ- الجماعة تعطي الفرد فرصة لتعلم أشكال جديدة من السلوك تيسر له التوافق مع واقع حياته.
ب- تعمل الجماعة على تنمية بعض المعايير التي يتطلبها التفاعل داخل الجماعة إذ يتعلم متى يتحدث ومتى يصمت ليستمع للآخرين وهو ما يعرف بتبادلية الحديث.
ج- العمل على اكتساب صداقات جديدة تمثل له دعما معنويا وسندا نفسيا.
د- تجنب بعض المعايير الخاطئة كالميل إلى التكاسل وعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين.
هـ- تتيح الجماعة للفرد أن يقيم نفسه ويصحح أخطاءه حتى يحافظ على مكانه داخل الجماعة وجاذبيته لدى أفرادها.
و- تمكن الجماعة الفرد من تحسين أداءه والاستبصار بإمكانياته ومزاياه لكي تنطلق معبرة عن نفسها مما يشعره بالقيمة والاعتبار.
ز-إتاحة الفرصة لإستدخال مشاعر الأمن وعدم الخوف من الآخرين الذين يمكن أن يكونوا سببا في وصوله إلى تلك الحالة المرضية.
3- العلاج العقلاني الانفعالي:
لان البشر لهم إمكانيات أن يكونوا عقلانيين فان لديهم القدرة على تجنب أو إلغاء معظم الاضطرابات الانفعالية أو التعاسة من خلال تعلمهم أن يفكروا بعقلانية،وهذا هو ما يحدث في عملية العلاج. ويكون دور المعالج (المرشد) هو أن يساعد المسترشد على التخلص من الأفكار والاتجاهات غير المنطقية وان يحل محلها أفكارا واتجاهات منطقيةوعقلانية.
4- الإرشاد بالواقع:
ينظر العلاج بالواقع إلى الإرشاد على انه عملية تعليمية تركز على وجود حوار منطقي بين المسترشدين والمرشد. ومن هنا فان المرشد يكون نشطا من الناحية الكلامية ويسأل العديد من الأسئلة حول الموقف الراهن لحياة المسترشد، ويساعد توجيه الأسئلة خلال عملية الإرشاد المسترشد على أن يصبح واعيا بسلوكه وان يصدر أحكاما تقويمية وان يني خططا للتغيير.
ويجب استخدام القواعد الثمانية العامة التي حددها(جلاسر)وهي:
أ- العلاقة الشخصية(الاندماج الشخصي).
ب- التركيز على السلوك بدلا من المشاعر.
ج- التركيز على الحاضر.
د- الحكم على السلوك.
هـ- التخطيط.
و- الالتزام.
ز- لا أعذار.
ح- استبعاد العقوبة.
5- التدريب التوكيدي:
وهذه الطريقة من العلاج تفيد في علاج الأفراد الذين يفتقرون إلى الجرأة في التعامل مع الآخرين أو يجدون صعوبة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم وفي طور المراهقة نجد هذا الشكل العلاجي مفيد ويمكن للمرشد أن يستخدمه مع حالات المراهقين الذين يعانون من الصعوبات السابقة عن طريق تقوية ذواتهم وتحسين كفاءة التعامل مع أطراف التفاعل في واقع حياتهم وتصبح الرسالة الهامة التي على المرشد توصيلها للمراهق أن له الحق في التعبير عن نفسه أمام الآخرين دون عداء أو عدوان ودون تجاوز للأعراف والقيم والأخلاقيات.