موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

موقع الدكتور صـــــالـــح الجارالله الغامدي للدراسات التربوية


2 مشترك

    دوافع السلوك بين الحديث وعلم النفس

    avatar
    عمر عقيل الزبيدي


    عدد المساهمات : 171
    تاريخ التسجيل : 03/10/2012
    العمر : 50
    الموقع : القنفذة

     دوافع السلوك بين الحديث وعلم النفس Empty دوافع السلوك بين الحديث وعلم النفس

    مُساهمة  عمر عقيل الزبيدي الخميس نوفمبر 29, 2012 6:41 pm

    دراسة السلوك في المجتمع ذات أهمية خاصة من الناحية النفسية والاجتماعية، ولقد اعتقد كثير من الباحثين أن القيم الدينية تؤثر إيجابياً على التكوين النفسي السليم لدى الأفراد من خلال التكامل الذي تحدثه في جوانب الحياة المختلفة مما يكسب الفرد درجة عالية من الثبات والأمن النفسي.

    الدوافع والانفعالات (1):

    يرى العالم الفرنسي المعاصر (ماك دوغال Mc. Dougall) أن في كل إنسان دوافع أو ميول فطرية يولد مزوداً بها. ويرى أن هذه الدوافع تنقسم إلى قسمين:

    دوافع فطرية ثابتة وجامدة ومتخصصة بأشكالها وأغراضها ويسميها الغرائز.

    دوافع فطرية متحولة ومرنة ويسميها الميول.

    أما علماء النفس فيصنفون الدوافع إلى:

    دوافع أنانية (تخص الأنا).

    دوافع متوسطة (كالعطف والتقليد).

    دوافع غيرية (كالصداقة والتعاون).

    دوافع عليا (مثل حب الخير والجمال والحق والقداسة) وهناك علوم خاصة.

    أما عن دوافع السلوك في الحديث النبوي الشريف فقد راعى حاجات الإنسان المختلفة ولم يعبأ بالجانب المادي البحت وإنما دواعي النفس الإنسانية، وخاطب الإنسان بروجه وجسده ووجهه نحو القيم العليا لكي يتبعها ويطبقها وهي على النحو التالي (2) :

    1- الدوافع الفسيولوجية:

    دوافع حفظ الذات مثل دافع الجوع، ودافع العطش، ودافع التعب…الخ. وهي تقابل (الأنا) عند علماء النفس.

    ومن الأمثلة على هذا النوع، عن ابن خداش عن رجل من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أسمعه يقول: “المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء، والكلأ، والنار” (3).

    ففي هذا الحديث بيان لأهم الحاجات الفسيولوجية الأساسية للإنسان من غذاء وماء وما يقيه الحر والقر.

    والعوامل الفسيولوجية تنشأ نتيجة الاختلال في الاتزان العضوي والكيميائي للبدن، وهو ما يعرف في الدراسات الفسيولوجية والنفسية الحديثة بالاتزان الحيوي (Homeostasis). ولهذا ذهب العالم الأمريكي وولتر كانون (Waltercannon) الفسيولوجي المشهور إلى أن للبدن حكمة توجهه إلى أنواع النشاط التوافقي المفيد الذي يحفظ له اتزانه الحيوي. وقد بينت الدراسات التجريبية الحديثة أن وجود نقص في بعض العناصر الغذائية الهامة في البدن يحدث ميلاً لأنواع معينة من الأطعمة التي تحتوي على هذه العناصر. ففي إحدى التجارب استؤصلت الغدتان الكظريتان عند بعض الفئران مما جعل أبدانها تفقد كمية كبيرة من الملح وقد وضعت أمام هذه الفئران أوعية تحتوي على ماء عذب، وأوعية أخرى تحتوي على ماء مالح. وقد وجد أن هذه الفئران، بعد استئصال الغدتين الكظريتين، أخذت تشرب كميات كبيرة من الماء المالح تزيد بمقدار عشرين مرة تقريباً عن الكميات التي تشربها قبل إجراء عملية الاستئصال. مما يدل على أن نقص الملح في أبدانها أحدث لها دافعاً لشرب الماء المالح، وهو دافع لم يكن موجوداً قبل استئصال الغدتين الكظريتين.

    وقد أشار النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى هذا المعنى بقوله: “إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه”. (4) إنما يدل على أن الطعام الذي يشتهيه المريض سوف يفيده لأن بدنه في حاجة إليه وسوف يؤدي تناوله إلى سلامة بدنه وتحسن صحته.

    الدافع الجنسي:

    وهو يقوم بمهمة بقاء النوع حيث حرص الإسلام على إقامة العلاقة بين الرجل والمرأة وفق منهج الله وشريعته لإقامة أسرة في المجتمع، حتى أنه جعلها عبادة “… وفي بضع أحدكم صدقة”. قالوا: يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: ” أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر”. (5).

    2- الدوافع النفسية والروحية:

    وهي تسد حاجات نفسية وروحية وتعتبر من الضرورات لكي يحقق الإنسان الحياة الآمنة السعيدة، وقد وجدنا من ألّف من الغربيين في هذا الموضوع ثم كانت نهايته الانتحار(6). وذلك نتيجة الخواء والفراغ الروحي مما أدى إلى الشقاء والتعاسة، ومن هذه الدوافع:

    - دافع التدين:

    فالاستعداد للتدين فطري في الإنسان، غير أن الطفل يتأثر بسلوك الوالدين وبعوامل البيئة والثقافة التي ينشأ فيها فقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- أن الإنسان يولد على الفطرة، فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسّون فيها من جدعاء” ثم قال أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم: فطرة الله التي فطر الناس عليها” (7).

    - دافع التنافس:

    فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يحث المسلمين على التنافس في القيام بالأعمال المفيدة والنافعة في الدنيا والآخرة في مناحي الحياة كافة، فعن سلمة بن الأكوع، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم يتصلون بالسوق، فقال: “ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال مالكم لا ترمون؟ فقالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ فقال: ارموا وأنا معكم كلكم”(Cool.

    وحذر في نفس الوقت من التنافس في الدنيا هذا التنافس المذموم الذي يثير الحقد والبغضاء في النفوس. ويفكّك عرى الأخوة والمحبة بين المسلمين.

    - دافع التملك:

    حذر الرسول –صلى الله عليه وسلم- المسلمين من التنافس على متاع الدنيا وكنوزها فأشار إلى حب الإنسان للتملك، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب”(9).

    ومما سبق نلحظ رعاية واهتمام السنة المطهرة بدوافع السلوك الإنساني وتفسيرها وكذا علم النفس الحديث مع اختلاف المنطلقات والتفسيرات لهذه الدوافع.

    فعمل الإسلام على تنظيم هذه الدوافع والسيطرة عليها ووجهها إلى طريق الاستقرار النفسي بالإيمان، وبغير الإيمان قيمه يحدث التردد وعدم الوضوح، وما أجمل الوصف النبوي لموقف المنافقين حيث جاء في الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تصير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة”(10).

    وكثيراً ما يقع الصراع النفسي لدى الإنسان بين دوافعه المتعلقة بإشباع حاجاته وأهوائه من جهة ودوافعه الدينية والروحية من جهة أخرى فحذر على سبيل المثال من الانسياق وراء الأهواء والملذات وبخاصة الشهوة الجنسية ونظمها عن طريق الإشباع الحلال والحث على الزواج وخصوصا في مرحلة الشباب وهي مرحلة إلحاح للدافع الجنسي الذي يسبب صراعاً نفسياً فجاء الحل بغضّ البصر والصوم والاهتمام بالدعوة إلى الله والأعمال المختلفة التي تساعد على تفريغ جزء كبير من الطاقة مما يضعف الدافع الجنسي، وكذا فإن الإسلام عالج كل الدوافع ونظمها لما فيه مصلحة الأمة كلها في الجوانب كافة، وأذكر للمثال لا للحصر أحاديث تجلّي ما ذكرته آنفاً:

    السيطرة على دافع العدوان: حيث نهى الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن ترويع المسلمين، بل وصل الأمر إلى النهي عن أن يتناول المسلم السيف إلا وهو في غمده، حرصاً على دماء المسلمين وأموالهم. والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة جداً، منها قوله عليه الصلاة والسلام: “لا يحل لمسلم أن يروّع مسلماً” (11). “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”(12).

    السيطرة على دافع التملك: تحث الأحاديث الشريفة على القناعة والرضا بما قسمه الله تعالى للإنسان من رزق. من ذلك ما روي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ليس الغنى من كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس” (13).

    وحثت في الوقت ذاته على الإنفاق وإعانة المحتاجين والفقراء والمساكين.

    السيطرة على الدافع الجنسي ونظرية فرويد(14):

    ويعد من أهم دوافع الإنسان الفسيولوجية المعرضة للانحراف، وقد جاء المحللون وعلماء النفس بنظريات مثل: نظرية فرويد، التي حاول من خلالها أن يفسر الانحرافات الجنسية تفسيرات شاذة، فقد فسر من خلالها جميع تصرفات النفس البشرية تفسيراً جنسياً، فإذا مصّ الطفل أصبعه فهذا فعل جنسي، وإذا تولّع الصبي بأمه وأبدى اهتماماً أقل بأبيه، فهذا فعل جنسي يعبر عن عقدة أوديب، حتى الأحلام يفسرها فرويد تفسيراً جنسياً، كأن الجنس هو الاهتمام المسيطر على الإنسان أنّى ذهب فعلل كل شيء بعلة واحدة كمن يشاهد تمدد المعادن بالحرارة فيقول إن السبب هو (قوة التمدد) ومن يشاهد تقلص المعادن بالبرودة فيقول إن السبب وجود (قوة التقلص) أو عدم التمدد وهكذا.

    أما الإسلام فعالج المسألة بحلول عملية مثل (غض البصر، والحث على الزواج، والصوم لغير المستطيع).

    الحديث النبوي والعقل الباطن:- (15):

    العقل الواعي يتعلق بالموضوع ويتعلق بالمنطق، يدرك السبب والنتيجة ويتلقى معلومات عن طريق الحواس ويقابلها بما هو مخزون في الدماغ من معلومات سابقة، فيحلل ويركب، ويستنتج، ويستقرئ.

    أما العقل الباطن فهو يتعلق بالذات، (أي بالعالم الداخلي للإنسان) وهو لا يفهم المنطق ولا يميز بين الخطأ والصواب، إنما يعتبر كل ما لديه حقاً وصواباً وهو المنفذ الذي يقوم بتحقيق ما أقرّه العقل الواعي وهو طاقة محايدة يمكن أن تغير حياة الإنسان نحو الأفضل، أو نحو الأسوأ، ويمكن أن يقود صاحبه إلى الخير أو الشر. كل ذلك يعتمد على ما يستقر فيه.

    وتعد الأحاديث الواردة في الأذكار خير مثالٍ للتأثير على العقل الباطن وهذا سر من أسرار التشريع فلو نظرنا إلى دعاء الاستفتاح في الصلاة وصيغه المتعددة لوجدنا حكمة في أبعاد الملك فيستطيع المسلم أن يبادل بين الصيغ في صلواته، وأذكار الصباح والمساء تتكرر كل صباح ومساء ومنها الدخول والخروج من المسجد والبيت، والتكرار تجده سمة هذه المأثورات جميعها حتى الموسمية، فإن التكرار موجود في ثناياها كالهلال بشكل شهري، والمطر والبرق والرعد بشكل فصلي، وكذا الوضوء وصلاة الضحى والنوافل إلى غير ذلك مما يجعلنا نتوقف عند هذه العلاقة الواضحة ما بين العقل الباطن والسنة النبوية المطهرة. والله تعالى أعلم.

    إعداد : محمد الأسود

    ماجستير في الحديث الشريف / الجامعة الأردنية

    مساعد ممارس في علم البرمجة العصبية (NLP)

    الهوامش:

    ([1]) التكريتي، الدكتور محمد، بحث في هندسة النفس الإنسانية، مكتبة جرير، ط2، 2002م.

    ([2]) نجاتي، الدكتور محمد عثمان، الحديث النبوي وعلم النفس، ط4، 2000م، دار الشروق-القاهرة.

    ([3]) أخرجه أبوداود/ ك البيوع برقم 3474 باب في منع الماء

    ([4]) أخرجه ابن ماجة برقم (1439) وهو حديث حسن.

    ([5]) صحيح مسلم. باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف ج 2/697 – دار إحياء التراث / لبنان (5 مجلدات).

    ([6]) مثل: دايل كارنيجي، صاحب كتاب، (دع القلق وابدأ الحياة) وهو مطبوع من قبل عالم الكتب وقد ألف الشيخ محمد الغزالي –رحمه الله- كتاباً سماه (جدّد حياتك)، تعليقاً على كتاب كارينجي هذا.

    ([7]) أخرجه الشيخان.

    ([8]) أخرجه البخاري.

    ([9]) أخرجه الشيخان:

    ([10]) أخرجه مسلم في كتاب المنافقين.

    ([11]) أبو داود.

    ([12]) الشيخان ومالك والترمذي والنسائي.

    ([13]) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، ومسلم في كتاب الزكاة.

    ([14]) آدلر، الحياة النفسية، ط2، مكتبة جرير.

    ([15]) Turtles all the way dawn: Prerequisites To personal Genius. Judith Delozier 8, John Grinder 1987. Distribted by. M.A.P.S.

    يتناول الكتاب موضوعات العقل الواعي والعقل الباطن، والاتحاد والانفصال وتغيير مرشحات الإدراك مع كثير من التمرينات، والكلام بتصرف عن الكتاب.
    د.صالح الجارلله
    د.صالح الجارلله
    مدير الموقع


    عدد المساهمات : 165
    تاريخ التسجيل : 05/09/2012

     دوافع السلوك بين الحديث وعلم النفس Empty موضوع جيد

    مُساهمة  د.صالح الجارلله الجمعة نوفمبر 30, 2012 2:24 am

    احسنت ياعمر لان تأصيل العلوم الغربية من اهم واجباتنا تجاهـ ديننا وامتنا الاسلامية فالتأصيل في معناه هو دراسة كل المفاهيم والتطبيقات الاسلامية التي حثنا عليها ديننا الاسلامي قبل ظهورها بشكل او بآخر في ثنايا النظريات الغربية وارجاعها الى اصلها الموجود في القرآن والسنة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 3:09 am