مقدمة
تعد المرحلة الابتدائية أطول مرحلة دراسية يمر بها المتعلم في مراحل التعليم العام كما أنها الأساس في غرس العديد من القيم والأخلاق الحميدة ومجال خصب لتعديل الأنماط والسلوكيات المكتسبة فهي مرحلة نمو سريعة يمر بها المتعلم في خصائص النمو المختلفة الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية 0
وأن غرس القيم السلوكية النبيلة في نفوس الناشئة من أهم الواجبات التربوية التي يجب إعطاؤها الأولوية في منظومة تحقيق الأهداف التربوية التي يجب أن تسعى المؤسسات التعليمية إلى تحقيقها في بناء شخصية الطالب وضرورة تمثل ما يتلقاه سلوكاً في حياته قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً وتحصينه ذاتياً من السلوكيات غير السوية التي تخالف الفطرة الإنسانية والخلق الإسلامي القويم بل جعله قادراً على التأثير الفاعل بسلوكه المتميز وعلمه وعمله في الثقافات العالمية بما هيأ الله له من نور مبين والتعامل الإيجابي الفعّال مع التقنية والمتغيرات الحديثة بكل ثقة واقتدار 0
والمتأمل لواقع المؤثرات السلوكية العامة وما طرأ على الحياة الاجتماعية للأسرة في ضوء معطيات العصر الحديث في مجال التواصل الثقافي والإعلامي والاجتماعي بين شعوب العالم يدرك ضرورة مساعدة الناشئة على التعامل الإيجابي الفاعل مع هذه التحديات المعاصرة وحجم المسؤولية فيما يجب أن تقوم به المدرسة مديراً ووكيلاً ومرشداً ومعلماً في الحفاظ على القيم الإسلامية وغاياتها النبيلة وتحصين الطلاب الذاتي ضد أي سلوكيات سيئة تنبعث من جلساء سوء أو وسائل إعلام أو اتصال 0
والمدرسة هي المحضن الثاني للأبناء من سن السادسة إلى الثامنة عشر إذ تتحمل مسؤوليات تربوية وتعليمية لتعزيز القيم الإسلامية والأخلاق النبيلة المهارات والقدرات الفكرية والبدنية وفق ما تتطلبه هذه المرحلة من عوامل لرعاية السلوك وعليها الدور الكبير في صياغة الفكر وتنمية القدرات وتوجيهها لمعترك الحياة لدى الناشئة تكاملاً مع الدور الأسري ولا سيما في الجوانب السلوكية وفق الأسس التربوية لرعاية السلوك الإنمائي والسلوك الوقائي والسلوك العلاجي0
التعريف الإجرائي للمشكلات السلوكية:
جميع الأنشطة غير المرغوب فيها المرتبطة بشخصية الطالب وتنشئته الاجتماعية والتي لا ترتبط بالمدرسة لكنها ممارسات غير محمودة و تؤثر على شخصيته في المستقبل 0
** وقبل الخوض في أبرز المشكلات السلوكية التي قد تتواجد في المرحلة الابتدائية نلفت النظر للأتي :
• أن المشكلات تختلف من بيئة دراسية لأخرى حسب نوعية المنطقة الموجودة بها المدرسة وما فيها من ثقافات 0
• أن طبيعة المشكلات السلوكية الموجودة في هذه المرحلة في الغالب غير معقدة ويسهل فهمها والتعامل معها 0
• أن لكل حالة خصوصيتها والتي قد تختلف من حالة لأخرى 0
وهذه أبز المشكلات السلوكية الموجودة في هذه المرحلة:
{السلوك العدواني}
وتظهر هذه المشكلة في صورة تصرفات من الطالب توقع الأذى بالآخرين بقصد وبدون قصد وتكون على صورة بدنية مثل الضرب وصورة لفظية مثل الشتم وصورة تخريبية مثل إتلاف الأشياء 0
أسباب المشكلة:
1- استخدام بعض الأساليب الخاطئة من قبل الأسرة ومنها ما يلي :
• استخدام الضرب غير المبرر من الأسرة 0
• التدليل الزائد0
• كثرة الخلافات العلانية بين الوالدين 0
• التشديد والتضييق على الابن 0
• التسامح مع الطفل عندما يتعدى وعدم التسامح معه عندما يعتدي عليه0
2- تكرار الرسوب أو الضعف الدراسي 0
3- عدم القبول للطالب من لآخرين 0
4- كبر سن الطالب وعدم مناسبته للصف الدراسي 0
5- الإعاقة أو ضآلة حجم الطالب 0
6- الرغبة في جذب الانتباه0
7- تقليد نماذج سلوكية عدوانية من الواقع أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات ذات الطابع العدواني 0
8- تعزيز السلوك العدواني للطالب من قبل زملائه الطلاب 0
9- مشاعر الإحباط الناتجة من سوء التعامل في المدرسة والمنزل 0
طرق العلاج المقترحة :
1- التعامل مع السبب وليس مع الحدث أو الموقف مثل متابع مستوى الطلاب دراسياً وإبعاد جميع المثيرات لهذا السلوك0
2- استخدام أسلوب النمذجة والقدوة في السلوك السوي والأخلاق الحميدة 0
3- تعزيز السلوك المضاد مثل سلوك التعاون والتكاتف والمساعدة 0
4- إبعاد الطالب عن معززات السلوك العدواني 0
5- العقاب السلبي والحرمان من الأنشطة المحببة 0
6- الإغفال والإهمال لبعض السلوكيات البسيطة 0
7- تدريب المعتدى عليه عن طريق السلوك التوكيدي 0
8- المقابلة الإرشادية من قبل المرشد الطلابي مع الطالب صاحب السلوك العدواني بشكل متكرر 0
9- إشراك الطالب في الأنشطة المدرسية 0
10- الإرشاد بالقراءة من خلال القصص والأشرطة المسموعة والمرئية لعواقب السلوك العدواني وتبعاته0
11- التحكم وضبط العدوان من خلال التفريغ والتنفيس للطاقة العدوانية في صورة التنافس الفردي 0
** هذا وهناك بعض المحاذير أثناء علاج هذا السلوك ومنها :
الضبط القوي بالعقاب والضرب من الجميع وكذلك التوبيخ والإهانة المتكررة والاهتمام بالخطأ دون معرفة السبب المؤدي لهذا الخطأ وكذلك التشهير بالطالب والإهانة أمام الجميع0
{المضاربات}
وتظهر في صورة سلوك انفعالي بردة فعل يتم اللجوء إليه وصورة من صور الغضب لتفريغ الانفعالات والوصول من خلاله إلى نتائج نفسية أو اجتماعية يريد تحقيقها 0
والذي يجب أن ننبه له أن أغلب المضاربات التي تحدث في المرحلة الابتدائية إنما هي حالات فردية وليست حالات جماعية 0
أسباب المشكلة :
1- النزاعات القبلية ومن واقع التجربة موجودة في المرحلة الابتدائية ولكنها تحدث بشكل فردي وليس شكل جماعي 0
2- السباب والشتائم بين الطلاب 0
3- التنشئة على نوعية خاصة من السلوك وطرق التعبير عن الرأي 0
4- قلة الوعي بعواقب الأمور والنتائج المتوقعة من هذه المضاربات 0
5- إهمال المشكلات البسيطة حتى تكبر0
6- عدم وجود برامج لتفريغ طاقات الطلاب 0
الطرق العلاجية المقترحة:
1- دراسة الحالات الفردية دراسة نفسية 0
2- أهمية الإشراف ومتابعة الطلاب 0
3- وجود توعية وبشكل مستمر للطلاب للتخلق بالخلق الإسلامي 0
4- توعية الطلاب بما يمكن أن ينتج عن هذه المضاربات من أضرار 0
** و يجدر الإشارة إلى الحذر أثناء العلاج من إتباع التسرع في ممارسة العقاب البدني أو التهاون في حل المشكلة وتأجيلها 0
{عناد الطلاب}
وتظهر في صورة سلوك سلبي يقوم به بعض الطلاب تجاه الآخرين مع عدم تقبل التوجيهات والإصرار على مخالفتها بسلوك مغاير 0
أسباب المشكلة:
1- التنشئة الاجتماعية الخاطئة 0
2- وجود من يعزز سلوكه سلبياً داخل المدرسة وخارجها 0
3- ظروف بيولوجية أو عضوية 0
4- التدليل الزائد من قبل الأسرة 0
5- ظروف اقتصادية واجتماعية 0
الطرق العلاجية المقترحة:
1- إحالة الطالب إلى المرشد الطلابي في حالة تكرار ذلك السلوك لمتابعة ودراسة حالته0
2- التشاور مع المعلمين لبحث هذه السلوكيات واستخدام الأساليب المناسبة لمعالجتها 0
3- التشاور مع ولي أمر الطالب لدراسة وضعه 0
4- محاولة دمجه في مجموعات النشاط المدرسي لتوجيه سلوكه إلى ما يفيد 0
5- استخدام الإرشاد الديني وبعض أساليب الإرشاد السلوكي 0
6- محاولة التعرف على الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تسببت في وجود المشكلة من قبل المرشد الطلابي 0
** ومن الأمور التي يجب أن نحذرها في العلاج استخدام العقاب والقمع المستمر لأي سلوك يصدر من الطالب وكذلك رفض الحوار والمناقشة مع الطالب واتهامه بأفعال لم يرتكبها 0
{الكذب}
وهو سلوك مكتسب يتعلمه الفرد من ممارسات أفراد البيئة من حوله وهو نقيض الصدق
أسباب المشكلة :
1- البيئة المحيطة والقدوة السيئة 0
2- المعاملة القاسية في المنزل والمدرسة 0
3- تعزيز الكذب عند الطلاب 0
4- لمز الصدق والصادقين ونبذهم بالسذاجة 0
5- قلة البرامج التوجيهية وضعفها 0
الطرق العلاجية المقترحة:
1- تعزيز الصدق بجميع الوسائل المحيطة 0
2- ترك جميع الوسائل العقابية للحيل 0
3- تربية الطالب بواقعية حتى لا يلجأ للوسائل الهروبية 0
4- استخدام الوسائل المفيدة والجيدة في تعديل السلوك 0
5- تكريم الطلاب المتميزين بالصدق 0
6- السماح للطالب أن يتكلم عن واقع المدرسة بحرية تامة مع التزام الأدب0
7- تعزيز الوازع الديني في القول والعمل 0
** ومن الأمور التي يجب أن نبتعد عنها في العلاج العقاب بأشكاله البدنية والنفسية
{السرقة}
وتظهر على صورة اعتداء يحصل من بعض الطلاب على ممتلكات زملائهم أو العاملين في المدرسة بدوافع مختلفة.
أسباب المشكلة:
1) ضعف الوازع الديني ، والإهمال في التربية.
2) ضعف الحالة الاقتصادية لبعض الأسر.
3) التنافس بين الطلاب في بعض الأمور والكماليات.
4) تأثير وسائل الإعلام فيما يعرض من مواد غريبة على مجتمعنا مما يؤثر سلبيًا على بعض الطلاب.
5) إفرازات النزعة العدوانية ضد الآخرين حيث تمثل السرقة إشباعًا لتلك النزعة.
6) الغيرة من المجني عليهم بسبب امتلاكهم لأشياء لا يملكها.
7) اضطرابات نفسية.
انتقام من الآخرين بسبب فقدانه لأشياء يظن أنهم يسرقونها منه.
الطرق العلاجية المقترحة
1) دراسة هذه الظاهرة دراسة متأنية من قبل المرشد الطلابي بالتعاون مع إدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور ، وعمل استبانه خاصة لمعرفة حجم هذه الظاهرة وأسبابها ومدى انتشارها.
2) الابتعاد عن أساليب العقاب البدني الشديد لمعالجة هذه الظاهرة.
3) تقوية الوازع الديني عن طريق ربط المقررات المدرسية بالممارسة.
4) أهمية تمثيل القدوة الحسنة لجميع العاملين في المدرسة.
5) عمل بعض الأنشطة التي تقوي أواصر العلاقة والمحبة بين الطلاب من خلال الجمعيات والرحلات.
6) تنظيم بعض المحاضرات والاستعانة ببعض الدعاة المؤثرين في هذا المجال.
7) عمل صناديق لمساعدة بعض الطلاب المحتاجين ماديًا وأسرهم.
التعاون مع أولياء الأمور من خلال مجالس الآباء في رصد هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها والمساهمة في علاجها.
9) استخدام الأسلوب التوجيهي والإرشادي في المراحل المبكرة من التعليم عندما يبدأ ظهور هذا السلوك لدى الأطفال بسرقة الأقلام والمساحات وغيرها حتى لا تصبح عادة يكتسبها الطالب.
10) تعويض المتعرض للسرقة من قبل المدرسة للأشياء المسروقة حتى تخفف الرغبة في الانتقام ، وتكبح جماح العدوان.
11) توجيه معلمي التربية البدنية بتخصيص مكان واضح ومكشوف للمراقبة عند ارتداء الملابس الرياضية وخلعها.
12) توجيه الطلاب جميعًا إلى المحافظة على ممتلكاتهم حتى لا تتعرض للسرقة.
13) توجيه الطلاب إلى عدم إحضار ما يجلب أنظار الآخرين من نقود كثيرة وأمتعة خاصة لا علاقة لها بالمدرسة.
** ومن الأمور التي يجب أن نحذر منها في علاج المشكلة الشدة والعنف وعدم دراسة هذه الظاهرة دراسة متأنية وإيجاد حلول جذرية لها 0
{إتلاف الممتلكات}وتظهر على صورة عبث بعض الطلاب بممتلكات المدرسة ومحاولة تخريبها أو تشويشها.
أسباب المشكلة:
1) الضغوط النفسية التي قد تسببها المدرسة للطالب.
2) عدم احترام الطلاب من قبل المعلم والمدرسة.
3) الشدة في تعامل المدرسة مع الطالب.
4) حب الطالب للظهور أمام زملائه.
5) ضرب الطالب أو شتمه.
6) كره الطالب للمعلم أو المدرسة.
7) أسباب أسرية.
تقليد الطلاب الآخرين.
9) ضعف الطالب دراسيًا وتكرار رسوبه.
الطرق العلاجية المقترحة:
1) إعداد المدرسة لتكون مكانًا محببًا للطالب ومتنفسًا للضغوط التي يواجهها.
2) إشغال الطالب بأشياء تعود عليه بالفائدة.
3) وجود أماكن ترفيه بالمدرسة ( مطعم على مستوى جيد ، ملاعب ، مسابح ، العاب تسلية).
4) ورشة للتربية الفنية ، وتشجيع الطلاب على الرسم والكتابة وتعليقها في أماكن تجمع الطلاب.
5) فتح ناد للهواة (شعر ، خطابة ، كتابة ، ............. الخ) وتشجيع الطلاب على ممارسة ذلك بكل حرية وفق ضوابط ميسرة.
6) التعاون مع بعض الطلاب والمعلمين في معرفة من يقوم بالإتلاف أو التخريب وإجباره على إصلاح ما أفسد.
7) وضع مسابقات في كثير من المجالات المتعلقة بالمشكلة مثل مسابقة الفصل النظيف.
أخذ لقاء مع طالب متميز أو متفوق أو عادي وتعليقها على لوحة (لقاء مع شخصية الأسبوع مثلاً ) لأكبر عدد ممكن من الطلاب.
9) وضع صندوق (مشكلة وحل) تكتب المشكلة والحل بجانب الصندوق.
10) الاستفادة من بعض المواد في توضيح أهمية المحافظة على الممتلكات وغرس السلوك الحضاري والإسلامي في نفوس الشبيبة.
11) التعاون مع ولي الأمر في المساعدة على حل مشكلة الطالب.
12) التعاون مع ريادة النشاط في المدرسة لفتح ورش مهنية يمارس فيها الطلاب هواياتهم في إصلاح بعض الممتلكات مثل إصلاح المقاعد والطاولات والسبورات وغير ذلك.
13) وضع عريف خاص بمظهر الفصل ونظافته.
14) عندما تثبت مسؤولية أحد الطلاب عن إتلاف شيء بالمدرسة تكليفه أو ولي أمره بإصلاحه.
15) التركيز على أهمية الإشراف ومراقبة ممتلكات المدرسة وأوضاع الطلاب.
** ومن الأمور التي يجب أن نحذر منها عند علاج المشكلة معاقبة الطالب الذي حصل منه التخريب دون معرفة الأسباب التي دفعته إلى ذلك وكذلك التشهير بالطالب وعدم دراسة الحالة لمعرفة حقيقة المشكلة ومسسبباتها0