في حياتنا الاجتماعية العديد من الشخصيات المثيرة للجدل بتصرفاتها وعلاقاتها مع الأقرباء والناس أجمعين ؛ وتتراوح آثار تلك التصرفات والعلاقات بين شخصية وأخرى ؛ فالشخصية الهزلية أو الجادة تماماً أو العاطفية أو العقلانية كل أولائك وغيرهن كثير ليس لهن ذلك الأثر الكبير جداً(حسب اعتقادي ) الذي ترسمه الشخصية النرجسية على صفحات علاقاتها مع أفراد المجتمع .
وقد لا أكون مخطئاً إذا قلت أن في حياة الكثيرين منا من له علاقة من قريب أو من بعيد بأحد أصحاب هذه الشخصية ؛ ولأننا بحاجة إلى ثقافة تربوية اجتماعية تتطلع للتعامل مع كل ما هو مخالف للمجتمع ولأعرافه ؛ كانت السطور القادمة لكشف بعض ملامح هذه الشخصية .
تتجسد معالم هذه الشخصية عندما " يتضخم مفهوم الذات عند الشخص ويفرط في الاعتداد بها ويعجب بنفسه وبقدراته وإنجازاته وممتلكاته ودراسته وتخصصه... إلخ."
وأصحاب هذه الشخصية يعتبرون في الطب النفسي " مرضى (لديهم اضطراب في الشخصية) وهم رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب ( في المناصب والألقاب والجاه والثروة ) إلاّ إنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك.
و يجب الاعتراف بأن بعضنا أو لفيفاً منا من يقف عاجزاً عن كيفية التعامل مع تلك الشخصية ؛ والتي وضعت نفسها في قفصٍ من التعالي والغرور وتعظيم الذات ولا تريد الخروج من ذلك القفص لجهلها أن الحرية بخارجه لا بداخله !
فأرباب هذه الشخصية يميلون إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويسعون لتضخيم أنفسهم أمام الآخرين ويتطلعون للفت أنظارهم بأي إنجاز يقومون به ، ويتفنّنون في استعراض أعمالهم وأحوالهم ويكثرون الحديث حول ذلك (بمناسبة وبدون مناسبة) ،ويهتمون بالشكليات والمظاهر وينسبون لأنفسهم حسنات الآخرين وإنجازاتهم ويحسدونهم عليها ويغارون بدرجة كبيرة من كل من حولهم ولا يريدون لأحد أن يبرز بجوارهم وليسوا مستعدين للبذل والعطاء للآخرين.
علاقاتهم انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية ولا يهمهم فقد صديق أو خسارة موقف ؛ المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم .
إذ كيف تتعامل مع من تتواضع له ويتكبر عليك ؛ وتُحسن إليه ويتنكر لفضلك ؛ وتجهد نفسك في أحيان كثيرة لتقديم كم هائل من الخدمات و " الفزعات " ؛ ولا تجد منه أدنى شكر أو عرفان أو تقدير لما قدمته بل تجد بعض من طغى في النرجسية والغرور من ينكر ما قدمت له بشيءٍ من اللؤم ؛ ولا يرد لك أي شيء من الجميل لأنه لا أرض للعطاء لديه تُلقى فيها بذور الوفاء لتنبت ثمار شكر الناس والإحسان إليهم .
ويجب الانتباه إلى أن هذه الشخصية لها انعكاساتها الغير محمودة على علاقة صاحبها مع أقربائه وأصدقائه بل وسائر أفراد مجتمعه ؛ وذلك لتعارض مصالحها وتطلعاتها مع الشخصية الإسلامية المعطاءة الإيجابية المبادرة للإحسان للناس وصنع المعروف لهم دونما توجيه أو إرشاد .
وديننا العظيم يحرص أيما حرص على قوة العلاقات بين أبنائه ، ولا أدل على ذلك من سورة الحجرات التي تحض آياتها في على توثيق العلاقة بين المؤمنين وتأكيدها وزيادة قوتها ومنع مامن شأنه التنقيص منها أو خدشها، كل ذلك حتى يكونوا من الراشدين ؛ وكان إيمان المرء لا يكمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وشبه صلى الله عليه وسلم المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً دلالةً على أهمية مساندة كل مؤمنٍ لأخيه في السراء والضراء ونصرته ظالماً أو مظلوماً ونصحه بالحكمة والموعظة الحسنة ، بل ويصل التوجيه النبوي مداه في العظمة والرقي بما لم ولن تشهده الإنسانية ؛ عند وصيته صلى الله عليه وسلم الخالدة "صل من قطعك ؛ وأعط من حرمك ؛ واعف عمن ظلمك "ومن الصعب أن تصل هذه الشخصية النرجسية لهذا الرقي الأخلاقي النبوي الكريم ؛ إذ يتطلب منها بذل المزيد من المران على تعويد النفس العطاء المتبادل المتعاهد بين الناس بشتى صوره كالشكر والوفاء لمن أحسن إلينا ، وحفظ الجميل له وحسن التواصل معه ،ورد المعروف له قدر الاستطاعة ، والوقوف بجانبه في الملمات والذبَّ عنه في غيابه ، ونصحه بالحسنى في وجوده ، إلى غير ذلك من الصور والخطوات الطبيعية في حياة المسلم المتزن تجاه أفراد مجتمعه ؛ والتي لم يعد الكلام عنها في هذه الأيام من نافلة القول بل من واجبه ؛ وذلك لطغيان المادية على حياتنا وتسلط أنيابها حتى على علاقاتنا الأسرية والاجتماعية .وبقي هنا السؤال الذي يطرح نفسه : كيف أتعامل مع هذه الشخصية ؟
قد يقول قائل : يجب إتباع أسلوب النصيحة والإرشاد كغيرها من الشخصيات ؛ وللأسف فأرباب هذه الشخصية ومن واقع نظري وتجارب من الواقع " يقابلون النصيحة والتنبيه من الغير بالتعالي والغرور وهذا هو المتوقع مع مثل هؤلاء لأنهم ينقصهم الاستبصار بحالهم فهم لا يدركون مدى أنانيتهم وعجبهم ولذا فعلاج هؤلاء صعب جداً ."
ولأنه ما يُدرك كله لا يُترك جله ؛ فيكون من واجبك تجاه صاحب هذه الشخصية أن " لا تهجره كل الهجر ولا تبغضه كل البغض ، أبقِ بعض الصلة بينك وبينه فلعله يستفيد فيما بعد من توجيه تقدمه له سواء مباشر أو عن طريق رسالة أو صديق آخر قد يقبل منه أكثر منك ؛ ومهما كان فيه من سلبيات فإنك ستجد فيه إيجابيات تفيدك أو تفيد غيرك ."
ومن الممكن توجيه رسائل غير مباشرة لصاحب هذه الشخصية تحفزه على العطاء وأنه لا بد له منه حتى يستطيع التفاعل مع أفراد مجتمعه الذي ينتظرون منه على الأقل إشعارهم بأنهم أحسنوا وقدموا ما بوسعهم ؛ وبأن الحياة الإنسانية مذ عرفتها الأرض أخذٌ وعطاء لا أخذٌ فقط !
بقي أن نشير إلا أن كل منا له شخصيته الاجتماعية الفريدة وعالمه العجيب الذي يتميز عن غيره ، لذلك لن يرضى أحدٌ عن الآخر ذلك الرضى التام ؛ فلكلٍ له عيوبه ومساوئه ويبقى الخيار الوحيد أمامنا تعلم كيفية التكيف مع الشخصيات المحيطة والمتأثرة بنا أو المؤثرة علينا ، كما يجدر بنا النزول عن رغبات النفس وحظوظها الشخصية بأن نسلط المزيد من الضوء على حسنات غيرنا ونسدل الستار على مساؤهم ، بل ونجعل الإنصاف والعدل هو ديدن أحكامنا تجاههم ، عند ذلك وفقط سنحقق المزيد من التكامل الاجتماعي المفترض بيننا كمسلمين متحابين في الله .
وقد لا أكون مخطئاً إذا قلت أن في حياة الكثيرين منا من له علاقة من قريب أو من بعيد بأحد أصحاب هذه الشخصية ؛ ولأننا بحاجة إلى ثقافة تربوية اجتماعية تتطلع للتعامل مع كل ما هو مخالف للمجتمع ولأعرافه ؛ كانت السطور القادمة لكشف بعض ملامح هذه الشخصية .
تتجسد معالم هذه الشخصية عندما " يتضخم مفهوم الذات عند الشخص ويفرط في الاعتداد بها ويعجب بنفسه وبقدراته وإنجازاته وممتلكاته ودراسته وتخصصه... إلخ."
وأصحاب هذه الشخصية يعتبرون في الطب النفسي " مرضى (لديهم اضطراب في الشخصية) وهم رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب ( في المناصب والألقاب والجاه والثروة ) إلاّ إنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك.
و يجب الاعتراف بأن بعضنا أو لفيفاً منا من يقف عاجزاً عن كيفية التعامل مع تلك الشخصية ؛ والتي وضعت نفسها في قفصٍ من التعالي والغرور وتعظيم الذات ولا تريد الخروج من ذلك القفص لجهلها أن الحرية بخارجه لا بداخله !
فأرباب هذه الشخصية يميلون إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويسعون لتضخيم أنفسهم أمام الآخرين ويتطلعون للفت أنظارهم بأي إنجاز يقومون به ، ويتفنّنون في استعراض أعمالهم وأحوالهم ويكثرون الحديث حول ذلك (بمناسبة وبدون مناسبة) ،ويهتمون بالشكليات والمظاهر وينسبون لأنفسهم حسنات الآخرين وإنجازاتهم ويحسدونهم عليها ويغارون بدرجة كبيرة من كل من حولهم ولا يريدون لأحد أن يبرز بجوارهم وليسوا مستعدين للبذل والعطاء للآخرين.
علاقاتهم انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية ولا يهمهم فقد صديق أو خسارة موقف ؛ المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين وأحاسيسهم .
إذ كيف تتعامل مع من تتواضع له ويتكبر عليك ؛ وتُحسن إليه ويتنكر لفضلك ؛ وتجهد نفسك في أحيان كثيرة لتقديم كم هائل من الخدمات و " الفزعات " ؛ ولا تجد منه أدنى شكر أو عرفان أو تقدير لما قدمته بل تجد بعض من طغى في النرجسية والغرور من ينكر ما قدمت له بشيءٍ من اللؤم ؛ ولا يرد لك أي شيء من الجميل لأنه لا أرض للعطاء لديه تُلقى فيها بذور الوفاء لتنبت ثمار شكر الناس والإحسان إليهم .
ويجب الانتباه إلى أن هذه الشخصية لها انعكاساتها الغير محمودة على علاقة صاحبها مع أقربائه وأصدقائه بل وسائر أفراد مجتمعه ؛ وذلك لتعارض مصالحها وتطلعاتها مع الشخصية الإسلامية المعطاءة الإيجابية المبادرة للإحسان للناس وصنع المعروف لهم دونما توجيه أو إرشاد .
وديننا العظيم يحرص أيما حرص على قوة العلاقات بين أبنائه ، ولا أدل على ذلك من سورة الحجرات التي تحض آياتها في على توثيق العلاقة بين المؤمنين وتأكيدها وزيادة قوتها ومنع مامن شأنه التنقيص منها أو خدشها، كل ذلك حتى يكونوا من الراشدين ؛ وكان إيمان المرء لا يكمل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وشبه صلى الله عليه وسلم المؤمن لأخيه المؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً دلالةً على أهمية مساندة كل مؤمنٍ لأخيه في السراء والضراء ونصرته ظالماً أو مظلوماً ونصحه بالحكمة والموعظة الحسنة ، بل ويصل التوجيه النبوي مداه في العظمة والرقي بما لم ولن تشهده الإنسانية ؛ عند وصيته صلى الله عليه وسلم الخالدة "صل من قطعك ؛ وأعط من حرمك ؛ واعف عمن ظلمك "ومن الصعب أن تصل هذه الشخصية النرجسية لهذا الرقي الأخلاقي النبوي الكريم ؛ إذ يتطلب منها بذل المزيد من المران على تعويد النفس العطاء المتبادل المتعاهد بين الناس بشتى صوره كالشكر والوفاء لمن أحسن إلينا ، وحفظ الجميل له وحسن التواصل معه ،ورد المعروف له قدر الاستطاعة ، والوقوف بجانبه في الملمات والذبَّ عنه في غيابه ، ونصحه بالحسنى في وجوده ، إلى غير ذلك من الصور والخطوات الطبيعية في حياة المسلم المتزن تجاه أفراد مجتمعه ؛ والتي لم يعد الكلام عنها في هذه الأيام من نافلة القول بل من واجبه ؛ وذلك لطغيان المادية على حياتنا وتسلط أنيابها حتى على علاقاتنا الأسرية والاجتماعية .وبقي هنا السؤال الذي يطرح نفسه : كيف أتعامل مع هذه الشخصية ؟
قد يقول قائل : يجب إتباع أسلوب النصيحة والإرشاد كغيرها من الشخصيات ؛ وللأسف فأرباب هذه الشخصية ومن واقع نظري وتجارب من الواقع " يقابلون النصيحة والتنبيه من الغير بالتعالي والغرور وهذا هو المتوقع مع مثل هؤلاء لأنهم ينقصهم الاستبصار بحالهم فهم لا يدركون مدى أنانيتهم وعجبهم ولذا فعلاج هؤلاء صعب جداً ."
ولأنه ما يُدرك كله لا يُترك جله ؛ فيكون من واجبك تجاه صاحب هذه الشخصية أن " لا تهجره كل الهجر ولا تبغضه كل البغض ، أبقِ بعض الصلة بينك وبينه فلعله يستفيد فيما بعد من توجيه تقدمه له سواء مباشر أو عن طريق رسالة أو صديق آخر قد يقبل منه أكثر منك ؛ ومهما كان فيه من سلبيات فإنك ستجد فيه إيجابيات تفيدك أو تفيد غيرك ."
ومن الممكن توجيه رسائل غير مباشرة لصاحب هذه الشخصية تحفزه على العطاء وأنه لا بد له منه حتى يستطيع التفاعل مع أفراد مجتمعه الذي ينتظرون منه على الأقل إشعارهم بأنهم أحسنوا وقدموا ما بوسعهم ؛ وبأن الحياة الإنسانية مذ عرفتها الأرض أخذٌ وعطاء لا أخذٌ فقط !
بقي أن نشير إلا أن كل منا له شخصيته الاجتماعية الفريدة وعالمه العجيب الذي يتميز عن غيره ، لذلك لن يرضى أحدٌ عن الآخر ذلك الرضى التام ؛ فلكلٍ له عيوبه ومساوئه ويبقى الخيار الوحيد أمامنا تعلم كيفية التكيف مع الشخصيات المحيطة والمتأثرة بنا أو المؤثرة علينا ، كما يجدر بنا النزول عن رغبات النفس وحظوظها الشخصية بأن نسلط المزيد من الضوء على حسنات غيرنا ونسدل الستار على مساؤهم ، بل ونجعل الإنصاف والعدل هو ديدن أحكامنا تجاههم ، عند ذلك وفقط سنحقق المزيد من التكامل الاجتماعي المفترض بيننا كمسلمين متحابين في الله .