أن شيخاً كان يعيش فوق تل من التلال ويملك جواداً
وحيداً محبّباً إليه ، و في يوم من الأيام فر جواده فجاء إليه جيرانه يواسونه
لهذا الحظ العاثر فأجابهم بلا حزن وما أدراكم أنه حظٌ عاثر؟وبعد أيام قليلة عاد
إليه الجواد مصطحباً معه عدداً من الخيول البريّة.. فجاء إليه جيرانه يهنئونه
على هذا الحظ السعيد فأجابهم بلا تهلل وما أدراكم أنه حظٌ سعيد؟ولم تمض
أيام حتى كان ابنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه
وكسرت ساقه وجاءوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيئ فأجابهم بلا
هلع وما أدراكم أنه حظ سيء؟ وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب
القرية وأعفي إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ
كثيرين وهكذا ظل الحظ العاثر يمهّد لحظ سعيد والحظ السعيد يمهّد لحظ عاثر ...
ان الشدائد مهما تعاظمت وامتدت ..لاتدوم على اصحابها..ولاتخلد على مصابها..بل انها اقوى ماتكون اشتدادآ..وامتدادآ..واسودادآ
..اقرب ماتكون ..انقشاعآ..وانفراجآ..وانبلاجآ عن يسر وملاءة وفرح وهناءة وحياة
مشرقة وضاءة فيأتي العون من الله والاحسان عند ذروة الشدة والامتحان
..فنهاية كل ليل غاسق فجر باسم..
اذآ..
الحزن قلبه وكتم الهم نفسه وضيق صدره فتكدرت به الاحوال واظلمت امامه الابواب والامال فضاقت عليه الحياة وضاقت به نفسه وايامه وساعته وانفاسه
ماذا عساه يكون سبب حزنك..؟؟
ان يكن سببه مرض فهو خير لك وعاقبته الشفاء قال تعالى(واذا مرضت فهو يشفين)
وان يكن سبب حزنك ذنب اقترفته او خطئبة فتأمل خطاب مولاك..
الذي هو ارحم بك من نفسك..
قال تعالى(قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعآ)
وان يكن سبب حزنك ظلم..
ظل بك من قريب اوبعيد فقد وعدك الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل..قال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم((وعزتي وجلالي لانصرنك ولوبعد حين))
وان يكن سسب حزنك فقر او حاجة فأأصبر وابشر
قال تعالى..(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين)
..وان يكن سبب حزنك انعدام او قلة الولد فلست اول من يُعدم الولدولست مسؤول عن خلقه قال تعالى(لله ملك السماوات والارض يخلق مايشاء يهب لمن يشاءاناثآ ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا و اناثا ويجعل من يشاء عقيما)
فعلام الحزن اذن والامر كله لله..!
لاتحزن
مهما بلغ بك البلاء..
وتذكر ان مايجري لك قضاء
وان الليل ولو طال لابد من الفجر..
.. لأن عمرك الحقيقي هو سعادتك.. وراحة بالك..
لا تحزن.. فإن عقاقير الأطباء.. ودواء الصيادلة.. ووصفة الحكيم.. لا تسعدك.
لا تحزن.. وأنت تملك الدعاء.. وتجيد الانطراح على عتبات الربوبية..
لا تحزن.. فإن المرض يزول.. والمصاب يحول.. والذنب يُغفر.. والدين يُقضى..
لا تحزن.. فقد حار الأطباء.. وعجز الحكماء.. وتساءل الشعراء.. وبارت الحِيل أمام نفاذ القدرة ووقوع القضاء..
يا إنسان.. بعد الجوع شِبع.. وبعد الظمأ ريّ.. وبعد البلاء عافية.. وبعد السهر نوم.. وبعد السجن حرية.. طُرِد النبي صلى الله عليه وسلم من مكة.. فأقام في المدينة دولة.. سُجِن الإمام أحمد.. فأصبح إمام أهل السنة..
حُبِس ابن تيمية فصار عَلَم الأمة.. أُقعِد ابن الأثير.. فصنف أربعين مصنفاً.. فإذا داهمتك داهية.. فانظر إلى الجانب المشرق منها.. ولا تحزن..
تعزَّ بأهل البلاء.. واصبر صبر واثقٍ بالفرج.. اصبر مهما ادلهمت الخطوب.. وأظلمت أمامك الدروب.. فإن النصر مع الصبر.. وإن الفرج مع الكرب.. وإن مع العسر يسراً..
تصبَّر فإنَّ عُقب الصبر خير ٌ ولا تجـزع لنـائبة تـنوبُ
فإن العسر بعد اليسر يأتي وعند الضيق تنكشف الكروبُ
تفـااآاآءل فإآإن التفاآاآؤل يـدفع الآآحزآاآن..
تفـاآاآءل فإآإآن التفاآاآؤل يدفع إلى الـ ع ـمل والنـجــاآاآح..
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ
أنصح الجميع بقراءة
حتى لو سبق وقراءته عاود القراءه مراراً
كتاب يحمل كلمات سحريه جميله تحيي القلوب
وتعيد العزيمه والتفاؤل لنفس البشريه مهما تثاقلت عليها
الكروب ..
...............