الخلفية التاريخية لتطور مفهوم الذكاء العاطفي
احتل مفهوم الذكاء الإنساني حيزا واسعا في المحاولات الرامية للوقوف على حقيقته، تمثل ذلك في عدد لا نهائي من الدراسات والبحوث والنظريات متعددة المناهج والأساليب والتي تسعى للوصول إلى تصور واضح عن طبيعة الذكاء الإنساني، ومكوناته ،وخصائصه ومظاهره، وأساليب التعبير عنه، وقياسه. وقد تباينت النظرة لمفهوم الذكاء من التكوين الأحادي إلى التكوين الثنائي ثم التكوين المتعدد الأبعاد فيما يعرف بنظريات التكوين العقلي، وهي النظريات التي حاولت إعطاء تفسيرات عملية منهجية ومنطقية للنشاط العقلي من حيث محدداته ومكوناته، وأنواع العوامل التي تكونه ( Lazear,1992).
ومن الناحية التاريخية كانت وجهات النظر التي تناولت الذكاء تتمحور حول قطبين متناقضين : في الطرف الأكثر محافظة تسود النظرية الأحادية للذكاء، وهي وجهة النظر التي تصور الإمكانات العقلية لدى الفرد على أنها موروثة أكثر مما هي نتيجة التربية، وتعتبر الذكاء كياناً عقلياً موحداً مبنياً في الأساس على قدرات الاستدلال والقدرات اللغوية كما يعكسها الأداء في اختبارات الذكاء المقننة، والتي يصنف الأشخاص تبعا لها على أنهم ذوو قدرات عقلية مرتفعة أو منخفضة أو متوسطة حسب المنحنى الطبيعي، وفي الطرف الآخر تقع فكرة الذكاء الديناميكي والمتعدد لعلماء النفس المعرفيين، والتي يفترض أتباعها أن الذكاء يتضمن أنماطاً وأشكالاً مختلفة من العمليات العقلية، ومن أبرز الرموز المعصرة لهذا الإتجاه هاورد جاردنر.
لقدأسقط "جاردنر" الاعتقاد التقليدي الذي يقول بأن الذكاء قيمة محددة تستمر مع الإنسان مدى الحياة، وان الفرد الذي يمتلك قدرات ذكائية أفضل من غيره تبقى ثابتة لديه وغير قابلة للتعديل أو التغيير، حيث أوضح في كتابه "أطر العقل" (Gardner,1983) أنه لا يمكن وصف الذكاء على انه كمية ثابتة يمكن قياسها وغير قابلة للزيادة أو التنمية بالتدريب و التعليم، فكل قدرة عقلية تتطلب حتى تظهر اجتماع ثلاث عناصر وهي : وجود موهبة طبيعية ( تتضمن الوراثة و العوامل الجينية )، و تاريخ شخصي يتضمن مجموعة الخبرات الداعمة من المقربين سواء في محيط المدرسة أم الأسرة، و تشجيع و دعم من الثقافة السائدة، يظهر ذلك كمثال قوي في حياة الموسيقى الشهير موزارت Mozart)) الذي ولد بموهبة موسيقية واضحة، و في أسرة أفرادها موسيقيون و والده ملحن ومؤلف موسيقى، وولد في وقت كانت فيه أوروبا تشجع الموسيقى و الفنون و تدعمها؛ و بذلك يرى جاردنر أن الذكاء هو نتاج العملية الديناميكية التي تتضمن الكفاءة الفردية والقيم والفرص التي يمنحها المجتمع.
وقد يكون من المناسب تقديم عرض سريع للوقوف على المحطات المهمة في التطور التاريخي لنظرية الذكاء وصولاً إلى نظرية الذكاء العاطفي:
- عالم الأحياء تشارلز دارونCharles Darwin (1809- 1882) أشار في كتابه بعنوان " التعبير عن العواطف لدى الإنسان والحيوان) الذي نشره عام 872، إلى أهمية التعبيرات العاطفية بالنسبة للبقاء والتكيف لدى الإنسان والحيوان.
- لفت عالم التشريح الألماني جول Gall (1785-1828) الإنتباه إلى الفروق الجسمية باعتبارها مرتبطة ومتلازمة بعلاقة مع القدرات والاستعدادات النفسية التي يفترض أنها تكوّن العقل.
- ابتكرالطبيب الفرنسي إدوارد سيجوين Seguin (1812-1880) لوحة الأشكال لمساعدة الأطفال المعوقين عقلياً، والتي أصبحت فيما بعد من مكونات مقاييس الأداء.
- لاحظ عالم النفس والكاتب البريطاني الكسندر بين Bain (1818-1903) الفروق فيالقدرة على التعلم بين الأفراد، والتي يمكن أن تكون في مجال أو أكثر، وأن بعض الأفراد متميزون في جميع مظاهر التعلم بفضل قوة ذاكرتهم.
- نشر فرانسيس جالتون (1822-1911) Galton كتاباً بعنوان " العبقرية الموروثة" عام 1869 وكان أول من أجرى بحثاً عن التوائم في محاولة لعزل العوامل الجينية أو الفطرية عن العوامل البيئية للذكاء، وكان يعتقد بأن الذكاء يرتبط بقوة الحواس الخمس وزمن ردّ الفعل لدى الفرد، ووضع اختبارات لقياس قوة الحواس.
- نجح ألفرد بينيه (1857-1911) Alfred Binet بمعاونة مساعده سيمون Simon عام 1905 في وضع أول اختبار ذكاء فردي باعتباره سمة عامة وعرفاه على أته القدرة على التكيف بفاعلية مع المحيط. وتم تعديل الاختبار وزيادة مداه العمري وعدد اختباراته وعينة تقنينه، في عامي 1908 و 1911.
- قام لويس تيرمان (1877-1956) Lewis Teman ومساعدوه بتطوير صورة أمريكية موسعة للإختبار نشرت عام 1916 باسم مقياس ستانفورد- بينيه، وتم تطويره وتوسيع عينة تقنينه في عامي 1926 و 1937، كما تم تعديله عام 1960 بعد وفاة تيرمان.
- أشار روبرت ثورندايك Thorndike في العشرينيات من القرن الماضي إلى مفهوم " الذكاء الاجتماعي " وعرفه بأنه القدرة على فهم وإدارة الآخرين ليتصرفوا بحكمة في العلاقات الإنسانية .
- أشار ديفد وكسلر Wechsler في عام 1940 إلى العناصرغير المعرفية في الذكاء واعتبرها أساسية للتنبؤ بالنجاح في الحياة، وفي تعريفه للذكاء أورد مكوّن التعامل مع البيئة بفاعلية، وما يتضمنه من عناصر انفعالية وشخصية واجتماعية.
- نشر هوارد جاردنر Howard Gardner في عام 1983 نظريته في الذكاءات المتعددة في كتابه " أطر العقل" ، وقدم سبعة أنواع من الذكاء من بينها الذكاء الذاتي Intrapersonal والذكاء البينشخصيأو الإجتماعي Interpersonal، وهما مرتبطان بصورة أو بأخرى بالذكاء العاطفي كما سنرى في الفصول التالية.
- بدأ روفن بار-أون Reuven Bar-On في عام 1983 دراسته للذكاء العاطفي في جامعة رودس في جنوب أفريقيا.
- ظهر تعبير " الذكاء العاطفي " لأول مرة عام 1985 في عنوان أطروحة دكتوراه غير منشورة قدمت من قبل طالب دراسات عليا بالمعهد الاتحادي في مدينة سنسناتي Cincinnati بولاية أوهايو الأميركية ((Wayneleon, 1985 . وكان عنوان الرسالة:
A study of Emotion : Developing Emotional Intelligence:Self– Integration,Relating to Fear, Pain and Desire (Theory, Structure of Reality, Problem– solving, contradiction / Expansion, Tuning in / Coming out / letting Go )
وقد قدم الباحث في أطروحته إطاراً نظريا وفلسفياً لإلقاء الضوء على طبيعة الذكاء العاطفي وخصائصه وكيفية تطويره في أنفسنا وفي الآخرين عن طريق التربية والتعليم. ومن الطرافة بمكان أنه أشار إلى حقيقة الكبت الجماعي للعواطف من أجل التكيف مع العالم المتمدّن على حساب إعاقة نمونا العاطفي، الأمر الذي يؤدي إلى الجهل العاطفي ويقودنا بالتالي إلى مواجهة كمّ هائل من مشكلات عالم اليوم كالاكتئاب والإدمان والمرض والصراعات الدينية وأعمال العنف والحروب. وينبّه الباحث إلى أننا نقوم بذلك بغض النظر عن دوافعنا نتيجة لرسوخ أفكار خاطئة لدينا حول طبيعة العاطفة والوظيفة الحيوية التي تلعبها في حياتنا.
- نشر الباحثانسـالوفيSalovey ( من جامـعة ييل (Yale ومـاير Mayer ( من جامـعة نيوها همبشـاير Hampshire New ) في عام 1990 ورقة علـمية مطوّلة بعنوان " الذكـاء العـاطفي " في مجـلة دوريـة معروفة (Salovey & Mayer, 1990). ووصفا الذكاء العاطفي على أنه شكل من أشكال الذكاء الإجتماعي الذي يتضمن القدرة على مراقبة انفعالات الفرد ومشاعره الذاتية وانفعالات ومشاعر الآخرين، والتمييز بينها، واستحدام هذه المعلومات في توجيه تفكير الفرد وأفعاله. كما تضمنت الورقة مناقشة عدة قضايا من بينها:
المفاهيم التاريخية التي تتحدث عن الذكاء كنقيض للعاطفة .
مكونات الذكاء العاطفي
تعريف العاطفة والمزاج والتفريق بينهما .
مراجعة الأدب التربوي حول المفهوم التقليدي للذكاء .
الاتجاه الحديث لعلم النفس في موضوع العواطف .
- أصدر الباحث دانيال جولمان Danial Goleman كتابه الأول عام 1995 بعنوان " الذكاء العاطفي: لماذا يمكن أن يُهم أكثر من نسبة الذكاء؟" حيث اكتسب الكتاب شعبية وشهرة واسعة في الوسط الأكاديمي وخارجه، وطبع منه أكثر من خمسة ملايين نسخة، وفتح آفاقاً جديدة وأحدث نوعاً من الثورة في الثقافة الأميركية ، وخاصة في عالم التربية والأعمال، وربما ساعده في ذلك مقالاته التي كان يكتبها لجريدة نيويورك تايمز ومجلة علم النفس الشعبي ، وإليه يعود الفضل في نشـر مفهوم الذكاء العـاطفي وثقـافته على نطاق واسع.
- نشر الباحث بار-أون في عام 1997 أول أداة لقياس الذكاء العاطفي BarOn EQ-i بطريقة التقديرالذاتي أو تقدير المعلم أوولي الأمر للطفل في المراحل العمرية المبكرة، وذلك على عدد من الفقرات التي تتناول مجموعة من القبليات غير المعرفية والمهارات والكفايات التي تؤثر في قدرة الفرد على النجاح في التكيف مع ضغوط البيئة المحيطة ومتطلباتها
- أصدر الباحث دانيال جولمان في عام 1998 كتابه الثاني " العمل مع الذكاء العاطفي" Working with Emotional Intelligence ، وجّهه لسوق العمل موسعاً تعريفه للذكاء العاطفي ليضم (25) مهارة وقدرة وكفاية . وعرف الكفايات العاطفية بأنها قابلياتمتعلمة بناء على مفهوم الذكاء العاطفي الذي ينجم عنه أداء متميز في مجال العمل. واستمر الباحثان في نشر مقالات حول " الذكاء العاطفي" ، وطّورا اختبارين في محاولة لقياسه ، ولكن لأن كتاباتهما بقيت محصورة في الدوائر الأكاديمية لم يتسنّ الاطلاع على نتائج بحوثهما على نطاق واسع خارج المجتمع الأكاديمي .
- نشر الباحثون ماير وسالوفي وكاروسوعام 1998 اختبار الذكاء العاطفي متعدد العوامل (MCSEIT).
والجدير بالذكر أن موضوع " الذكاء العاطفي " أصبح خلال السنوات العشر الماضية من الموضوعات الحيوية في علم النفس، وأخذ يستقطب اهتمام الباحثين والتربويين ورجال الادارة العليا في المؤسسات الضخمة كما أصبح " الذكاء العاطفي " محوراً للعديد من البحوث والدراسات النظرية والتطبيقية في إطار الحركة النشطة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين لإعادة النظر في المفهوم التقليدي للذكاء أو نظرية العامل العام التي تعرضت لانتقادات شديدة في النصف الثاني من القرن الماضي، بدءاً من نظرية التكوين العقلي لحبيلفورد Guilford، مروراً بنظرية الذكاءات المتعددة لهاورد جاردنر Howard Gardner، ونظرية الذكاء الناجح لستيرنبرج Sternberg .
لماذا الذكاء العاطفي وليس الإنفعالي؟
لقد حاولت على مدى عامين كاملين التحقق من المدلول اللغوي الدقيق لمفهوم Emotional ، هل هو "وجداني" أو "انفعالي" او "عاطفي"، أو لا فرق بينها. فوجدت في الكتب العربية المنشورة والبحوث الجامعية، على مستوى الدراسات العليا، ما يثير القلق ويزيد من الحيرة والشك حيال هذا الأمر. وفيما يلي أمثلة لبعض عناوين هذه الكتب و الدراسات مرتبة حسب تسلسلها التاريخي:
الذكاء الانفعالي: مفهومه و قياسه، عثمان و رزق (1998).
الذكاء العاطفي، دانيال جولمان، ترجمة ليلى الجبالي (2000).
الذكاء الانفعالي لدى المتفوقين: دراسة استكشافية مقارنة بين الطلاب المتفوقين عقلياً و غير المتفوقين في المرحلة الثانوية، المطيري، خالد شخير (2000).
ذكاء المشاعر- الذكاء الانفعالي، دانيال جولمان، ترجمة هشام الحناوي (2000).
الذكاء الوجداني..هل هو مفهوم جديد؟ الخضر، عثمان حمود (2000).
الذكاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسي والقدرة على التفكير الابتكاري لدي طلبة الجامعة، راضي، فوقية محمد (2001).
كيف ننشىء طفلاً يتمتع بالذكاء العاطفي؟ لورانس شابيرو، ترجمة مكتبة جرير (2001).
الذكاء العاطفي والصحة العاطفية، مبيض، مأمون (2003).
أثر برنامج تدريبي مستند لنظرية جولمان للذكاء الانفعالي في مستوى التفكير الإبداعي ومفهوم الذات لدى طلبة الصف السادس الابتدائي, الصرايرة، أسماء (2003).
بعض الأساليب المعرفية والسمات الشخصية الفارقة بين ذوي الذكاء الوجداني المرتفع وذوي الذكاء الوجداني المنخفض لطلبة المرحلة الثانوية، خرنوب، فنون محمود (2003).
الذكاء الوجداني وعلاقته بالتوافق النفسي والتحكم الذاتي، أحمد، ثريا السيد، (2003).
الذكاء الإنفعالي وعلاقته بالتوافق النفسي والمهارات الاجتماعي لدى عينة من طالبات كلية التربية للبنات بمدينة تبوك، البلوي، خولة سعيد (2004).
الذكاء العاطفي- الذكاء الانفعالي، خوالدة، محمود (2004).
الذكاء الوجداني، حسونة وأبو ناشي (2006).
الذكاء الوجداني، الأعسر وكفافي (2006).
سيكولوجيا الذكاء الانفعالي: أسس وتطبيقات، جاب الله، منال (2006).
الذكاء الوجداني للقيادة التربوية، حسين وحسين (2006).
الدافعية والذكاء العاطفي، أبو رياش واّخرون (2006).
الذكاء الوجداني: اسسه – تطبيقاته – تنميته، السمادوني، السيد إبراهيم (2007).
وكما يلاحظ في هذه العناوين، فإن الإختلاف واضح في المصطلحات المستخدمة للدلالة على نفس المفهوم في اللغة الإنجليزية Emotional Intelligence. وفي بعض الكتب المنشورة يمكن للقارئ أن يلمس عدم وضوح معنى المفهوم لدى الكاتب نفسه، كما هو الحال لدى السمادوني (رحمه الله) في كتابه القيّم الشار إليه أعلاه، فقد استخدم تعبير "الذكاء الوجداني" عنواناً للكتاب، ولكنه في اكثر من موقع يسوي في المعنى بين "الوجداني" و"الإنفعالي"، مقابل تعبير Emotional Intelligence، وفي كتب أخرى نجد أن كلمة Emotion استخدمت بمعنى "انفعال"، بينما استخدمت كلمة sentiment بمعنى "عاطفة"، وكلمة Affect بمعنى "وجدان"، كما ورد لدى بني يونس(2007، ص ص. 227- 230) في كتابه " سيكولوجية الدافعية والانفعالات " ، ولدى الفرماوي وحسن (2009) في كتابهما " الميتا إنفعالية لدى العاديين وذوي الإعاقة الذهنية" (ص. 19).
إن الهدف مما تقدم هو محاولة جادة للتوصل إلى قناعة حول المفهوم الذي يمكن اعتماده والدفاع عنه وتسويغه في الحديث عن هذا النوع من الذكاء الذي أصبح مثار اهتمام على مختلف المستويات في الدوائر والمؤسسات المعنية برفاه الإنسان وإنتاجيته، والسلم الإجتماعي والتفاهم بين مكوناته، وبينه وبين المجتمعات الأخرى. وقد رأيت بعد مراجعة مستفيضة لما كتب حول الموضوع استخدام مصطلح "الذكاء العاطفي" لأسباب كثيرة نعرض فيما يلي لأهمها:
1. يتضن مفهوم "العاطفة "معنىً يميل إلى حالة من الثبات النشط والاستقرار، بينما يتضمن مفهوم "الإنفعال" معنى الاّنية والتغير السريع والارتباط باللحظة والموقف العارض. ومن هنا جاء المعنى اللغوي لتعبير "الانفعالية" بأنها صفة تطلق على من هو سريع الإنفعال والتأثر والحماس والاندفاع. ولهذا يقال بأن الانفعال عبارة عن تجربة عابرة، بينما العاطفة محصلة خبرات متراكمة تتشكل بالتدريج في ضوء هذه الخبرات. وعليه فإنه لا يبدو مناسباً أن نستخدم تعبير " انفعالي " لوصف " ذكاء " 2. أثبتت الدراسات أنه في غاية الأهمية لنجاح الإنسان في حياته الدراسية والمهنية والزوجية، مع ملاحظة أن هذه الأهمية لا تستقيم مع سمات التسرع والآنية والحدث العابر وما تحمله جميعاً من دلالات سلبية في معظم الأحيان.
3 . يتضمن مفهوم "العاطفة" دلالات إيجابية ترتبط بالحب والحنان والتعاطف والأمومة وغيرها، بينما يتضمن مفهوم "الإنفعال" دلالات سلبية ترتبط بالغضب والقلق والخوف والتهيج والاندفاع.
4. تتضمن "العاطفة" بالضرورة مجموعة انفعالات مركبة، بينما "الانفعال" قد يكون مركبا وقد يكون بسيطاّ. ونشير إلى ما أورده الفرماوي وحسن (2008) من وصف لعاطفتي الحب والكراهية باعتبارهما تتشكلان من عدة انفعالات.
5. إنّ مفهوم الذكاء العاطفي الذي يتبناه عدد من الباحثين، بمن فيهم أصحاب نظريات في هذا الذكاء، يتضمن جانبي النمو الشخصي والنمو الاجتماعي، بمعنى الدمج بين نوعين من الذكاءات التي حددها جاردنر في نظرية الذكاءات المتعددة (Gardner, 1983 )، وهما الذكاء الشخصي أو الذاتي والذكاء البينشخصي أو الإجتماعي، أما مفهوم الذكاء الإنفعالي أو الوجداني كما سمّاه البعض فإنه أقرب إلى الجانب الذاتي أو الشخصي. ومعنى ذلك أن استخدام تعبير " الذكاء العاطفي" أشبه بمظلة كبيرة يندرج تحتها قائمة واسعة من الكفايات والمهارات والسمات المعرفية وغير المعرفية، وكما يبدو فإن تعبير "الذكاء الإنفعالي" لا يحتمل عناصر هذه القائمة. Goleman, 1995; Bar-On, 1997, 2005) Van Kuyk, 1999;)
6. يشير البحث في المواقع الإلكترونية العربية إلى أن تعبير " الذكاء العاطفي" أكثر شيوعاً واستخداماً من تعبير " الذكاء الإنفعالي" وتعبير " الذكاء الوجداني"، وربما كانت هذه النتيجة مؤشراً على أن مفهوم الذكاء العاطفي أكثر قبولاً وأوسع انتشاراً من مفهومي الذكاء الوجداني والإنفعالي . وقد كانت نتيجة عملية التصفح وقت كتابة هذه السطور كما يلي:
الذكاء العاطفي : 46,200
الذكاء الوجداني: 9,650
الذكاء الإنفعالي: 5,590
منقول من موقع الدكتور فتحي جروان
أما في اللغة الإنجليزية فقد وجد تعبير Emotional Intelligence) ) في عدد هائل من الصفحات بلغ (2,270,000) صفحة.