هناك فرق بين الموهبة والعبقرية , فالموهبة هي قدرة فذة على الإبداع أما العبقرية فهي قدرة أي إنسان على أن يعمل ما يعجز عنه الآخرون , فهي ليست موهبة فقط وإنما هي موهبة تصنع المستحيل ..والتاريخ مدين لأصحاب المواهب أكثر من أصحاب العبقريات لان أصحاب المواهب كثيرون ولله الحمد ,وأما أصحاب العبقرية والعباقرة نادرون ..والبارع خطواته متتالية إلى الأمام ,العبقرية قفزة إلى أعلى من حين إلى حين ..
ولا احد يعرف لماذا فلان من الناس عبقري فلا أبوه ولا أمه ولا الجو العام الذي يعيش فيه. لا مقدمات لظهوره ولا علاقة للعبقري بوالدته أو بأولاده فهو هكذا السبب غير معروف متفوق على الذين قبله والذين بعده ..
فالعبقرية لا يرثه أحد من احد ولا يورثها لأحد ومن حين إلى حين تظهر مواهب كل الدنيا .
إحدى هذه المواهب طفل إنجليزي اسمه ماكوهان جلبرت الاسم لايهم ولا يدل على شيء ..أبوه مزارع ..وأمه عاطلة لا تعمل ويقيمون في كشك خشبي بالقرب من إحدى الحدائق في الريف البريطاني , الطفل ماكوهان عمره 4 سنوات وقد تعلم اللغة الفرنسية وتكلم بها وهو في الثالثة من عمره وإذا اخطأ أبوه في النحو أو في الإملاء فانه يصحح ذلك لوالده . وهو عازف كمان من الدرجة الأولى ويكفي أن يسمع لحناً ليعزفه ولم يعلمه احد أن يمسك الكمان ولا يعزف.
ولكنه جرب وحرك أصابعه وضبطها اعتماداً على ذاكرته وأذنيه .
ذهب به والده إلى المدرسة الابتدائية فكرهها الطفل ووجد أن الكتب سخيفة والمعلومات ساذجة وانه قد تجاوز ذلك من زمن بعيد – أي من بضعة شهور – وعندما حاول أبوه أن يعلمه أسماء النباتات والحيوانات وقرأا سماءها اللاتينية استطاع الطفل أن يعي ذلك كله بسرعة فائقة .
والأب في حيرة مالذي يفعله لهذا الطفل انه شديد الذكاء سريع الاستيعاب وأبوه رجل مزارع بسيط وليس متفرغاً له , ولا قدرة لامه على إسعافه بالكتب والمعلومات بهذه السرعة
وقرر أبوه أن يأخذه إلى الجامعة لكي يستمع إلى محاضرات في الكمبيوتر وأجلسه احد الطلبة على ركبتيه لكي يرى السبورة وبعد شهر واحد من الدراسة الجامعية استطاع الطفل أن يبتر برنامج جديد . والأب بدأ يخاف من ابنه وعليه أيضا
أبوه ينهض من النوم يجد ابنه يتمتم بعبارات رياضية أو يرسم في الهواء , ثم يفاجئ والده بان زملاء ابنه قد اخطأوا في المعادلات الرياضية التي تحدثوا عنها , ويذهب الأب بالابن إلى احد زملاء الجامعة وتكون المفاجأة أن الابن على صواب أما المعادلة الرياضية التي اكتشف أن زملاءه قد اخطأوا فيها فتضم أكثر من عشرين سطراً و120 رقما؟!..
المفاجأة الأخيرة لهذا الطفل أنهم وجدوه يحفظ قاموس اللغة الإنجليزية كيف؟ يكفي أن تقرأ له الكلمات مرة واحدة .
الأب في حالة من الذهول خوفاً على ابنه فهو يعتقد أن نورا وناراً يفيضان من أعماق الطفل من عينيه , وهو يخشى أن يكون ابنه قنبلة موقوتة تتفجر في أي وقت !.