موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

موقع الدكتور صـــــالـــح الجارالله الغامدي للدراسات التربوية


    ماذا تعني لك الدكتوراه

    avatar
    عمر عقيل الزبيدي


    عدد المساهمات : 171
    تاريخ التسجيل : 03/10/2012
    العمر : 50
    الموقع : القنفذة

    ماذا تعني لك الدكتوراه  Empty ماذا تعني لك الدكتوراه

    مُساهمة  عمر عقيل الزبيدي الجمعة يناير 18, 2013 7:41 pm


    د. سعيد بن على العضاضي


    تطرق الكاتب القدير صالح الشهوان في مقاله عن حمى ''الدال''، التي تعصف بمجتمعنا السعودي منذ زمن، وكيف أن هلع الناس في الحصول على هذا اللقب بأي طريقة كان له الأثر البالغ في التعليم العالي، حتى أن أثره انعكس على سمعة المؤسسات التعليمية في الداخل والخارج، وأصبح البعض يطالب بوضع آلية تنظم الحصول على المؤهلات العليا حتى لا تفقد بريقها.

    ورغم اتفاقي مع بعض ما ذهب إليه، إلا أن تسطيح الأمر بهذا الشكل والنظر إليه بهذا الضيق يحتاج منا، نحن الذين نعمل في الميدان، إلى وقفة وتصحيح، كون الأمر يمسنا. ولا نريد أن ندخل في التفاصيل التي سبق أن أشبعنا بها مقالاتنا خلال السنوات الماضية من إهمال وزارة التعليم العالي والتضييق على الناس في الحصول على المؤهلات العليا، ما اضطر البعض إلى مطاردة بريق ''الدال'' في مؤسسات تعليمية مشبوهة وبطرق ملتوية. كما أننا لا نريد أيضا أن نعود إلى المربع الأول ونطرح الأسباب التي أدت إلى هلع الناس في بلادنا بالركض وراء المؤهلات الوهمية، فقد أشبعت نقاشا وطرحا. لكننا نريد أن نضع النقاط على الحروف وننظر إلى المؤهلات العليا بواقعية ونتعرف على المهمة الحقيقية لها.

    يبدو لي من مقال صالح الشهوان أن هناك اعتقادات خاطئة ما زالت تعيش في أذهان الناس عن حملة الدرجات العليا، خصوصا الدكتوراه. فالكثير يرى أن حملة الدكتوراه يجب أن يجيدوا كثيرا من المهارات الأساسية مثل الكتابة وفن الخطابة، وأن يتصفوا بصفات فريدة وخصائص استثنائية تميزهم عن بقية الناس. وهذه اعتقادات خاطئة، فليس من المفترض أن يكون من يحمل الدكتوراه كاتبا متألقا أو متحدثا بارعا، فهذه مهارات يختلف الناس فيها، ولا يفترض كي تحصل على الدكتوراه أن تتقن مهارات عالية في هذا المجال، والذي يدل على ذلك أن حملة الدكتوراه في جميع المؤسسات الأكاديمية يقدمون رسائلهم العلمية قبيل مناقشتها لمدقق إملائي ومتخصص لغوي يعيد صياغة بعض العبارات ويصحح الأخطاء اللغوية والنحوية، سواء أكانت بالعربية أم باللغات الأجنبية. وإذا كان هناك بعض من حصلوا على الدكتواره يعتبرون كتابا متألقين مثل هنرى كسينجر وطه حسين وغيرهما، كما بين ذلك الشهوان في مقاله، فهذا استثناء، لأن هناك الآلاف من حملة الدكتوراه وفي جامعات عريقة تنقصهم هذه المهارة وهم أجدر في العمل الأكاديمي والبحثي من كسينجر وغيره. الكتابة مهارة يكتسبها الفرد نتيجة موهبة أو رغبة أو فرصة تدريبية وجدها أمامه خلال سني حياته، إلا أنها ليست متطلبا لنيل درجة الدكتوراه ولا تعتبر معيارا للحكم عليه.

    كما أن الاعتقاد بأن حملة الدكتوراه يجب أن يكونوا متحدثين بارعين يعد أيضا اعتقادا خاطئا، فبالبراعة في الحديث مهارة كالكتابة تماما تتطلب تدريبا وجراءة ومنطقا سليما، وليس من متطلبات الحصول على الدكتوراه أن يمتلك صاحبها مهارة الحديث وفنون اللغة والكلام، فقد يجيد الحديث ويأسر مسامع الناس فرد لا يملك أبجديات المعرفة.

    ومن الاعتقادات الخاطئة أيضا عن الدكتوراه أن حاملها يجب أن يمتلك ذاكرة حديدية وقدرة فائقة على الحفظ والاسترجاع، وأن يلم بكل شاردة وواردة وكل معلومة ومقالة في حقله، وهذا كلام غير دقيق. نعم يجب أن يحصل على كل مقالة كتبت في موضوعه ويقوم بتوثيقها، لكن ليس معنى هذا أن يعرف كل ما فيها. ومن المفترض أيضا في حملة الدكتوراه أن يكون لديهم كم معرفي هائل ومهارة بحثية عالية، لكن ليس معنى هذا أن يلم بكل صغيرة وكبيرة في مجاله ويعرف جميع أسرار علمه ودهاليز تخصصه.

    ورغم كل هذه الاعتقادات الخاطئة عن درجة الدكتوراه، إلا أننا لا نعفي أنفسنا وزملاءنا وأساتذتنا من حملة الدكتوراه من التقصير في تطوير الذات والاستفادة من المؤهلات. أستطيع أن أقول بكل حرقة إن بعض حاملي الدكتوراه من السعوديين، وأنا واحد من هؤلاء الأشقياء، لديهم الكثير من الإخفاقات، فقد انخفضت مهاراتهم البحثية وتقلص مخزونهم المعرفي لأسباب عدة من أبرزها انشغالهم الكامل بعد الدكتوراه بأعمال بعيدة كل البعد عن العمل الأكاديمي والبحث العلمي والإسهامات المعرفية حتى القراءة التقليدية ابتعدوا عنها كثيرا. ويظل الأستاذ الجامعي على هذه الوتيرة سنين عددا، وبعد أن تنتهي علاقته بالمهام الإدارية والأعمال المكتبية واللجان ويريد أن يعود إلى عمله الحقيقي ويتفرغ لوظيفته الأكاديمية يرى أن مهارته قلت وانخفضت همته وتقادمت معرفته عندها يدرك أنه إذا أراد أن يكون أكاديميا مميزا أن يستعيد الكثير من المهارات التي فقدها والأساليب التي غاب عنها طويلا، وهذا يحتاج إلى جهد مضنٍ، والوقت والعمر لا يسمحان له بذلك. ومن أسباب ابتعاد الكثير من حملة الدكتوراه في الجامعات السعودية عن عملهم الأصلي وانخفاض إنتاجهم العلمي ليس قصورا في قدراتهم أو تقليلا من جامعاتهم التي تخرجوا فيها، بل انخفاض دعم البحث العلمي في مؤسساتنا الأكاديمية، فجامعاتنا تتباهى في الصرف على البنية التحتية والأصول الثابتة والأجهزة الإلكترونية، ولا تهتم ألبتة بدعم البحث العلمي، ونحن نعلم أن الأبحاث تحتاج إلى دعم وبذل سخي وتفرغ.

    ورغم الاعتراف بالتقصير، إلا أننا نرفض التشكيك في قدرات حملة الدكتوراه في الجامعات السعودية، فهؤلاء حصلوا على مؤهلاتهم من مؤسسات أكاديمية مرموقة وبأساليب علمية عالية وعن طريق قنوات رسمية معروفة دفعوا من أجل ذلك الكثير من الجهد والوقت، ونرجو ألا تختلط الأوراق فنساوي من حصل على الدكتوراه من أزقة الشقق المفروشة بالمبتعثين من الجامعات الذين أمضوا زهرة شبابهم في البحث والتنقيب والغربة وفقدوا الكثير من الفرص في بلادهم نتيجة غيابهم وتشبثهم بهدفهم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:10 pm