مشاعر الخوف والقلق والتوتر والتردد وعلم النفس
تعتبر مشكلة الخوف والقلق واحدة من أهم الظواهر التي يعاني منها المجتمع الأنساني. وهي واحدة من الأمور التي يواجهها الأبويين والمربون على الدوام فيما يتعلق بأبنائهم. كما أنها مصدر للكثير من الإضطرابات السلوكية لدى الأفراد بالأخص في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
ويعتبر الباعث الأساسي لهذه المشاعر عدم وجود المعرفة الكافية والصحيحة لدى الأفراد، وعدم فهم حقيقة الأمور كما هي في الواقع.
وتكمن الخطورة في هذا الشأن في إعاقة الأنسان عن النهوض بمسؤوليته الاجتماعية وعرقلة مسيرة نجاحه وتقدمه في مختلف المجالات الحياتية، كما تدفعه هذه المشاعر في كثير من الأحيان إلى الابتعاد عن الميادين التي يمكن له أن يحقق فيها تكامله النوعي.
ماهو الفرق بين الخوف والقلق؟
الخوف هو استجابه انفعالية تنتج عن خلل طارئ يخرج بالإنسان عن مسار سلوكه الاعتيادي، بما تضعه فيه من حالة عدم الاستقرار والثبات الشعوري. وبمعنى آخر، هو عاطفة تتبلور في صورة دافع يعرقل اندفاع الإنسان نحو مواجهة المشاكل وإزالة العوائق التي تعترض سبيله في الحياة مما يفقده القدرة على السعي نحو العمل الدؤوب فتتلاشى على أثر ذلك قدرته الإدارية فيفقد القدرة على الفعل والحركة أوحتى القدرة على الفعل والحركة أو حتى التعبير والدفاع عن نقسه.
وتستخدم كلمة الخوف والقلق أو الاضطراب بشكل مترادف أحياناً، إلا أنه في الواقع يوجد تفاوت بين بينهما.
فالخوف هو استجابه لخطر آتتي من ظاهرة مرئية ومعروفه، بينما القلق عبارة عن استجابه اخطر محتمل غير واضح المصدر والمعالم. أي أن الخوف ينشأ في العادة عن سبب خارجي بينما علة الاضطراب ليس لها سبب محدد.
ما هي أعراض كل من الخوف والقلق؟
هناك العديد من المؤثرات التي تساعد الأبويين والمربين على معرفة وجود حالة الاضطراب أوالخوف والقلق عند الأبناء. ويمكن بوجه عام تقسيم هذه اأعراض ألى قسمين:
1. الأعراض الظاهرية:
وهي مجموعة من التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الفرد ويمكن ملا حظتها مثل:
ارتعاش الجسم..
شحوب اللون واصفرار والوجه والذهول.
نضوح قطرات من العرق على الوجه والاحمرار المفاجئ في الوجه في كثير من الأحيان.
القشعريرة.
جفاف الفم لدرجة أن قد تصعب حركة اللسان في داخله مما يعسر عملية النطق.
التعب المفرط والشعور بالإعياء.
الارتباك.
2. الأعراض والآثار الداخلية:
وتؤثر هذه الحالة الشعورية أيضاً على داخل الإنسان مما يحدث فيه مجموعة من التغيرات التي تبرز في عدة صور وحالات مثل:
اضطراب المزاج.
اختلال الشهية، كالشعور بالشبع مع وجود حالة الجوع.
الشعور بالحيرة.
تقلص العضلات وعدم انتظام ضربات القلب.
تقلص الأوتار الصوتية.
ضعف المقدرة على التركيز والتمييز بوضوح.
اختلال الفهم والإدراك.
ما هي الآثار الضارة لاستمرار هذه الحالة الشعورية؟!
إن استمرار حالة الخوف والقلق لدى الفرد من شأنه أن يحولها إلى حالة مزمنة مستديمة تترك آثاراً خطيرة تنفرز عنها نتائج واضحة أهمها:
أ- الانطواء على النفس والانعزال عن المجتمع المحيط.
ب- قضم الأظافر، أو عض الشفاة أو مص الأصابع.
ت- الخجل والارتباك الدائم.
ث- الحيرة والانكسار النفسي.
ج- اليأس من الحياة والبرود في أداء الواجبات والأعمال المختلفة.
ح- اضطراب النوم.
خ- الميل إلى الكذب والخداع والمراوغة.
أسباب ودوافع القلق والخوف:
من المهم جداً للأبويين والمربين معرفة أسباب القلق والخوف لدى الأبناء وذلك حتى يتسنى لهم القيام بالإجراءات السليمة واتخاذ المواقف الصحيحة في الحالات الضرورية. وباستثناء المخاوف الفطرية ادى الإنسان فإنه ليس ثمة خوف بدون سبب. وما لم يتم التعرف على السبب الحقيقي لهذا الشعور فإنه لايمكن اصلاحه وعلاجه.
ويمكن بوجه عام تصنيف أسباب مثل هذه الحالات الشعورية على النحو التالي:
1. الاكتساب
تنتج معظم مخاوف الأفراد وخاصة الأطفال عند التعلم والاكتساب، بمعنى أن الطفل يتعلم من ابويه والأفراد المحيطين به الخوف من أشياء وأشخاص وأوضاع معينة.
ويكون التعلم هنا نتيجة المشاهدة كأن يشاهد خوف الأب أوالأم من بعض الأمور، فيقلد ذلك الخوف ثم ينمو هذا التقليد لتنشأ عنده قاعدة الخوف.
كما يمكن أن يسمع الفرد خوف الآخرين فيتبنى نفس الخوف ونفس القلق بصورة لاشعورية.
2. التجارب الخاصة:
ينشأ الخوف أحياناً بسبب خوض تجارب سيئة أو مؤلمة مر بها كخوف الطفل مثلاً من زيارة الطبيب لأنه سبق وأن حقنه الطبيب بإبرة موجعة. وهنا يسعى الفرد لتحاشي الوقوع في حالة مشابهة لتفادي الأحساس بالألم والمرارة.
3. التغيير في البيئة الحيطة:
يؤدي التغيير في البيئة المحيطة إلى ظهور حالة من الخوف والقلق على الفرد كما أشرنا مسبقاً بسبب عدم معرفته بالظروف الجديدة التي تختلف مع تلك التي تعود عليها. فدخول الطفل إلى المدرسة مثلاً يعني تقييده بنظام معين في السير والحضور والأنصراف والالتزام وهو جو مغاير لذلك الذي تعود عليه في المنزل وحيث حرية الحركة والتصرف والقرب من الأبويين.
4. التربية الخاطئة:
وهذا أمر مألوف . فبعض الأساليب التي يتخذها الأبوان والمربون في التربية من شأنها أن تلقي بظلالها على شخصية الطفل فتدرج فيه حالة القلق الدائم والخوف وعدم الاستقرار في الانفعالات والعواطف. ولعل أهم تلك الأساليب الخاطئة:
1. الأمر والنهي المتكرر.
2. اصدار الأوامر المتناقضه والاستجوابات المتكررة، من قبل اشخاص مختلفين.
3. تطبيق التعليمات الانضباطية القاسية على الطفل بحيث تموت فيه روح الجرأة.
4. التحدث عن بعض الظواهر التي يجهلها الطفل مثل الجن والأشباح ... الخ.
5. الضرب المبرح.
6. الخوف الشديد عند الأبوين أو المربين الأمر الذي ينعكس على الطفل.
7. كثرة الخلافات الزوجية مما يهد أمن الطفل.
8. معاملة الطفل بقسوة أمام أصدقائه وأقرانه.
9. ممارسة أعمال مثيرة للرعب امام الطفل كالعمليات الجراحية وتغسيل الاموات.
10. الايحاءات اامرعبة كالتهديد بالحبس في حبس انفرادي أو قطع اللسان .. الخ.
11. توليد الشعور بالحرمان والياس لدى الطفل بسبب طرده ومنعه من مشاركة الآخرين في الامور والأعمال التي يرغب فيها.
12. تكرر معايرة الطفل بعيوبه بالأخص أمام الآخرين.
5. المرض:
تكون المخاوف في بعض الاحيان مرضية. فالخلل العصبي بكافة أنواعه وعدم التوازن في البدن أو في الجهاز العصبي والالتزام بأوهامه وخيالاته يمكن أن يكون من مسببات الخوف والاضطراب كالخوف من الظلام مثلاً وكذلك الخوف من الفشل وعدم النجاح في الامتحانات ... الخ
6. الإدراك والوعي:
تنجم بعض المخاوف من الإدراك والوعي بمعنى أن الفرد يخاف من الخطر إذا رآه قائم أمامه كالخوف من حيوان مفترس مثلاً أو من شخص مهووس يحمل سلاحاً ...الخ
7. الجهل:
بعكس الوعي والإدراك، يكون الجهل بما هية الشئ دافعاً للخوف والقلق.
8. العامل النفسي:
الإحساس بالذنب والخوف من الانتقام والعقوبة والإحساس بوطأة الجريمة هي دوافع نفسيةتبعث على الاضطراب والقلق وبروز حالات الخوف.
كيف يمكن علاج الخوف؟!
يخطئ من يعتقد بأن الخوف ظاهرة سلبية بالكامل ولا إيجابية فيها، إذ أنه لا يمكننا أن نجد فرداً أن يدعي عدم خوفه من أمر ما. وإن وجد فهو إدعاء برأينا باطل ولا أساس له من الصحة. فهناك العديد من الفوائد والايجابيات في الخوف والقلق على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما إلى ذلك.
ولكي تكون عملية العلاج سليمة وناجحة لا بد من الالتزام بعدة أسس في العملية العلاجية. هذه الأسس هي:
1. تحديد نوع وما هية الخوف أو القلق ومعرفة مصدر انبعاثه.
2. تحديد درجة هذا الشعور من حيث البساطة أو الحدة والتعامل مع الظاهرة في حجمها الطبيعي.
3. القضاء على الخوف من خلال إزالة سبب الخوف وجعل الفرد في وضع يمكنه من السيطرة عليه.
4. إحلال الثقة بالنفس والجرأة محل الخوف والقلق
5. الاستمرار في العملية العلاجية وعدم الاكتفاء بالقضاء المرحلي على الظاهرة.
ويمكن في عملية العلاج اعتماد مجموعة من الأساليب المجدية والناجحة والتي تبني في الأساس على نوع هذا القلق أو الخوف .من بين هذه الأساليب:
1. الإفهام التوعية: وذلك لمواجهة المخاوف وحالات القلق الناجمة عن الجهل بماهية الشئ.
2. بيان علاقات العلة والمعلول ( أو السبب والمسبب ): يجب إفهام الطفل بمجرد بلوغه سن 5-6 سنوات أن لكل حدث أسساً، ولا يحدث أي امر بشكل تلقائي وبدون سبب، وأن ما يحدث للإنسان في عالم الوجود يقوم على قاعدة ولايحدث القلق أو الخوف ما لم ينطلق من سبب معين.
3. الإيحاء : يجب تشجيع الفرد على تلقين نفسه، بمعنى أن يتكلم مع نفسه ويحاول أن يأتي بالدليل لها ويقنعها عن طريق الاستدلال. لا بد أن يلقن الطفل نفسه بأنه شجاع ولا يخاف من شيئ وأنه يفكر ويتعقل ويبعد عنه ما ليس له أساس ويفكر بالحل.
4. استصغار المسألة: من الأساليب العلاجية التي يمكن اتباعها كرهبة الظاهرة التي يخشى الفرد منها ومحاولة اقناع الفرد أن لايعتبر الشئ الذي يخاف من مهماً في ذهنه.
5. القصص والعبر: وهو أسلوب آخر يتم من خلاله التركيز على قصص الشجعان والأشخاص المتعلقين والواثقين من أنفسهم دون التطرق إلى خوف الفرد نفسه أثناء العرض القصصي. وبذلك تتم تقوية الأرضية المعاكسة لدى الطفل الذي لايملك القدر الكافي من التجارب.
6. زرع التفاؤل والقوة الروحية في نفس الطفل وتعزيز القوة البدنية.
7. التعزيز الديني: يلعب عنصر الإيمان والدين دوراً مهماًفي رفع المخاوف وحالات القلق عند الفرد. وهذا أمر يقر به حتى غير المتدينين، فالإيمان بالخالق من شأنه أن يبعث على الطمأنينة والأمل.
8. تحفيز وتشجيع الفرد على القيام بعمل يتحاشاه.
9. تنمية العلاقات: وجود الفرد في وسط اجتماعي كبير من شأنه أن يبدد مخاوفه.
10. الاستسلام للقدر: يمكن الاستفادة من حالة الاستسلام للقدر لإزالة هذه الحالة الشعورية، وهذا ما طرحه القرآن الكريم في قوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) –التوبة. وفي هذا الإطار يكون التركيز على إفهام الفرد أن القلق والخوف لا يغير من الواقع شيئاً لذا يجب الاستعداد لمواجهة الأمر والتغلب عليه.
11. العلاج الطبي: في بعض الحالات يصبح من الضروري اللجوء إلى العلاج الطبي للتخلص من هذا الشعور. من بين هذه الحالات، حالات القلق غير العادية المستقرة والخوف العصبي والمخاوف المصحوبة بانفعالات شرية.
تعتبر مشكلة الخوف والقلق واحدة من أهم الظواهر التي يعاني منها المجتمع الأنساني. وهي واحدة من الأمور التي يواجهها الأبويين والمربون على الدوام فيما يتعلق بأبنائهم. كما أنها مصدر للكثير من الإضطرابات السلوكية لدى الأفراد بالأخص في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
ويعتبر الباعث الأساسي لهذه المشاعر عدم وجود المعرفة الكافية والصحيحة لدى الأفراد، وعدم فهم حقيقة الأمور كما هي في الواقع.
وتكمن الخطورة في هذا الشأن في إعاقة الأنسان عن النهوض بمسؤوليته الاجتماعية وعرقلة مسيرة نجاحه وتقدمه في مختلف المجالات الحياتية، كما تدفعه هذه المشاعر في كثير من الأحيان إلى الابتعاد عن الميادين التي يمكن له أن يحقق فيها تكامله النوعي.
ماهو الفرق بين الخوف والقلق؟
الخوف هو استجابه انفعالية تنتج عن خلل طارئ يخرج بالإنسان عن مسار سلوكه الاعتيادي، بما تضعه فيه من حالة عدم الاستقرار والثبات الشعوري. وبمعنى آخر، هو عاطفة تتبلور في صورة دافع يعرقل اندفاع الإنسان نحو مواجهة المشاكل وإزالة العوائق التي تعترض سبيله في الحياة مما يفقده القدرة على السعي نحو العمل الدؤوب فتتلاشى على أثر ذلك قدرته الإدارية فيفقد القدرة على الفعل والحركة أوحتى القدرة على الفعل والحركة أو حتى التعبير والدفاع عن نقسه.
وتستخدم كلمة الخوف والقلق أو الاضطراب بشكل مترادف أحياناً، إلا أنه في الواقع يوجد تفاوت بين بينهما.
فالخوف هو استجابه لخطر آتتي من ظاهرة مرئية ومعروفه، بينما القلق عبارة عن استجابه اخطر محتمل غير واضح المصدر والمعالم. أي أن الخوف ينشأ في العادة عن سبب خارجي بينما علة الاضطراب ليس لها سبب محدد.
ما هي أعراض كل من الخوف والقلق؟
هناك العديد من المؤثرات التي تساعد الأبويين والمربين على معرفة وجود حالة الاضطراب أوالخوف والقلق عند الأبناء. ويمكن بوجه عام تقسيم هذه اأعراض ألى قسمين:
1. الأعراض الظاهرية:
وهي مجموعة من التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الفرد ويمكن ملا حظتها مثل:
ارتعاش الجسم..
شحوب اللون واصفرار والوجه والذهول.
نضوح قطرات من العرق على الوجه والاحمرار المفاجئ في الوجه في كثير من الأحيان.
القشعريرة.
جفاف الفم لدرجة أن قد تصعب حركة اللسان في داخله مما يعسر عملية النطق.
التعب المفرط والشعور بالإعياء.
الارتباك.
2. الأعراض والآثار الداخلية:
وتؤثر هذه الحالة الشعورية أيضاً على داخل الإنسان مما يحدث فيه مجموعة من التغيرات التي تبرز في عدة صور وحالات مثل:
اضطراب المزاج.
اختلال الشهية، كالشعور بالشبع مع وجود حالة الجوع.
الشعور بالحيرة.
تقلص العضلات وعدم انتظام ضربات القلب.
تقلص الأوتار الصوتية.
ضعف المقدرة على التركيز والتمييز بوضوح.
اختلال الفهم والإدراك.
ما هي الآثار الضارة لاستمرار هذه الحالة الشعورية؟!
إن استمرار حالة الخوف والقلق لدى الفرد من شأنه أن يحولها إلى حالة مزمنة مستديمة تترك آثاراً خطيرة تنفرز عنها نتائج واضحة أهمها:
أ- الانطواء على النفس والانعزال عن المجتمع المحيط.
ب- قضم الأظافر، أو عض الشفاة أو مص الأصابع.
ت- الخجل والارتباك الدائم.
ث- الحيرة والانكسار النفسي.
ج- اليأس من الحياة والبرود في أداء الواجبات والأعمال المختلفة.
ح- اضطراب النوم.
خ- الميل إلى الكذب والخداع والمراوغة.
أسباب ودوافع القلق والخوف:
من المهم جداً للأبويين والمربين معرفة أسباب القلق والخوف لدى الأبناء وذلك حتى يتسنى لهم القيام بالإجراءات السليمة واتخاذ المواقف الصحيحة في الحالات الضرورية. وباستثناء المخاوف الفطرية ادى الإنسان فإنه ليس ثمة خوف بدون سبب. وما لم يتم التعرف على السبب الحقيقي لهذا الشعور فإنه لايمكن اصلاحه وعلاجه.
ويمكن بوجه عام تصنيف أسباب مثل هذه الحالات الشعورية على النحو التالي:
1. الاكتساب
تنتج معظم مخاوف الأفراد وخاصة الأطفال عند التعلم والاكتساب، بمعنى أن الطفل يتعلم من ابويه والأفراد المحيطين به الخوف من أشياء وأشخاص وأوضاع معينة.
ويكون التعلم هنا نتيجة المشاهدة كأن يشاهد خوف الأب أوالأم من بعض الأمور، فيقلد ذلك الخوف ثم ينمو هذا التقليد لتنشأ عنده قاعدة الخوف.
كما يمكن أن يسمع الفرد خوف الآخرين فيتبنى نفس الخوف ونفس القلق بصورة لاشعورية.
2. التجارب الخاصة:
ينشأ الخوف أحياناً بسبب خوض تجارب سيئة أو مؤلمة مر بها كخوف الطفل مثلاً من زيارة الطبيب لأنه سبق وأن حقنه الطبيب بإبرة موجعة. وهنا يسعى الفرد لتحاشي الوقوع في حالة مشابهة لتفادي الأحساس بالألم والمرارة.
3. التغيير في البيئة الحيطة:
يؤدي التغيير في البيئة المحيطة إلى ظهور حالة من الخوف والقلق على الفرد كما أشرنا مسبقاً بسبب عدم معرفته بالظروف الجديدة التي تختلف مع تلك التي تعود عليها. فدخول الطفل إلى المدرسة مثلاً يعني تقييده بنظام معين في السير والحضور والأنصراف والالتزام وهو جو مغاير لذلك الذي تعود عليه في المنزل وحيث حرية الحركة والتصرف والقرب من الأبويين.
4. التربية الخاطئة:
وهذا أمر مألوف . فبعض الأساليب التي يتخذها الأبوان والمربون في التربية من شأنها أن تلقي بظلالها على شخصية الطفل فتدرج فيه حالة القلق الدائم والخوف وعدم الاستقرار في الانفعالات والعواطف. ولعل أهم تلك الأساليب الخاطئة:
1. الأمر والنهي المتكرر.
2. اصدار الأوامر المتناقضه والاستجوابات المتكررة، من قبل اشخاص مختلفين.
3. تطبيق التعليمات الانضباطية القاسية على الطفل بحيث تموت فيه روح الجرأة.
4. التحدث عن بعض الظواهر التي يجهلها الطفل مثل الجن والأشباح ... الخ.
5. الضرب المبرح.
6. الخوف الشديد عند الأبوين أو المربين الأمر الذي ينعكس على الطفل.
7. كثرة الخلافات الزوجية مما يهد أمن الطفل.
8. معاملة الطفل بقسوة أمام أصدقائه وأقرانه.
9. ممارسة أعمال مثيرة للرعب امام الطفل كالعمليات الجراحية وتغسيل الاموات.
10. الايحاءات اامرعبة كالتهديد بالحبس في حبس انفرادي أو قطع اللسان .. الخ.
11. توليد الشعور بالحرمان والياس لدى الطفل بسبب طرده ومنعه من مشاركة الآخرين في الامور والأعمال التي يرغب فيها.
12. تكرر معايرة الطفل بعيوبه بالأخص أمام الآخرين.
5. المرض:
تكون المخاوف في بعض الاحيان مرضية. فالخلل العصبي بكافة أنواعه وعدم التوازن في البدن أو في الجهاز العصبي والالتزام بأوهامه وخيالاته يمكن أن يكون من مسببات الخوف والاضطراب كالخوف من الظلام مثلاً وكذلك الخوف من الفشل وعدم النجاح في الامتحانات ... الخ
6. الإدراك والوعي:
تنجم بعض المخاوف من الإدراك والوعي بمعنى أن الفرد يخاف من الخطر إذا رآه قائم أمامه كالخوف من حيوان مفترس مثلاً أو من شخص مهووس يحمل سلاحاً ...الخ
7. الجهل:
بعكس الوعي والإدراك، يكون الجهل بما هية الشئ دافعاً للخوف والقلق.
8. العامل النفسي:
الإحساس بالذنب والخوف من الانتقام والعقوبة والإحساس بوطأة الجريمة هي دوافع نفسيةتبعث على الاضطراب والقلق وبروز حالات الخوف.
كيف يمكن علاج الخوف؟!
يخطئ من يعتقد بأن الخوف ظاهرة سلبية بالكامل ولا إيجابية فيها، إذ أنه لا يمكننا أن نجد فرداً أن يدعي عدم خوفه من أمر ما. وإن وجد فهو إدعاء برأينا باطل ولا أساس له من الصحة. فهناك العديد من الفوائد والايجابيات في الخوف والقلق على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما إلى ذلك.
ولكي تكون عملية العلاج سليمة وناجحة لا بد من الالتزام بعدة أسس في العملية العلاجية. هذه الأسس هي:
1. تحديد نوع وما هية الخوف أو القلق ومعرفة مصدر انبعاثه.
2. تحديد درجة هذا الشعور من حيث البساطة أو الحدة والتعامل مع الظاهرة في حجمها الطبيعي.
3. القضاء على الخوف من خلال إزالة سبب الخوف وجعل الفرد في وضع يمكنه من السيطرة عليه.
4. إحلال الثقة بالنفس والجرأة محل الخوف والقلق
5. الاستمرار في العملية العلاجية وعدم الاكتفاء بالقضاء المرحلي على الظاهرة.
ويمكن في عملية العلاج اعتماد مجموعة من الأساليب المجدية والناجحة والتي تبني في الأساس على نوع هذا القلق أو الخوف .من بين هذه الأساليب:
1. الإفهام التوعية: وذلك لمواجهة المخاوف وحالات القلق الناجمة عن الجهل بماهية الشئ.
2. بيان علاقات العلة والمعلول ( أو السبب والمسبب ): يجب إفهام الطفل بمجرد بلوغه سن 5-6 سنوات أن لكل حدث أسساً، ولا يحدث أي امر بشكل تلقائي وبدون سبب، وأن ما يحدث للإنسان في عالم الوجود يقوم على قاعدة ولايحدث القلق أو الخوف ما لم ينطلق من سبب معين.
3. الإيحاء : يجب تشجيع الفرد على تلقين نفسه، بمعنى أن يتكلم مع نفسه ويحاول أن يأتي بالدليل لها ويقنعها عن طريق الاستدلال. لا بد أن يلقن الطفل نفسه بأنه شجاع ولا يخاف من شيئ وأنه يفكر ويتعقل ويبعد عنه ما ليس له أساس ويفكر بالحل.
4. استصغار المسألة: من الأساليب العلاجية التي يمكن اتباعها كرهبة الظاهرة التي يخشى الفرد منها ومحاولة اقناع الفرد أن لايعتبر الشئ الذي يخاف من مهماً في ذهنه.
5. القصص والعبر: وهو أسلوب آخر يتم من خلاله التركيز على قصص الشجعان والأشخاص المتعلقين والواثقين من أنفسهم دون التطرق إلى خوف الفرد نفسه أثناء العرض القصصي. وبذلك تتم تقوية الأرضية المعاكسة لدى الطفل الذي لايملك القدر الكافي من التجارب.
6. زرع التفاؤل والقوة الروحية في نفس الطفل وتعزيز القوة البدنية.
7. التعزيز الديني: يلعب عنصر الإيمان والدين دوراً مهماًفي رفع المخاوف وحالات القلق عند الفرد. وهذا أمر يقر به حتى غير المتدينين، فالإيمان بالخالق من شأنه أن يبعث على الطمأنينة والأمل.
8. تحفيز وتشجيع الفرد على القيام بعمل يتحاشاه.
9. تنمية العلاقات: وجود الفرد في وسط اجتماعي كبير من شأنه أن يبدد مخاوفه.
10. الاستسلام للقدر: يمكن الاستفادة من حالة الاستسلام للقدر لإزالة هذه الحالة الشعورية، وهذا ما طرحه القرآن الكريم في قوله تعالى (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون) –التوبة. وفي هذا الإطار يكون التركيز على إفهام الفرد أن القلق والخوف لا يغير من الواقع شيئاً لذا يجب الاستعداد لمواجهة الأمر والتغلب عليه.
11. العلاج الطبي: في بعض الحالات يصبح من الضروري اللجوء إلى العلاج الطبي للتخلص من هذا الشعور. من بين هذه الحالات، حالات القلق غير العادية المستقرة والخوف العصبي والمخاوف المصحوبة بانفعالات شرية.