تربية إيمانية من دون تناقض!
د.أحمد الحريري
أكد "د.أحمد الحريري" -باحث ومعالج في الشؤون النفسية والاجتماعية- على أن التربية الدينية تؤثر في شخصية الطفل، ويبدو ذلك واضحاً وجلياً في المجتمعات الإسلامية، مضيفاً أنه من المفترض أن نسميها التربية الإيمانية، مضيفاً: "نعني بالتربية الإيمانية تربية الطفل وتعويده على معرفة الله بآياته، وحب الله والتقرب إليه بعبادته، خاصةً في مراحل الطفولة الأولى؛ لأن هذا النوع من التربية في الإطار العام هو تربية أخلاقية تشحذ الضمير، وتوقظ اليقين، لذلك عندما يشب هذا الطفل ويكبر يبقى الوازع الديني والضمير الحي مستيقظاً لديه في كل سلوكياته وتصرفاته، حتى وإن حاد عن الطريق فيما بعد، وتصرف بشكل غير سوي، فإن هناك نزعة إيمانية تدعوه إلى العودة والتمسك بجادة الصواب"، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي مشكلة إلاّ اذا تشدد الوالدان في التربية الدينية، واعتمدوا أسلوب الفرض، فإن الطفل في هذه الحالة قد يخاف ويجامل في تنفيذ أوامر ومتطلبات التربية الدينية، وقد يتخلى عنها تماماً، أو يتصرف بما يخالفها، في مقتبل أيامه، وقد يعتبرها أُسلوباً آخر للمجاملة والمسايرة وتحقيق المطالب كنوع من النفاق.
وأوضح أن المشكلة الأُخرى عندما نعتمد التربية الدينية لأبنائنا ونحرص عليها، ثم لا نشكِّل نموذجاً جيداً لهم داخل المنزل، مبيناً أنه ليس من المعقول أن يتحدث والد لابنه عن الصلاة وهو لا يصلي!، وليس من المقبول أن ينهي والد ابنه عن الكذب وهو يكذب، هنا تتحول التربية الدينية لدى الطفل إلى مجرد نظريات ومعارف يمكن تجاوزها واستخدامها كدليل وحجة على أشخاص وأشخاص، ذاكراً أن المدرسة تعلم شيئاً يتخالف مع ما هو موجود في الشارع، والمنزل يربي على شيء يتناقض عمّا هو موجود داخل المنزل، مؤكداً على أنه من الأفضل أن نلجأ إلى التربية الإيمانية؛ لأن الإيمان بالله هو الدافع الحقيقي للصلاة والتمسك بالعبادات، وهو أيضاً الحكم والقاضي في تمييز التصرفات والنيّات الخيرة والشريرة لدى الإنسان، مشدداً على أن هذه التربية تبقى ركيزة أساسية في تنشئة مجتمع أخلاقي له مبادئ، بل و تؤصل التراث القيمي الذي يتميز به المسلم.
المصدر : جريدة الرياض
د.أحمد الحريري
أكد "د.أحمد الحريري" -باحث ومعالج في الشؤون النفسية والاجتماعية- على أن التربية الدينية تؤثر في شخصية الطفل، ويبدو ذلك واضحاً وجلياً في المجتمعات الإسلامية، مضيفاً أنه من المفترض أن نسميها التربية الإيمانية، مضيفاً: "نعني بالتربية الإيمانية تربية الطفل وتعويده على معرفة الله بآياته، وحب الله والتقرب إليه بعبادته، خاصةً في مراحل الطفولة الأولى؛ لأن هذا النوع من التربية في الإطار العام هو تربية أخلاقية تشحذ الضمير، وتوقظ اليقين، لذلك عندما يشب هذا الطفل ويكبر يبقى الوازع الديني والضمير الحي مستيقظاً لديه في كل سلوكياته وتصرفاته، حتى وإن حاد عن الطريق فيما بعد، وتصرف بشكل غير سوي، فإن هناك نزعة إيمانية تدعوه إلى العودة والتمسك بجادة الصواب"، مشيراً إلى أنه ليس هناك أي مشكلة إلاّ اذا تشدد الوالدان في التربية الدينية، واعتمدوا أسلوب الفرض، فإن الطفل في هذه الحالة قد يخاف ويجامل في تنفيذ أوامر ومتطلبات التربية الدينية، وقد يتخلى عنها تماماً، أو يتصرف بما يخالفها، في مقتبل أيامه، وقد يعتبرها أُسلوباً آخر للمجاملة والمسايرة وتحقيق المطالب كنوع من النفاق.
وأوضح أن المشكلة الأُخرى عندما نعتمد التربية الدينية لأبنائنا ونحرص عليها، ثم لا نشكِّل نموذجاً جيداً لهم داخل المنزل، مبيناً أنه ليس من المعقول أن يتحدث والد لابنه عن الصلاة وهو لا يصلي!، وليس من المقبول أن ينهي والد ابنه عن الكذب وهو يكذب، هنا تتحول التربية الدينية لدى الطفل إلى مجرد نظريات ومعارف يمكن تجاوزها واستخدامها كدليل وحجة على أشخاص وأشخاص، ذاكراً أن المدرسة تعلم شيئاً يتخالف مع ما هو موجود في الشارع، والمنزل يربي على شيء يتناقض عمّا هو موجود داخل المنزل، مؤكداً على أنه من الأفضل أن نلجأ إلى التربية الإيمانية؛ لأن الإيمان بالله هو الدافع الحقيقي للصلاة والتمسك بالعبادات، وهو أيضاً الحكم والقاضي في تمييز التصرفات والنيّات الخيرة والشريرة لدى الإنسان، مشدداً على أن هذه التربية تبقى ركيزة أساسية في تنشئة مجتمع أخلاقي له مبادئ، بل و تؤصل التراث القيمي الذي يتميز به المسلم.
المصدر : جريدة الرياض