العبقرية :
حالة انسانية فريدة ومتعددة الجوانب ومن الصعب احتواؤها في كتيب صغير..
تحددها (أهم أربعة عناصر)
تشكل بناءها وهيكلها العام .. وهذه العناصر هي العامل الوراثي، والتأثير البيئي، والشعور بالمسؤولية، والظرف المناسب !!
فرغم أن معظم العلماء يعيدون العبقرية إلى تمازج عنصريْ البيئة والوراثة؛ إلا أن الاختلاف مازال قائماً حول تغليب دور أحد العاملين على الآخر.. فنيتشه وجولتن مثلاً يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها. واستدلا على ذلك بحقيقة أن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد فيها عباقرة آخرون.. ولكن العلماء ممن يغلّبون دور البيئة المواتية يستشهدون بنفس الدليل لصالحهم ويقولون إن تلك الأسر (راقية بطبعها) وبالتالي وفرت لأبنائها بيئة تعليمية واجتماعية استثنائية أهلتهم للوصول لمدارج العبقرية…
على أي حال لن نختلف كثيراً ؛ إلا أنه بالإضافة لعامليْ البيئة والوراثة يرى بعض العلماء أن هناك عنصرين آخرين يجب أن يتوفرا لظهور العبقري وإلصاق صفة العبقرية به:
(العنصر الثالث) الرغبة وإدراك المسؤولية..
(والعنصر الرابع) الظهور في الوقت والمكان المناسبين ..
فالرغبة في الانتساب لدنيا المبدعين وإدراك العبقري لمسؤوليته أمر مهم في بناء الشخصية العبقرية؛ فجميع العباقرة كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم تجاه ما أخلصوا لأجله. وبدون وجود الرغبة والشعور بالمسؤولية لا يمكن استثمار العبقرية والاستفادة منها رغم توفر عامليْ البيئة والوراثة.. ونحن في حياتنا العامة ندرك أن رغبة المرء في أن يصبح طبيباً أو مهندساً هي الدافع الأعظم لأن يصبح كذلك في المستقبل. والعبقرية بدورها رسالة وكثيراً ما تتحول لمهنة إن لم يخلص لها المرء فلن ينجح بها (فكم من عبقري شغله المنصب أو جمع المال عن تقديم المزيد من الإبداع) !!
... وقبل أن أتحدث عن العنصر الرابع أشير إلى أنه بتوفر العناصر الثلاثة السابقة يكون مثلث بناء العبقرية قد اكتمل .. فالاستعداد الوراثي ؛ والبيئة المناسبة، وإدراك المسؤولية؛ كافية لخلق شخصية المبدع واكتمالها من الداخل..
أما العنصر الرابع والأخير (وهو الظهور في الظرف المناسب) فإضافة خارجية مهمة لإبراز عظمة الانجاز واعتراف المجتمع بعبقرية صاحبه.. فقد تتوفر للعبقري جميع مقومات الإبداع، ولكنه لا يصيب قدراً من الشهرة والانتشار وبالتالي من الصعب أن يُعرف أو يعَرف كعبقري.. وعدم الانتشار هذا يعود لأسباب كثيرة ومتعددة أهمها ظهوره في الزمن أو المجتمع غير المناسب؛ فالمتأمل في إنجازات العباقرة يدرك أنهم لو تأخروا (في أحد إضافاتهم) لعام أو عامين لفقدت تلك الإضافة أهميتها، ولو ظهروا بها في مجتمع غير مناسب أو قبل استيعاب الناس لأهميتها لما أدرك قيمتها أحد – وإن وصف لاحقا بأنه \"سبق عصره\" !
.. وهذا العنصر الرابع يعد على أي حال إضافة جديدة ترسخ من ندرة العباقرة في أي مجتمع.. فأنا شخصيا لا أشك بوجود عدد هائل من العباقرة الذين يعيشون بيننا (هذه الأيام) دون أن نعرف عنهم شيئا مقابل نسبة أقل كتب لها الانتشار والشهرة ودخول التاريخ.. وبناء عليه يمكن القول إن عباقرة معروفين ومشهورين من نموذج انشتاين ونابليون وابن سينا بمثابة حقيبة ديبلوماسية لا يمكن فتحها إلا بتوفر أربعة أرقام نادرة وصعبة هي:
الاستعداد الوراثي / والبيئة المواتية / والشعور بالمسؤولية / والظهور في الزمن والمكان المناسبين ...
حالة انسانية فريدة ومتعددة الجوانب ومن الصعب احتواؤها في كتيب صغير..
تحددها (أهم أربعة عناصر)
تشكل بناءها وهيكلها العام .. وهذه العناصر هي العامل الوراثي، والتأثير البيئي، والشعور بالمسؤولية، والظرف المناسب !!
فرغم أن معظم العلماء يعيدون العبقرية إلى تمازج عنصريْ البيئة والوراثة؛ إلا أن الاختلاف مازال قائماً حول تغليب دور أحد العاملين على الآخر.. فنيتشه وجولتن مثلاً يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها. واستدلا على ذلك بحقيقة أن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد فيها عباقرة آخرون.. ولكن العلماء ممن يغلّبون دور البيئة المواتية يستشهدون بنفس الدليل لصالحهم ويقولون إن تلك الأسر (راقية بطبعها) وبالتالي وفرت لأبنائها بيئة تعليمية واجتماعية استثنائية أهلتهم للوصول لمدارج العبقرية…
على أي حال لن نختلف كثيراً ؛ إلا أنه بالإضافة لعامليْ البيئة والوراثة يرى بعض العلماء أن هناك عنصرين آخرين يجب أن يتوفرا لظهور العبقري وإلصاق صفة العبقرية به:
(العنصر الثالث) الرغبة وإدراك المسؤولية..
(والعنصر الرابع) الظهور في الوقت والمكان المناسبين ..
فالرغبة في الانتساب لدنيا المبدعين وإدراك العبقري لمسؤوليته أمر مهم في بناء الشخصية العبقرية؛ فجميع العباقرة كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم تجاه ما أخلصوا لأجله. وبدون وجود الرغبة والشعور بالمسؤولية لا يمكن استثمار العبقرية والاستفادة منها رغم توفر عامليْ البيئة والوراثة.. ونحن في حياتنا العامة ندرك أن رغبة المرء في أن يصبح طبيباً أو مهندساً هي الدافع الأعظم لأن يصبح كذلك في المستقبل. والعبقرية بدورها رسالة وكثيراً ما تتحول لمهنة إن لم يخلص لها المرء فلن ينجح بها (فكم من عبقري شغله المنصب أو جمع المال عن تقديم المزيد من الإبداع) !!
... وقبل أن أتحدث عن العنصر الرابع أشير إلى أنه بتوفر العناصر الثلاثة السابقة يكون مثلث بناء العبقرية قد اكتمل .. فالاستعداد الوراثي ؛ والبيئة المناسبة، وإدراك المسؤولية؛ كافية لخلق شخصية المبدع واكتمالها من الداخل..
أما العنصر الرابع والأخير (وهو الظهور في الظرف المناسب) فإضافة خارجية مهمة لإبراز عظمة الانجاز واعتراف المجتمع بعبقرية صاحبه.. فقد تتوفر للعبقري جميع مقومات الإبداع، ولكنه لا يصيب قدراً من الشهرة والانتشار وبالتالي من الصعب أن يُعرف أو يعَرف كعبقري.. وعدم الانتشار هذا يعود لأسباب كثيرة ومتعددة أهمها ظهوره في الزمن أو المجتمع غير المناسب؛ فالمتأمل في إنجازات العباقرة يدرك أنهم لو تأخروا (في أحد إضافاتهم) لعام أو عامين لفقدت تلك الإضافة أهميتها، ولو ظهروا بها في مجتمع غير مناسب أو قبل استيعاب الناس لأهميتها لما أدرك قيمتها أحد – وإن وصف لاحقا بأنه \"سبق عصره\" !
.. وهذا العنصر الرابع يعد على أي حال إضافة جديدة ترسخ من ندرة العباقرة في أي مجتمع.. فأنا شخصيا لا أشك بوجود عدد هائل من العباقرة الذين يعيشون بيننا (هذه الأيام) دون أن نعرف عنهم شيئا مقابل نسبة أقل كتب لها الانتشار والشهرة ودخول التاريخ.. وبناء عليه يمكن القول إن عباقرة معروفين ومشهورين من نموذج انشتاين ونابليون وابن سينا بمثابة حقيبة ديبلوماسية لا يمكن فتحها إلا بتوفر أربعة أرقام نادرة وصعبة هي:
الاستعداد الوراثي / والبيئة المواتية / والشعور بالمسؤولية / والظهور في الزمن والمكان المناسبين ...