جميعنا يخشى العجز والمرض والفقر ولكن أكثر ما نخشاه أن نفقد عقولنا حين نصل لسن الشيخوخة.. نخشى أن نصاب بالخرف والجنون وفقد الذاكرة فننحدر لمستوى الأطفال والمعوقين.. وتزداد وتيرة الرعب حين تعتمد وظيفتك ومصدر رزقك على مواهبك الذهنية وقدراتك العقلية، ومهارتك في التذكر واسترجاع المعلومات (وهو ما يجعلني أفكر بالتأمين على دماغي ضد الزهايمر وعته الشيخوخة)...
وهذا الخوف مبرر ويستحق أن يأخذه الجميع بعين الاعتبار.. فأدمغتنا تتوقف عن النمو قبل سن العشرين وتبدأ في فقد الخلايا قبل الثلاثين.. كما تتأثر قدرتنا على الحفظ والتعلم بمرور الأعوام حتى نصل إلى مرحلة لا نعلم من بعد علم شيئاً (بحيث يصعب على الشيخ الكبير حفظ المزيد من القرآن الكريم أو تعلم لغة أجنبية جديدة أو التعامل مع التقنيات الحديثة كما يفعل أحفاده بسهولة)...
غير أن هناك في المقابل خبرين سعيدين ..
** الأول: أننا بمرور السن نزداد خبرة ومهارة في استعمال مهاراتنا الذهنية وأدواتنا العقلية...
** والثاني: أن هناك تمارين ذهنية ومكملات عصبية من شأنها الحد من تدهور مادة الدماغ والاحتفاظ بقدراتنا العقلية لسن متقدمة...
… صحيح أن قدرتنا على الحفظ والتعلم تقل بالتدريج ولكننا في المقابل نزداد فهماً وخبرة بخصوص ما تعلمناه في الماضي، ونتعلمه في الحاضر.. والفرق بين الجانبين يشبه الفرق بين لاعب ناشئ يتمتع بلياقة عالية، ولاعب على وشك التقاعد - قد لا يجاريه في اللياقة وسهولة الحركة - ولكنه يزداد خبرة في أسلوب التهديف ومهارة التكتيك.. بل اتضح أن خبرة الكبار كثيرا ماتتفوق على مهارة الصغار في الحفظ والتعلم.. فهناك دراسة أجرتها جامعة سياتل تابعت فيها التغيرات الذهنية ل6000 شخص على مدى 40 عاما اتضح من خلالها أن الأشخاص بين سن الأربعين والستين يتفوقون على "الشباب" في المهارات الكتابية وإدراك المعضلات وإيجاد العلاقات بين الظواهر المختلفة - وإن عانوا في المقابل من صعوبات التذكر وحل المسائل الرياضية...
أما بالنسبة للشق الثاني فقد اتضح أن لبعض الفيتامينات والأغذية والتمارين الذهنية دورا إيجابيا في الحفاظ على قدراتنا العقلية .. فهناك فيتامينات مثل B و E و G وعناصر مثل البوتاسيوم والسيلينيوم والزنك، وأغذية مثل الحمضيات وزيت الزيتون وزيوت أوميجا (في الأسماك) تساهم جميعها في تقوية الذاكرة والحفاظ على مادة الدماغ وإنتاج الناقلات العصبية ... (وفي حال عجزت عن إيجادها أو حفظ أسمائها ماعليك سوى تناول حبة يومية من الفيتامينات الشاملة أو Multivitamins) !!
... أما بخصوص "التمارين العقلية" فقد أصبح مؤكدا أن ممارسة العادات والهوايات الذهنية الصعبة ترفع من نسبة الذكاء وضخ الدم والأوكسجين الى الدماغ (كما أظهرت أجهزة الرنين المغناطيسي).. كما اتضح أن الاطلاع المستمر والعمل في مجال ذهني محفز - كالبرمجة والترجمة والتأليف وتحليل البيانات - تُبقي على حدة الذهن وترسي "قوالب" و"مبادئ" في التفكير يسهل الاتكاء عليها لاحقا !
... وكل هذا يؤكد أن خرف الشيخوخة، وتراجع الذاكرة ليسا أمرا محتما ولا يرتبطان بالضرورة بتقدم السن وتراجع مادة الدماغ.. والدليل على هذا أننا نعرف شيوخا أفاضل احتفظوا بحدة الذهن وقوة الذاكرة، وسرعة البديهة (بل وحتى الإبداع والنبوغ في سن متأخرة كما حصل مع النابغة الجعدي) بطريقة تثير حسد الشباب ومدمني "البلاي ستيشن"..
وهذا الخوف مبرر ويستحق أن يأخذه الجميع بعين الاعتبار.. فأدمغتنا تتوقف عن النمو قبل سن العشرين وتبدأ في فقد الخلايا قبل الثلاثين.. كما تتأثر قدرتنا على الحفظ والتعلم بمرور الأعوام حتى نصل إلى مرحلة لا نعلم من بعد علم شيئاً (بحيث يصعب على الشيخ الكبير حفظ المزيد من القرآن الكريم أو تعلم لغة أجنبية جديدة أو التعامل مع التقنيات الحديثة كما يفعل أحفاده بسهولة)...
غير أن هناك في المقابل خبرين سعيدين ..
** الأول: أننا بمرور السن نزداد خبرة ومهارة في استعمال مهاراتنا الذهنية وأدواتنا العقلية...
** والثاني: أن هناك تمارين ذهنية ومكملات عصبية من شأنها الحد من تدهور مادة الدماغ والاحتفاظ بقدراتنا العقلية لسن متقدمة...
… صحيح أن قدرتنا على الحفظ والتعلم تقل بالتدريج ولكننا في المقابل نزداد فهماً وخبرة بخصوص ما تعلمناه في الماضي، ونتعلمه في الحاضر.. والفرق بين الجانبين يشبه الفرق بين لاعب ناشئ يتمتع بلياقة عالية، ولاعب على وشك التقاعد - قد لا يجاريه في اللياقة وسهولة الحركة - ولكنه يزداد خبرة في أسلوب التهديف ومهارة التكتيك.. بل اتضح أن خبرة الكبار كثيرا ماتتفوق على مهارة الصغار في الحفظ والتعلم.. فهناك دراسة أجرتها جامعة سياتل تابعت فيها التغيرات الذهنية ل6000 شخص على مدى 40 عاما اتضح من خلالها أن الأشخاص بين سن الأربعين والستين يتفوقون على "الشباب" في المهارات الكتابية وإدراك المعضلات وإيجاد العلاقات بين الظواهر المختلفة - وإن عانوا في المقابل من صعوبات التذكر وحل المسائل الرياضية...
أما بالنسبة للشق الثاني فقد اتضح أن لبعض الفيتامينات والأغذية والتمارين الذهنية دورا إيجابيا في الحفاظ على قدراتنا العقلية .. فهناك فيتامينات مثل B و E و G وعناصر مثل البوتاسيوم والسيلينيوم والزنك، وأغذية مثل الحمضيات وزيت الزيتون وزيوت أوميجا (في الأسماك) تساهم جميعها في تقوية الذاكرة والحفاظ على مادة الدماغ وإنتاج الناقلات العصبية ... (وفي حال عجزت عن إيجادها أو حفظ أسمائها ماعليك سوى تناول حبة يومية من الفيتامينات الشاملة أو Multivitamins) !!
... أما بخصوص "التمارين العقلية" فقد أصبح مؤكدا أن ممارسة العادات والهوايات الذهنية الصعبة ترفع من نسبة الذكاء وضخ الدم والأوكسجين الى الدماغ (كما أظهرت أجهزة الرنين المغناطيسي).. كما اتضح أن الاطلاع المستمر والعمل في مجال ذهني محفز - كالبرمجة والترجمة والتأليف وتحليل البيانات - تُبقي على حدة الذهن وترسي "قوالب" و"مبادئ" في التفكير يسهل الاتكاء عليها لاحقا !
... وكل هذا يؤكد أن خرف الشيخوخة، وتراجع الذاكرة ليسا أمرا محتما ولا يرتبطان بالضرورة بتقدم السن وتراجع مادة الدماغ.. والدليل على هذا أننا نعرف شيوخا أفاضل احتفظوا بحدة الذهن وقوة الذاكرة، وسرعة البديهة (بل وحتى الإبداع والنبوغ في سن متأخرة كما حصل مع النابغة الجعدي) بطريقة تثير حسد الشباب ومدمني "البلاي ستيشن"..