موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

موقع الدكتور صـــــالـــح الجارالله الغامدي للدراسات التربوية


    *.. علينــا بالثبــات حين تتوالى المدلهمات ..*

    رؤى الغامدي
    رؤى الغامدي
    مشرف


    عدد المساهمات : 159
    تاريخ التسجيل : 01/10/2012

    *.. علينــا بالثبــات حين تتوالى المدلهمات ..* Empty *.. علينــا بالثبــات حين تتوالى المدلهمات ..*

    مُساهمة  رؤى الغامدي الجمعة نوفمبر 02, 2012 7:50 pm

    حين تتوالى المدلهمات وتتنادى الخطوب، وتتلون الفتن يتكاثر المتساقطون على قارعة الطريق، منهم من يسقط خوفا ومنهم من يسقط جزعا، ومنهم من يسقط طمعا، ومنهم من يسقط وهو يظن السلامة في الحور بعد الكور [1].
    وفي هذه الأزمنة المتأخرة التي كثرت فيها الفتن وتوالت فيها المغريات، وأقبلت الدنيا حاشدة رجلها وخيلها وعسكرها، مغررة بالقلوب، ومغرية للأنفس بنعيم الدنيا الزائف ومتاعها المرجف الراجف، في هذه الأزمنة ما أحوجنا إلى ذلك الصوت النبوي الحاني: (( ياعباد الله اثبتوا)) .[2]
    إن الثبات أمام الشدائد والمحن والخطوب، وأمام تلون الدنيا ومغرياتها سمة من سمات عباد الراشدين، الذين يعلمون أن الفتن إنما هي تمحيص للمؤمنين وفتنة للغافلين اللاهين، والفئة المؤمنة لا تغير من إيمانها الكروب سلباً بل إن الكروب تزيدها قناعة بنصاعة الطريق الذي تسير عليه، ولذا تجد في محطات الألم والغربة والكربة والابتلاء جلاء لما صدأ من إيمانها.
    إن الثبات معناه أن يستمر المرء في طريق الهداية، والالتزام بمقتضيات هذا الطريق والمداومة على الخير، والسعي الدائم للاستزادة، ومهما فتر المرء إلا أن هناك مستوى معين لا يقبل منه النزول دونه، أو التقصير فيه، وإن زلت قدمه فلا يلبث أن يئوب ويتوب لله علام الغيوب.
    لقد ذكر الله عز وجل في محكم التنزيل صورا متعددة للثبات في حياة المسلم، وما هذا إلا لكي يستشعر المسلم خطورة هذه القضية وأهميتها، ومن تلك الصور التي ذكرها القرآن العظيم صورة الثبات في المعركة أمام جحافل أعداء الله ورسوله، فالربانيون لا يزيدهم صليل السيوف وزمجرة الموت إلا ثباتا وتضحية واطراحا بين يدي الواحد الأحد، مؤملين في عونه ومدده ومغفرته، ((وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )) (آل عمران:147،146).
    نعم في أحلك ساعات الخوف والشدة والكربة ثبات على الحق، وإيمان عميق يقود إلى تماسك وتمسك، وعبودية مطلقة للواحد الأحد، وهكذا هم رجال الموقف ورجال الحسم الذين لا تعصف بهم الرياح كما تعصف بغيرهم من أصحاب الإيمان الواهن الضعيف، (( وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )) (البقرة:250).
    لقد كانت نتيجة ذلك الصبر والثبات حميدة سعيدة في الدنيا، مع ما ينتظر أصحابها من حسن الجزاء في الآخرة.
    لقد كانت مسألة الثبات على دين الله عز وجل الشغل الشاغل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هي القضية التي تشغل فكر أصحابه من بعده، وهي القضية التي أتعبت أذهان العلماء والصلحاء والفضلاء ، فلقد كان رسولنا- صلى الله عليه وسلم- كما في مسند الإمام أحمد- رحمه الله- كثيرا ما يدعو (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) [3].
    وهاهو حذيفة- رضي الله عنه- يحذر العلماء بقوله: (( يا معشر القراء استقيموا فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا )) [4].
    وكان عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- كثيرا ما يدعو بهذا الدعاء،(( أللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيماً لا ينفد )) [5].
    ويقول شداد بن أوس- رضي الله عنه-: (( كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد )).[6]
    وهكذا فالثبات صفة العظماء والأخيار النبلاء، الذين اصطفاهم الله وأراد الله بهم الخير في الدنيا والآخرة.
    إن صفة الثبات على الإسلام والاستمرار على منهج الحق نعمة عظيمة، حبا الله بها أولياءه وصفوة خلقه، وامتن عليهم بها، فقال مخاطباً عبده ورسوله محمداً- صلى الله عليه وسلم-: (( وَلَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً )) ( الإسراء: 74).
    ويتبين أهمية الثبات في وقت المحن والفتن، فعند المحن تطيش القلوب وتتقلب يمنة ويسرة، ولا نجاة لها إلا بالثبات.
    وقد شبه رسولنا- عليه الصلاة والسلام- قلب ابن ادم حينما قال: (( لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا اجتمعت غلياً ))[7].
    ويضرب- عليه الصلاة والسلام- للقلب مثلاً آخر فيقول: (( إنما مثل القلب كمثل ريشة في أصل شجرة يقلبها الريح طهراً لبطن )).[8]
    فسبق الحديث قول الشاعر:
    وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ولا القلب إلا أنه يتقلبُ
    كما لا يخفى أن للتذبذب والنكوص وفقدان معنى وجوهر الثبات يحدث خللاً وآثاراً لا تحمد عقباها على الفرد والأمة بأسرها.
    فلقد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 14, 2024 2:58 pm