موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

موقع الدكتور صـــــالـــح الجارالله الغامدي للدراسات التربوية


    "" التربيه الجـــــــــــــــادّه مراتب ؟؟! ""

    رؤى الغامدي
    رؤى الغامدي
    مشرف


    عدد المساهمات : 159
    تاريخ التسجيل : 01/10/2012

    "" التربيه الجـــــــــــــــادّه مراتب ؟؟! "" Empty "" التربيه الجـــــــــــــــادّه مراتب ؟؟! ""

    مُساهمة  رؤى الغامدي الخميس نوفمبر 01, 2012 1:21 am

    لعل بعض القراء يتساءل:
    بعد هذا الزخم ورفع الصوت بالمطالبة بالتربية الجادة:
    هل تريدون أن يصب الجميع في قالبٍ واحد ويسار بهم على وتيرة محددة؟!
    ثم أين الناس ومستوياتهم والضعف والقوة والنشاط والكسل؟!
    وهو سؤال يفرض نفسه، وله وجاهته وما يؤيده.

    إن الجدية مطلوبة من الجميع وبكافة مستوياتهم، وإن التربية على اختلاف طبقاتها ومستوياتها لابد أن تكون جادة.
    فتعليق أهداف واهتمامات الأمة بالرياضة واللهو والمتعة الحرام، مظهر من مظاهر عدم الجدية في التربية، وكون الأمة تسير وراء المادة وتحصيلها وهي التي تحكم موازينها وقيمها، مظهر من مظاهر عدم الجدية.
    فالتربية الجادة للأمة تتطلب أن تعلق بقضايا تليق بمكانتها كأمة من الأمم، وفوق ذلك أمة تحمل الرسالة للبشرية، فنحن بحاجة للتربية الجادة على مستوى الأمة بكافة طبقاتها.
    والطلبة والطالبات وهم فئة أخص، ويفترض فيهم مستوى من الجدية أعلى من عامة أفراد المجتمع، حين يعلقون بالشهادة والحصول عليها، وتصاغ التربية المدرسية بما يؤصل هذا المعنى، بل يقضي على ما يزاحمه، إن هذا الخرق والخلل التربوي مناقض للتربية الجادة، وانتهاك صارخ لغاية التعليم، وهو مسئول عن كثير من مظاهر ضعف التحصيل، والتربية الجادة تتطلب أن تتعلق اهتمامات الدارسين والدارسات بأهداف أسمى وأعلى قدراً من الوظيفة والشهادة.
    والأستاذ المربي الذي يعد نفسه موظفاً لا غير لدى وزارة التربية يتلقى أجره ثمناً لما يلقيه على طلابه في الفصل، ينتظر الإجازة ونهاية الدوام على أحر من الجمر، يحتاج لتربية جادة تعده ليكون مربياً حقاً.
    والأب الذي تشغله الدنيا ومتاعها عن الرعاية والتربية، بحاجة إلى التربية الجادة.
    والأم التي تعنى بالمظهر والموضة، وتستهلك اللقاءات والمكالمات الخاصة جزءاً ثميناً من وقتها على حساب الوظيفة الأساس والدور الرئيس: رعاية المنزل والقيام بشؤون الأسرة، هي الأخرى بحاجة للتربية الجادة.
    وأصحاب الوظائف الشرعية في المجتمعات الإسلامية حين يسيطر عليهم همُّ العلاوة والمرتب، وحين تخلق أجواء العمل الرسمي أمامهم سياجاً لا ينظرون ولا يتحركون إلا من خلاله يصبحون غير جادين في أداء دورهم المنوط بهم، والتربية الجادة تتطلب أن تتمحض نوايا هؤلاء وتتحرر من الأغراض العاجلة، وأن تأخذ جهودهم ونتاجهم مدى أبعد من السياج والإطار الوظيفي.
    وجيل الصحوة حين يكون على الواقع الذي هو عليه الآن فهذا يعني أنه بحاجة لتربية جادة تنهض به ويرتفع إلى المستوى اللائق، إذ هو حامل للواء، وحارس للخندق الأول، ومرابط في ثغور الحماية للأمة أجمع.
    وهكذا فالتربية الجادة مطلب للجميع على المستويات العامة والفردية، واختلاف مستوى التربية بين طبقة وأخرى أو فرد وآخر ليس إلا ناشئاً عن اختلاف الموقع والدور والمنزلة.
    وبهذا نستطيع الإجابة الواضحة على ذلك التساؤل.
    لقد أمر الله النبي صلى الله عليه وسلّم بتخيير نسائه بين البقاء معه أو متاع الدنيا وزينتها: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً). [الأحزاب: 28- 29].
    إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلّم يطلب منهن قدراً من الجدية ليس لغيرهن من النساء حتى من الصحابيات، فيحق للمرأة أن تطالب بالنفقة بالمعروف، وأن تتمتع بما يتمتع به سائر النساء، أما نساء النبي صلى الله عليه وسلّم فلهن شأن آخر، وينبغي أن يعلمن أن مقام أمهات المؤمنين يجب أن يتجاوز ذلك كله، وفعلاً كن -رضوان الله عليهن- على هذا المستوى اللائق حين خيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بين الدنيا والبقاء معه، فاخترن جميعاً الأخرى والأبقى.
    وقد بايع صلى الله عليه وسلّم بعض أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً، فكان أحدهم يسقط سوطه فلا يطلب من أحد أن يرفعه إليه. [رواه مسلم 1043].
    وهذا القدر من الجدية لا يطلب من سواهم من سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم، وإن كانت الجدية عموماً مطلوبة من الجميع.
    وحين لقي النبي صلى الله عليه وسلّم المتخلفين بعد غزوة تبوك قبل عذرهم، وَوَكَلَ سرائرهم إلى الله، عدا الثلاثة المخلفين، فصار لهم شأن آخر، لأن الجديّة المطلوبة منهم ليست كغيرهم.
    إذاً فالجميع يجب أن يبقى داخل إطار الجدية، ويعيش في أجوائها، وينقل إليها، لكنها تتفاوت بحسب المرء وموقعه ومستواه، وبحسب المجتمعات.


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 4:05 am