موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

تم انشاء هذا الموقع منكم واليكم ، فأنتم هنا لاضفاء التفاعل المميز خارج قاعة المحاضرات الذي يضفي تميزاً لكم من نوع آخر، فأنتم هدفنا والارتقاء بكم علميا وتربويا هو مانصبوا اليه باذن الله تعالى ، فلنكن عند حسن الظن ، ولنكن على قدر من المسئولية الشخصية لنحقق الهدف المرجو من هذا الموقع التفاعلي، مع تحياتي لكم جميعاً.

موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع الدكتور صـــــالــح الجارالله الـغامدي للدراسات التربوية

موقع الدكتور صـــــالـــح الجارالله الغامدي للدراسات التربوية


    برامج الدمج والعزل

    avatar
    عبدالرحمن الشهري


    عدد المساهمات : 2
    تاريخ التسجيل : 19/11/2014

    برامج الدمج والعزل Empty برامج الدمج والعزل

    مُساهمة  عبدالرحمن الشهري الإثنين ديسمبر 29, 2014 5:28 am

    بسم الله الرحمن الرحيم


    مقدمة :
    يعلم الجميع مدى حاجة الأطفال العاديين والمعاقين للتعليم , ومع تعدد الفرص المتاحة لتعليم العاديين كان لزاماً على المتخصصين العمل والتفكير في طرق لتعليم المعاقين أسوةً بالعاديين . وقد ظهرت عدة دراسات وتجارب في مجال تعليم المعاقين ما بين تعليم الطفل المعاق بمعزل عن العاديين أو دمجه معهم في مبنى واحد أو فصل واحد بحسب نقاط عدة ذكرها علماء التربية حيث يشير السيد (أبو قلة 2007م) إلى أن جميع التلاميذ لهم حق التعلم في أماكنهم ولكي يتحقق ذلك فان الثقافة المجتمعية والسياسيات في المدارس يجب إعادة صياغتها بطريقة تساعد على التعلم .ومهما كان شكل ودرجة الدمج التي تحدث في مكان عديداً من التحديات أمام المعلمين والإداريين. وعلى ذلك فان على المعلمين والإداريين التخطيط لبرنامج الدمج وهو أول متطلبات دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس العامة والتخطيط الجيد لتطبيق برامج الدمج , والدمج التربوي للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع العاديين يعتمد على تخطيط تربوي دائم ومستمر يتم تحديده بصورة شخصية لكل طالب معوق , وهذا الأمر يتطلبهم تحديداً للمسئولية الملقاة على عاتق الطاقم الإداري والتربوي وأن الدمج أكثر من مجرد وضع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والعاديين لكن هناك حاجة أساسية لتطوير البرامج التعليمة لذوى الاحتياجات الخاصة . وقدبدأ الاهتمام بالتربية الخاصة للمعوقين وذوي الحاجات الخاصة مع بـداياتالقرن العشرين، وكان التوجه قائماً على عزل هؤلاء الأفراد عـن المجتمـع بعـدتقسيمهم إلى فئات كل حسب إعاقته، في مدارس خاصة مع تقـديم بـرامج مؤهلـةخاصة بهم. وفي بداية القرن الحادي والعشرين تغيرت النظرة إلى محاولة توفير مكـانومكانة للمعاقين سواء في المدرسة أو المجتمع سعياً لدمجهم في المجتمع كأعضـاءوانتمائهم إليه كمواطنين فعاليين.

    تعريفات :
    بدايةً علينا سرد التعريفات التي وضعها علماء التربية لبرامج الدمج حتى تتضح الصورة أكثر . حيث تشير الأستاذة المختصة ( براءة الخطيب )عن مفهوم الدمج بأنه إتاحة الفرص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق بنظام التعليم العام، محددةً أهدافه وغاياته بـإتاحة الفرص لجميع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال في المجتمع، وبالتالي إتاحة الفرص لهم للالتحاق بالحياة العادية، كما يسمح للأطفال غير ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعرف على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عن قرب وتقدير مشكلاتهم ومساعدتهم على تلبية متطلبات الحياة. كما تسمح برامج الدمجبخدمة هؤلاء الأطفال في بيئاتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى المؤسسات المختصة، فضلاً عن تخليص أسرهم من المشاعر والاتجاهات السلبية والتوتربالإضافة إلى توسيع قاعدة الخدمات التربوية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.ويرى (كوفمان )أن الدمج أحد الاتجاهات الحديثة في التربية الخاصة وهو يتضمن وضع الأطفال المعوقين عقليا بدرجة بسيطة في المدارس الابتدائية العادية مع اتخاذ الإجراءات التي تضمن استفادتهم من البرامج التربوية المقدمة في هذه المدارس. ويرى (مادن وسلانين)إن الدمج يعني ضرورة أن يقضي المعوقون أطول وقت ممكن في الفصول العادية مع إمدادهم بالخدمات الخاصة إذا لزم الأمر . وقد اختار (عبدالرحمن خلف سالم 1416هـ) مصطلح التكامل (Integration ) حيث يرى أن للتعبير عن عملية تعليم المعوقين وتدريبهم ورعايتهم مع أقرانهم العاديين ويميز بين أربعة أنواع من التكامل:
    1- التكامل المكاني الذي يشير إلي وضع المتخلفين عقليا في فصول خاصة ملحقة بالمدارس العادية.
    2- التكامل الوظيفي و يعني اشتراك المتخلفين عقليا مع التلاميذ العاديين في استخدام المواد المتاحة.
    3- التكامل الاجتماعي ويشير إلى اشتراك المتخلفين عقليا مع التلاميذ العاديين في الأنشطة غير الأكاديمية مثل اللعب والرحلات والتربية الفنية.
    4- التكامل المجتمعي ويعني إتاحة الفرصة للمتخلفين عقليا للحياة في المجتمع بعد تخرجهم من المدارس أو مراكز التأهيل بحيث نضمن لهم حق العمل والاعتماد على أنفسهم بعد الله قدر الإمكان .

    ويمكن تعريف التكامل بأنهالدمج الاجتماعي والتعليمي الكامل مع الأسوياء بمعنى ليس لجزء من الوقت فقط .وقد عرف (كيرك وجاليجر1979م) الدمج بأنه إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييداً وهذا يعني بأن الطفل ذو الاحتياجات الخاصة يجب أن يوضع مع أقرانه العاديين وأن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية وأن يتفاعل بشكل متواصل مع أقران عاديين في أقل البيئات تقييداً .أما تعريف (ودل 1995م ) للدمج على أنه عامل هام يمكَن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من أن يصبحوا مواطنين مقبولين في مجتمعاتهم .ويرى (جوتليب)  أن الدمج هو الوضع أو المكان الذي يوضع فيه المعـوق والعادي داخل إطار التعليم العادي في الفصل النظامي على الأقل ٥٠% من وقـتاليوم الدراسي مع تطوير الخطة الإرشادية التي تقدم ما يحتاجونه نظرياً وأكاديميـاًوالمنهج العلمي والمقرر الدراسي ومسائل التدريس. ويرى (الأشول) الدمج بأنه مفهوم ينادي بإدماج الأطفال المعـاقين داخـلبرامج المدارس النظامية العادية مع توفير خدمات نوعية وشخصية لهؤلاء التلاميذويقرر أن هذا النظام أحرز نجاحاً ملحوظاً خاصة مع المتخلفـين عقليـاً بصـورةمعتدلة.ويؤكد (طلعت منصور) على أن الدمج هو حالة تهيؤ أو استعداد عام لدىالمربين والمعلمين والعاملين مع المعوقين ولدى الوالدين والمجتمع عامـة بتـوفيرتعليم للأطفال المعوقين داخل البيئة المهيأة لكل الأطفال الآخـرين فـي المدرسـةالعادية والمنزل العادي والبيئة المحلية. ويرى ( يترنيل ) أن الدمج هو التكامل الاجتمـاعي والتعليمـي للأطفـالالمعوقين والأطفال العاديين في الصفوف العادية ولجزء من اليوم الدراسـي علـىالأقل. ويرى  (الشناوي) أن فكرة الدمج (الفصول الملحقة) لم تنشـأ كمـا يـرىالبعض كاتجاه لاستيعاب المتخلفين عقلياً في الفصول العادية وإنمـا جـاءت فكـرةالدمج بقصد حماية الأطفال المتخلفين عقلياً من الفشل غير الضـروري، ورفـض الزملاء وفقدان تقدير الذات حيث أن الدمج (الفصول الملحقة) يسمح بأن يكون عددالمتخلفين بها محدوداً مما يتيح الفرصة للطفل المتخلف عقلياً أن يتلقى تعليماً علـى أساس فردي، ووجود منهج يسمح بإعداد هؤلاء الأطفال لأنواع المهن التي يتوقـعأن يدخلوا إليها عندما تنتهي دراستهم.


    إيجابيات الدمج :
    يتضح من تجارب الدول ودراسات العلماء أهمية كبيرة لقضية الدمج وخطورة العزل حيث اشار (براون)إلى أن أسلوب العزل يؤدي الى نمو الشعور بالضآلة و عدم الأهمية، مما يؤثر في مشاعر و قدرات هؤلاء الطلاب المعوقين، و يحد من تفاعلهم مع زملائهم ومع الحياة الاجتماعية العامة، كما ان هذا الشعور يؤثر في دافعتيهم للتعلم و بالتالي يؤدي إلى تأخر نمو كل من الجانب الأكاديمي والجانب العقلي . ويشير (لينش 1999)أن نظام الدمج يشعر الآباء بعدم عزل الطفل المعاق عن المجتمع، كما أنهم يتعلمون طرقا جديدة لتعليم الطفل وعندما يرى الوالدان تقدم الطفل الملحوظ وتفاعله مع الأطفال العاديين فإنهما يبدآن التفكير في الطفل أكثر، وبطريقة واقعية كما أنهما يريان أن كثيراً من تصرفاته مثل جميع الأطفال الذين في مثل سنه وبهذه الطريقة تتحسن مشاعر الوالدين تجاه طفلهما، وكذلك تجاه أنفسهما . كما يشير (برادلي 2000) أن دمج الطلاب المعاقين مع أقرانهم العاديين له قيمة اقتصادية تعود على المجتمع إذ توظف ميزانية التعليم بشكل أكثر فاعلية بوضعها في مكانها الصحيح وبما يعود على الطلاب بفوائد كبيرة  فتقلل من الإنفاق على الاستخدامات التعليمية غير المناسبة مثل: استخدام وسائل النقل لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس الخاصةمما يعتبر توظيفاً للأموال بشكل أكثر إنتاجية ونفعاً للمجتمع .كما أن للدمج فوائده بالنسبة للمعلمين حيث لاحظ (إليوت و شريدان) تقدماً كبير في المهارات المهنية للمدرسين الذين حصلوا على الخدمات الاستشارية، كما أن عدد الطلاب المحولين إلى خدمات التربية الخاصة قد انخفض كثيراً لأن المدرسين أصبح لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع حاجات الطلاب المعوقين بشكل أفضل عما سبق. وفي دراسة أجراها (محمد عبد الغفور 1999م) للتعرف على المتغيرات التي تسهم في تدعيم الاتجاه نحو سياسة إدماج التلاميذ ذوى الإحتياجات الخاصة في الفصول العادية، وذلك من وجهة نظر المعلمين والإداريين في التعليم العام أوضحت أن الدمج يهيىء فرصاً للتفاعل الإيجابي مع العاديين داخل المدرسة وكانت أهم الاحتياجات التعليمية للدمج تتمثل فيتحديد الإعاقات القابلة للدمج وتوفير الخدمات الطبية المناسبة للمعاق، والمنهج ومرونته، والمدرس وإعداده للتعامل مع الطفل المعاق، والوسائل التعليمية الخاصة بالمعاق. ويشير ( لينش 1999م) إن الطفل المعاق عندما يشترك في فصول الدمج ويلاقى الترحيب والتقبل من الآخرين فإن ذلك يعطيه الشعور بالثقة في النفس، ويشعره بقيمته في الحياة ويتقبل إعاقته، ويدرك قدراته وإمكاناته في وقت مبكر، ويشعر بانتمائه إلى أفراد المجتمع الذي يعيش فيه . ويؤكد ذلك (برادلي 2000) بقولهإن الطفل المعاق في فصول الدمج يكتسب مهارات جديدة مما يجعله يتعلم مواجهة صعوبات الحياة، ويكتسب عدداً من الفرص التعليمية والنماذج الاجتماعية مما يساعد على حدوث نمو اجتماعي أكثر ملاءمة، ويقلل من وصم العلاقات التي سوف يحتاج إليها للعيش والمشاركة في الأعمال والأنشطة الترفيهية ويشجعه على البحث عن ترتيبات حياتية أكثر عادية . كما يذكر (عبدالصبور منصور، إيمان كاشف 1998م) أن الدمج يمد الطفل بنموذج شخصي، اجتماعي، سلوكي للتفاهم والتواصل، وتقليل الاعتماد المتزايد على الأم، ويضيف رابطة عقلية وسيطة اثناء لعب ولهو الطفل المعاق مع أقرانه العاديين . كما أن للدمج فوائد اجتماعية متعددة حيث يشير (عادل خضر 1992م) أن الدمج  ينبه كل أفراد المجتمع إلى حق المعوق في اشعاره بأنه إنسان وعلى المجتمع أن ينظر له على أنه فرد من أفراده، وأن الإصابة أو الإعاقة ليست مبرراً لعزل الطفل عن أقرانه العاديين وكأنه غريب غير مرغوب فيه . بالتالي نستطيع أن نقول أن الدمج هو الطريقة التربوية الصحيحة تجاه المعاقين إعاقة بسيطة وقابلين للتطوير مع أقرانهم العاديين حيث أن الدمج يتيح الفرصة لجميع الأطفال المعوقين للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال ، ويتيح لهم الفرصة للانخراط في الحياة العادية ، ويتيح الفرصة للأطفال غير المعوقين للتعرف على الأطفال المعوقين عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة، والدمج يجعل خدمة الأطفال المعوقين في بيئتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات ومراكز بعيده عن أسرهم وأماكن سكناهم وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال من المناطق الريفية والبعيدة عن مؤسسات ومراكز التربية الخاصة ، كذلك التقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال أنفسهم وتخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يمكن أن يخلقها وجوده في المدارس الخاصة بالمعوقين . وينبغي التأكيد على أن الدمج ليس هدفا بحد ذاته وإنما وسيلة لتوفير أفضل فرص التعلم الممكنة للأطفال المعوقين بقصد إعدادهم لمواجهة متطلبات الحياةلذلك يحتاج الدمج الى توفر المعلم المعد إعداداً جيداً بحيث يستطيع التعامل مع المعاقين ، والمبنى المدرسي المهيأ لاستقبال الأطفال المعاقين بحسب نوع الإعاقة كتوفير دورات المياه المهيأة لذلك والكراسي والطاولات الخاصة ببعض الإعاقات ، واختيار درجة الإعاقة المناسبة لضمان نجاح الدمج .


    سلبيات الدمج :
    كما أن للدمج إيجابياته فله أيضاً سلبياته لكنها تبقى محل دراسة وتعديل ويمكن تجنبها حيث تشير الأستاذة (براءة الخطيب) إلى جوانب سلبية يمكن أن تظهر بسبب الدمج منها زيادة الهوة بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وباقي طلبة المدارس وهي : حرمان هؤلاء الأطفال من الاهتمام الفردي الذي يتوفر في مراكز التربية المختصة، زيادة عزلة الطفل المعوق عن المجتمع المدرسي وخصوصا عند تطبيق فكرة الصفوف المختصة ، و تدعيم فكرة الفشل عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي التأثير على مستوى دافعيتهم نحو التعلم وتدعيم المفهوم السلبي عن الذات. لذلك تنصح الأستاذة (براءة الخطيب) بمراعاة عدة أمور عند التخطيط لبرنامج الدمج وبالتالي محاولة تلافي سلبياته، هي: الاختيار السليم المناسب لموقع المدرسة العادية وبنائها، وضرورة إجراء التعديلات اللازمة لها لتتناسب وقدرة ذوي الاحتياجات الخاصة، تدريب المعلمين وتثقيفهم على نحو يتناسب وأهداف البرنامج، الاختيار السليم لفئة الأطفال المستهدفين بالدمج للتأكد من حسن استفادتهم من أهداف البرنامج، اشتراك أولياء الأمور في التخطيط للبرنامج بكافة مراحله، تهيئة طلبة المدرسة العادية للبرنامج وتعريفهم بخصائص الأطفال المنوي دمجهم لخلق أجواء إيجابية للتقبل فيما بينهم ، حصول الطفل المستهدف بالدمج على قدر من التعليم لا يقل في مستواه عن مستوى البرامج المطبقة في المدارس المختصة، أن لا يؤثر وجود الطفل المعوق في المدرسة العادية على برنامج المدرسة ومستوى طموح وتقدم الطلاب العاديين، وأن لا يشكل برنامج الدعم أعباء إضافية على معلم المدرسة العادية . وقد يؤدي الدمج الى زيادة القلق والخجل لدى المعاقين لذا ينبغي تنبيه التربويين داخل المدرسة على ذلك حتى يتم العمل رفع معنويات الطفل المعاق وتجنيبه آثار ذلك ، أيضاً السلبية التي يحملها المجتمع اتجاه المعاقين يشكل صعوبة نحو تطبيق سياسة الدمج وتنفيذها .


    أنواع الدمج :
    ويقصد بذلك الطريقة التي يمكن من خلالها دمج الأطفال المعاقين مع أقرانهم العاديين وهي كالتالي :
    1- الدمج الكلي:
    وهو دمج الطالب المعاق مع أقرانه العاديين داخل الفصول الدراسية ، ويدرس نفس المناهج الدراسية التي يدرسها نظيره العادي مع تقديم خدمات التربية الخاصة ويتحكم في ذلك نوع الإعاقة ودرجة شدتها .
    2- الدمج الجزئي:
    وهو  دمج الطالب المعاق في مادة دراسية أو أكثر مع أقرانه العاديين داخل الفصول الدراسية العادية .
    3- الدمج الاجتماعي :
    وهو أبسط أنواع وأشكال الدمج حيث لايشارك الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة نظيره العادي في الدراسة داخل الفصول الدراسية وأنما يقتصر دمجه في الأنشطة التربوية المختلفة مثل ( التربية الرياضية ، التربية الفنية ، أوقات الفسح ، الجماعات المدرسية ، الرحلات ، المعسكرات وغيرها ) .


    متطلبات الدمج :
    حتى يمكن دمج الأطفال المعاقين مع أقرانهم العاديين يتطلب ذلك عدة أمور تتعلق بالطالب نفسه والمعلم والمبنى المدرسي ، حيث يشير (عبدالعزيز الشخص 1987م) إن أول متطلبات الدمج التعرف على الحاجات التعليمية الخاصة للتلاميذ بصورة عامة والمعوقين منهم بصفة خاصة حتى يمكن إعداد البرامج التربوية المناسبة لمواجهتها من الناحية الأكاديمية والاجتماعية والنفسية في الفصول العادية  فلكل طفل معوق قدراته العقلية وإمكاناته الجسمية وحاجاته النفسية والاجتماعية الفردية التي قد تختلف كثيرا عن غيره من المعوقين. ويشير أيضاً نفس المؤلف أن من متطلبات الدمج ضرورة إعداد المناهج الدراسية والبرامج التربوية المناسبة التي يتيح للمعوقين فرص التعليم، وتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية والتربوية، ومهارات الحياة اليومية إلى أقصى قدر تؤهلهم له إمكاناتهم وقدراتهم، وبما يساعدهم على التعليم والتوافق الاجتماعي داخل المدرسة أو خارجها كما يجب أن تتيح هذه البرامج التربوية والأنشطة الفرص المناسبة لتفاعل التلاميذ المعوقين مع أقرانهم العاديين بصورة تؤدي إلى تقبلهم لبعضهم البعض . ويشير أيضاً نفس المؤلف قبل تنفيذ أي برنامج للدمج يجب توفير مجموعة من المعلمين ذوي الخبرة في تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وإعدادهم إعدادا مناسبا للتعامل مع العاديين والمعاقين ومعرفة كيفية إجراء ما يلزم من تعديلات في طرق التدريس لمواجهة الحاجات الخاصة للمعوقين في الفصل العادي، إلى جانب معرف أساليب توجيه وإرشاد التلاميذ العاديين بما يساعدهم على تقبل أقرانهم المعاقين .وقد حدد (ستون و كولكت)ثلاث جهات مسئولة عن عملية الدمج هي : فريق تقديم الخدمات على مستوى المدرسة ، وفريق تقديم الخدمات على مستوى المنطقة أو الإدارة التعليمية ، والمؤسسات الاجتماعية التي تساهم في عملية الدمج . ومن متطلبات الدمج اختيار فئات المعاقين القابلين للدمج حيث تشير (ماجدة عبيد 2000م) يتطلب الدمج ضرورة انتقاء الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الصالحين للدمج فالأطفال في الفئات الخاصة لهم خصائص متعددةفمنهم من تكون إعاقته بسيطة أو متوسطة أو شديدة، ومنهم من تكون مهاراته في التواصل جيدة ومنهم المتأخرون لغوياً، ومنهم من يعاني من الانسحاب أو بعض المشكلات النفسية والسلوكية والاجتماعية بسبب عدم تفهم الوالدين للإعاقة أو تقبلها، ومنهم من يكون والداه متفهمين للإعاقة متقبلين له ويعملان على مساعدته وفق أسس تربوية سليمة  .


    مشكلات العزل :
    أشار (ويهمان)إلى أن عزل أو فصل الطلاب المعاقين لا يساعد على بناء الإستقلالية أو الكفاءة الإجتماعية أو الثقة بالنفس بل إنه ينمي لديهم الشعور بالعزلة . لذلك نجد المعاق يشعر بصعوبة الاندماج في مجتمعه ومحيطه الأسري لأنه لم يعتاد التواصل مع أقرانه العاديين فهو يتعلم  في إطار برامج المؤسسات التعليمية التي لا تتبنى مفهوم الدمج ، ويتخلل ذلك أيضاً مشكلات نفسية وسلوكية تحول دون مواكبة ومسايرة المعاقين للمستوى التعليمي مثل أقرانهم العاديين،وبسبب عدم تواصل المعاق المستمر مع أقرانه العاديين يصبح لدى المعاق نظرة سلبية تجاه نفسه  والتي تتمثل في عدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على تكوين علاقات بينه وبين أقرانهالعاديين ، ومن مساوئ العزل أن المدارس الخاصة بالمعاقين لا توجد إلا في المدن الكبرى وبذلك تكون التكلفة عالية جداً على الأسر التي تعيش في القرى البعيدة بل وربما يضطر المعاق للعيش بعيداً عن أسرته مما يزيد الأمر سوءاً وهو العزلة عن أسرته ، والعزل هو من أكبر عوائق الطفل المعاق أمام تكوين صداقات مع أقرانه العاديين مما يقلل فرص إندماجه في المجتمع ويزيد فيهم شعور الاغتراب عن المجتمع .






    وجهة نظري :
    كل ماذكره علماء التربية من دراسات وتجارب للدمج والعزل شكلت عندي رؤيةتدعم الدمج حيث أنه أكثر فائدة لذوي الاحتياجات الخاصة حتى بعدما ذكروا سلبيات الدمج فقد وجدتها عبارة عن أمور مادية تتعلق بالمبنى المدرسي وتدريبية تتعلق بتأهيل الطاقم التربوي العامل داخل المدرسة وأمور الدعم اللوجستي من إدارة التربية والتعليم بكل ما تحتاجه المدرسة أولاً بأول وكل ذلك يمكن تجاوزه بالعمل الدؤوب من قبل المتخصصين والأهم هو استمرارية المتابعة . الدمج وسيلة مقنعة لتعليم المعاقين وتأهيلهم بل إنها أكثر واقعية إذا ما أردنا النظر إليها بعين الباحث عن مستقبل متوازن لهذه الفئة من المجتمع . تغيير رؤية العاديين من جميع الأعمار للمعاقين يصعب تحقيقها دون دمج مدرسي كبداية يجعل من وجود المعاق في المجمتع أمر طبيعي ومعتاد وبالتدريج تتغير الصورة النمطية عن المعاق التي تسبق الدمج بأنه شخص مختلف يصعب التعامل معه بالتاليإتاحة الفرصة أمام الأطفال العاديين للتعرف على الأطفال المعوقين عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة , كذلك الدمج يساعد المعاق ذاته على تقبل إعاقته وتناسي ما قد يعكر حياته نفسياً حيث أن المعاقين من اكثر فئات المجتمع تاثراً بالأضطرابات النفسية وهذا الأمر مهم جداً في مسيرة تأهيل المعاق للانخراط في الحياة العادية بشكل طبيعي كفرد لا يختلف عن غيره من العاديين وهذا يصعب تحقيقه مع العزل والأدهى لو كان العزل أيضا بعيداً عن أسرته التي تعيش في مكان بعيد لا تتوفر به مدرسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة فيعيش معزولاً عن أسرته والمجتمع وهنا العواقب قد تزداد خطورة, كذلك الدمج يعطي المعاقفرصة أفضل وأجواء تعلميمية مناسبة أكثرلينمو نمواً أكاديمياً واجتماعياً ونفسياً سليماً إلى جانب تحقيق الذات عند المعاق وزيادة دافعتيه نحو التعليم ونحو تكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الغير وتعديل اتجاهات الآخرين تجاه المعاق حيث سيساعد ذلك في تعديل اتجاه الأسرة والمجتمع وداخل المدرسة الطاقم التربوي كاملاً بالأخص المعلمين لأنهم المعني المباشر بتدريس المعاقين والتعامل معهم مباشرة بشكل متوازن مع العاديين لذلك الدمج يساعد في تعديل اتجاهات المعلمين وتوقعاتهم نحو الطفل المعاق من كونها اتجاهات تميل إلى السلبية إلى اتجاهات أكثر ايجابية. وعند النظر إلى الجانب التعليمي نعلم جميعنا أن اللغة تكتسب ولا تورث والطفل المعاق هو الأحوج بالاهتمام به أكثر من هذه الناحية لأن العزل قد يؤخر نموه اللغوي لذلك يحتاج الطفل المعاق إلى  التركيز بشكل أعمق علي المهارات اللغوية في المدارس العادية بما أن تعلم اللغة لا يتم بالصدفة وإنما يعتمد بشكل كبير علي العوامل البيئية ويعتبر النمو اللغوي مهما جدا للأطفال المدمجين حيث يسهل نجاحهم من خلال التفاعلات اليومية مع الآخرين لذا فإن عملية تكييف الجوانب المرتبطة باللغة كالقراءة والكتابة والكلام والاستماع تعد مطالب ضرورية لنجاح دمجهم . وأما من النواحي المادية فالدمج يقلل من التكاليف الكبيرة على مؤسسات الدولة التعليمية المعنية بتعليم المعاقين وعلى أسرة المعاق ذاته بالأخص لو كانت المسافة بعيدة بين المدرسة الخاصة وموقع أسرة المعاق فربما تتكبد الأسرة تكاليف إضافية كرسوم مرافق ورسوم استئحار مسكن ورسوم سائقناهيك عن الاضرابات النفسية الأكثر ضرراً . كل الحديث عن الدمج يدور حول دمج الأطفال المعاقين إعاقة يمكن معها الدمج كالإعاقة الحركية مثلاً , أما ذوي الاحتياجات الخاصة الاعتماديين على أسرهم فليسوا المقصودين بعملية الدمج .والأهم في نظري في كل سياقات الحديث عن عملية الدمج هو تأهيل المعلم والأسرة , فالمعلم القادر هو المتسلح بالمعرفة والدراية بخصائص كل معاق على حدةوكيفية التعامل معه وكل ذلك لا يمكن حدوثه إلا بالتعلم والتدريب على أيدي أساتذة ومدربين مهرة يستطيعون تشكيل معلم متميز علمياً وعاطفياً , واستمرارية المتابعة والرفع من معنويات المعلم مادياً ومعنوياً نظراً لصعوبة المهمة والجهد المضاعف التي يحتاج أن يبذله المعلم . أما الأسرة فهي الأكثر بقاءً وتفاعلاً مع طفلهم المعاق لذلك يجب على المتخصصين والجمعيات المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة تأهيل هذه الأسر بالمعلومات والطرق التي تساعدهم على التعامل مع طفلهم , وكذلك مساعدة الأسر الفقيرة مادياً وتوفير المواد والألعاب التي يحتاجها طفلهم المعاق بحسب نوع إعاقته . أيضاً لا نهمل الجانب التفاعلي من خلال توعية الأطفال العاديين بأهمية زملائهم المعاقين وأهمية التفاعل معهم وأنهم مثلهم في كل شيء إلا أن قدرهم جاؤوا إلى الدنيا بإعاقة بسيطة لكنها غير مؤثرة لو تعاملوا معهم كما يتعاملون مع بعضهم كأطفال عاديين وكل ذلك يتم قبل عملية الدمج بشكل مدروس . والجانب الآخر يتمثل في المجتمع من خلال الجمعيات المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة بنشر ثقافة التعامل مع المعاق كإنسان عادي بعيداً عن نظرات التعاطف وأحياناً الازدراء فهذا كله يؤثر على المعاق نفسياً بشكل لا يتصوره أفراد المجتمع . إذن الدمج مهمة عظيمة تحتاج لتكاتف الجميع للوصول لنتائج ناجحة ومرضية للمعاق وأسرته بثقة عالية تجعل من المعاق فرد متفاعل مع نفسه ومع الباقين له أهدافه وطموحاته كباقي أفراد المجتمع ,  وحينها تكون وصمة العار عبارة من الماضي لا وجود لها بإذن الله .

    إعداد / عبدالرحمن الشهري
    طالب ماجستير توجيه وإرشاد تربوي بجامعة الملك عبدا
    لعزيز

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 6:25 pm